قبل عدة أشهر، كنا في مكتبة نون، جالسين نتناقش في الهموم اليومية والحياتية ومنها بالطبع حياة الإنسان المسلم في زمن الإرهاب الديني والطائفي والأيديولوجي وغير ذلك من الأمور الأخرى، وفي معرض الحديث، قال الصديق الفنان خالد الرويعي إن الإنسان المسلم هو أنظف إنسان على الأرض، وتواصلنا في هذا الموضوع، الذي اقتنعنا جميعاً بصحته، خاصة من ناحية نظافة جسد الإنسان المسلم.
وقبل فترة قرأت أن العالم السويسري روبرت كنزي أعلن إسلامه بسبب قياسه لهالة نورانية منتظمة للمتوضئين من المسلمين باستخدام كاميرات للاستشعار الحراري.
والعالم السويسري روبرت كنزي عندما كان عمره 63 عاماً كان لديه جهاز يسمى «سيرمال فيور Thermal viewer»، وهو جهاز يصور الانبعاث الحراري الخارج من الجسم، باستخدام كاميرات خاصة، تصور الهالة المحيطة بالإنسان. والهالة تتكون من سبع طبقات ابتداء من اللون الأحمر، هذه الهالة لو انتظمت يكون الإنسان مطمئناً هادئاً، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ العبد خرجت الذنوب من بين عينيه ومن بين أذنيه ومن بين يديه ومن بين رجليه فاذا قعد قعد مغفوراً له»، ومغفور له يعني الاطمئنان، ولقد قام العالم كنزي بتجربة، حيث جاء بـ 50 ألف شخص من أوروبا، وصور الانبعاث الحراري لكل واحد منهم، وكان يستخدم هذه الطريقة لتشخيص الأمراض، فالمكان الذي لا تظهر فيه الهالة يعتبر فيه علة، فوجد أن الـ 50 ألفاً الذين صور هالاتهم كانت غير منتظمة، ففكر في ان الهالة هذه طبيعتها، حتى جاء رجل من نيجيريا وكان من كبار التجار، وذلك كي يشخص مرضه، فلما صوره وجد هالته منتظمة، فأراد العالم أن يحضر مترجماً لكن الرجل النيجيري كان يجيد الإنجليزية، وسأله العالم السويسري عن ذلك، فقال له الرجل: أنا لا أمشي إلا بالوضوء لأن الوضوء سلاح المؤمن، ثم أعاد العالم تصويره مرة أخرى، فوجد الهالة منتظمة، فقال للرجل النيجيري: هل إذا توضأت فستنتظم هالتي؟ فقال له: نعم، لكن يجب أن تغتسل، فاغتسل العالم السويسري، وصور نفسه فوجد الهالة غير منتظمة ثم أخذه الرجل ووضأه وضوءاً إسلامياً، ثم صور العالم نفسه فوجد الهالة تنتظم، وبما أن العلم يعتمد على التكرار في التجربة جاء العالم السويسري بـ 37 ممن يعملون في قسمه وصورهم، بعد أن اغتسلوا ثم توضؤوا، فوجد أن هالاتهم قد انتظمت تماماً، بالرغم من أنهم غير مسلمين، وما لبث العالم السويسري إلا أن أعلن إسلامه.
العالم روبرت كنزي حفظ القرآن الكريم وعمره 67 عاماً، وسمي الجهاز بمقياس الإيمان، وأصبح كنزي لا يعطي لمرضاه أي مهدئ، وإنما يأمر مرضاه بالوضوء الإسلامي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ العبد خرجت الذنوب من بين عينيه ومن بين أذنيه ومن بين يديه ومن بين رجليه فإذا قعد قعد مغفوراً له». وقال أيضاً «إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل».
نحن نعرف كل ذلك، ولكن المهم أن تكون نظافة القلب، كما نظافة الجسم، تملك هالتها الخاصة، والتي قد تساهم في تنظيف من يصافح أو يسلم أو يعانق صاحب القلب النظيف الخالي من الحقد والحسد والكراهية.