تحتفل مملكة البحرين غداً بالذكرى الـ 15 لميثاق العمل الوطني، وبالإجماع على وثيقة العهد والولاء، والتي شاركت فيها كل مكونات وشرائح الشعب بنسبة 98.4%، وأبهرت العالم، وبرهن البحرينيون بأنهم على قلب رجل واحد، في حب الوطن وقيادته، في ظل باني النهضة الحديثة للمملكة، حضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الذي استطاع بفضل من الله تعالى ثم بحكمته وحنكته من خلال المشروع الإصلاحي الشامل أن يكون الميثاق هو البداية الأساسية والنواة التي تعاقد من خلالها الشعب مع القائد للوصول بسفينة البحرين إلى آفاق مستقبلية أرحب، نعيشها اليوم واقعاً في ظل الديمقراطية والحريات، والتي كان البرلمان أحد هذه الثمار، حيث مارس فيه المواطنون حريتهم في اختبار من يمثلهم في بيت الشعب بالانتخاب الحر المباشر.
والغريب في الأمر أنه ورغم كل تلك الإصلاحات والحريات والمكتسبات التي تحققت في المملكة نجد ساسة ركبوا موجة ما يسمى بـ «ثورات الربيع العربي»، وحاولوا استنساخ تلك الثورات، إلا أنها باءت بالفشل، لأنها اتخذت الطابع الطائفي ولها أهداف خفية غرضها زعزعة الأمن والاستقرار، هؤلاء الثلة القليلة الضعيفة الذين يمثلون أنفسهم منذ عام 2011 يفشلون في محاولاتهم في الإخلال بالأمن والنظام في يوم 14 فبراير من كل عام، إلا أنه بيقظة رجال الأمن يمر هذا اليوم بسلام بل ويعيش فيه الشعب فرحة ونشوة الاحتفال بيوم وطني التف فيه الشعب حول قيادته، فتلك الدعوات التي تتزامن مع مناسبة ذكرى الميثاق ستعد، كما قال رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، جرائم جنائية، يعاقب عليها القانون، وسيتعرض كل من ستسول له نفسه أن يعبث بالأمن للمساءلة الجنائية وفقاً لقانون العقوبات.
كل الشكر والتقدير لوزارة الداخلية ووزيرها الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة على حفظ الأمن والاستقرار دائماً وبالذات في يوم ميثاق العمل الوطني، تلك الذكرى التي ينتظرها كل بحريني شريف قال «نعم» للميثاق، وصوت قبل 15 عاماً ليصنع مستقبلاً زاهراً بيده للأجيال، فقد لاحظنا الانتشار الأمني والاحترازات خلال الأيام الماضية، ومن خلال متابعة مستمرة من قبل قوات الأمن العام لأية دعوات تستهدف إرهاب المواطنين والمقيمين والمساس بالنظام العام في الدولة، أو تعطيل مصالح الناس وتهديد أمنهم واستقرارهم، فرجال الأمن وقوات مكافحة الشعب ستكون بالمرصاد لأي جماعة أو أفراد سيخلون بسير الأمن العام يوم غد، فكلمة عرفان وشكر نقدمها لرجال الأمن حماة الوطن وقت الشدائد.
حقيقة أننا نفتخر بكل عزة بتلك الملحمة التاريخية لشعب البحرين الذي خرج عن بكرة أبيه ليقول «نعم» للميثاق، الذي استطاع أن ينقل البحرين الحديثة نحو التطوير وطال التحديث مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويجب علينا أن نحافظ ونصون المكتسبات التي حققها ميثاق العمل الوطني الذي كان الملهم لتعزيز الوحدة الوطنية، فقد كان يوم 14 فبراير يوماً أغر في تاريخ البحرين ولحظة مجيدة في مسيرة التحديث السياسي للدولة، ويمكن أن نطلق على ميثاق العمل الوطني «وثيقة العهد» بين القيادة والشعب وستظل كذلك بإذن الله تعالى.
* همسة أخيرة:
نستذكر ميثاق العمل الوطني الذي يعتبر يوماً وطنياً تاريخياً سيظل محفوراً في الذاكرة الوطنية، حين وقف كل شعب البحرين صفاً واحداً خلف حضرة صاحب الجلالة الملك الذي نقل المملكة إلى مرحلة متقدمة في الديمقراطية، ومن أقوال جلالته بمناسبة الميثاق الوطني «سنبقى معكم يداً بيد على امتداد المسيرة وهذه يدي ممدودة إلى كل بحريني وبحرينية كما امتدت في بيعة العهد».