بداية نقول بأن الله حافظ لهذا البلد، وهو سبحانه المنعم بالتوفيق والنجاح لرجال الأمن البواسل في ضبط هذا الكم من «الخونة» الذين يشكلون خلايا إرهابية تدعمها إيران.
الحسرة هنا لعوائل الشباب الذين يقبض عليهم في مثل هذه التنظيمات، إذ للأسف مستقبل هؤلاء ضاع حينما ساروا وراء «الوهم الإيراني»، وأصبحوا أدوات طيعة في أيدي المخططين لمشروع التوسع الصفوي في منطقة الخليج.
وصلنا اليوم لاكتشاف خلية أخرى دعمها الحرس الثوري الإيراني بالسلاح والتدريب، والهدف من ذلك تنفيذ سلسلة عمليات إرهابية تستهدف أمن البحرين وتضرب في المجتمع الآمن.
ومع كل هذه الشواهد، مازالت بعض الجهات سواء خارجية أو داخلية، ومازالت بعض الأبواق الإعلامية التي تعمل ضد البلد، تحاول تبرئة ساحة إيران، وتستميت في تصوير هؤلاء الإرهابيين على أنهم «حمائم سلام».
اعترافات المقبوض عليهم اليوم ومن قبلهم عشرات، كلها تشير إلى إيران، وإلى تلقي إمدادات بالسلاح عبر محاولات التهريب، وإلى التدريب العسكري في معسكرات إيران والعراق ولبنان.
البحرين مستهدفة منذ عقود، واليوم تتصاعد حركات الاستهداف خاصة مع تشديد القبضة الأمنية في البحرين على المحرضين والإرهابيين، وتطبيق القانون على كل من يسعى للانقلاب على البلد والالتفاف على شرعية نظامها الحاكم.
اليوم الدولة مطالبة أكثر من قبل بعدم ترك فسحة أو مساحة أو ثغرة لكل من يحاول إقلاق الأمن، والأهم لكل من يحاول تعطيل القضاء.
بالتالي كما كنا نقول سابقاً مراراً، بأن القضاء اليوم ليس مقتصراً على القضاء على الإرهاب وعناصره، بل اليوم يتوجب أن تمتد العملية لتشمل من نصنفهم على أنهم «مساعدو الإرهابيين».
مساعد الإرهابي هو كل من يدفعه للقيام بأعماله الإرهابية ضد المجتمع. هو كل محرض سواء من على منبر أو عبر جمعيات سياسية أو تكتلات تبيح لهؤلاء مواجهة الشرطة، وتبرر لهم إرهابهم، وتتداعى للدفاع عنهم والترافع في قضاياهم.
مساعد الإرهابي اليوم هو كل إعلامي يحاول أن يبعد إيران عن المشهد البحريني، هو من يحاول أن يمنح إيران صك البراءة، وفي المقابل يستهدف الدولة بالأخص في أجهزتها الأمنية، ويزور الحقائق ويفبرك الواقع، ويصور الإرهابيين على أنهم أصحاب مطالب مشروعة ودعاة سلام وتعايش ومحبة.
كل هؤلاء لهم يد فيما يحصل، وطالما يرون بأن سيف العدالة لن يطالهم بل سيقتصر على الإرهابيين فقط، ومن يقومون بالعمليات، فهم سيواصلون مساعيهم لضرب البحرين، فالتاريخ علمنا بأن قيمة الإنسان لديهم رخيصة، فإن صنعوا إرهابياً اليوم ودعموه وتم القبض عليه وإفشال مخططاته، فإنهم يعملون جاهدين لصناعة عشرة إرهابيين بديلاً له.
من هدفه البلد وصالحه من الاستحالة أن يقبل بتدخل الأجنبي، من الاستحالة أن يقبل بالإرهاب ويدافع عنه، من الاستحالة أن يغمض عينه عن التهديدات الإيرانية ويرى في دولة الولي الفقيه صديقاً ودوداً.
هؤلاء هدفهم سرقة البلاد واختطاف الحكم، هدفهم تحويل البحرين لعراق آخر يحكمه الخامنئي، لن يهدأ لهم بال حتى لو أعطتهم الدولة أغلى ما لديها، حتى لو أعطتهم أكثر من حقوقهم، هم لا يريدون ذلك، لأن أمخاخهم زرع فيها «هوس» الجهاد المقدس، وأن الحكم لا بد وأن يكون لمن يتبع ويسجد للمرشد الأعلى.
لرجال الأمن والداخلية الأبطال كل التقدير على يقظتهم، وعلى تفانيهم في التصدي لمن يحاول إقلاق أمن البلاد، ويستهدف المواطنين والمقيمين في معيشتهم وسلامتهم.
وأملنا في النهاية أن نصل ليوم تقطع فيها جميع الأيادي التي لها ضلوع في دعم الإرهاب والتحريض عليه وحماية أصحابه.
البحرين ستظل بإذن الله دولة يحفظها المولى عز وجل، بفضل تكاتف المخلصين من أبنائها مع قيادتها الحكيمة بقيادة جلالة الملك حفظه الله، وبفضل يقظة وتفاني رجال أمنها البواسل.
اتجاه معاكس:
إيضاحات وصلتني بشأن مقال الخميس المعني بالبحرين وصناعة «قادة المستقبل» والذي تحدثنا فيه عن المعسكر الشبابي لجمعية «ذخر البحرين».
أستغرب عدم وجود شخص يمثل وزارة الشباب والرياضة، وهي الجهة التي عودتنا على قيادتها وريادتها للعمل الشبابي في البحرين، وتبين بأن هناك طلباً للرعاية وجه للوزارة، لكن ظروف تبعية الجمعيات الشبابية لوزارة أخرى تعيق المسألة، بحكم وجود تداخل في عمل الوزارات، ومن ثم غابت الدعوة المباشرة الموجهة للوزارة.
بالتالي العتب سيكون على الآلية المطبقة وليس على اجتهاد الأشخاص والجهات.
وعليه أرى بأنه بات من الحصيف اليوم التفكير جدياً في نقل تبعية الجمعيات الشبابية لتكون تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة، باعتبارها جهة التخصص، في المقابل يتم التخفيف عن كاهل الوزارة الأخرى لتتفرغ
للتركز على ملفاتها الرئيسة والأهم .
الترتيب والتنظيم ومنع تداخل الصلاحيات والاختصاصات أرضية أساسية ولازمة لتحقيق النجاح.
وبالتوفيق لكل الجهود المخلصة.