كان الإعلام الورقي ينشر الكلمة المقروءة والصورة الثابتة فقط، وأتى الإعلام الإكتروني – الرقمي فنشر الكلمة المسموعة والمقروءة والصور الثابتة والمتحركة. وأصبح بالتالي عدد المتلقين ومقدار الانتشار أكبر بكثير من الإعلام الورقي -التقليدي ،وصارت الكلفة أقل بكثير فهي شبه مجانية، وحقق سهولة الوصول للمتلقي بصورة غير مسبوقة إعلامياً.
ففي وسائل الإعلام الورقية نتعامل معها وكأننا جهة»مستقبلة فقط» ينحصر دورنا في أن نأخذ ما ينشر لنا فقط ، لذلك من يملكون وسائل الإعلام هم الذين يقررون ما نقرأ أو نشاهد . أما في الإعلام الإلكتروني « السوشال ميديا» فأنت الذي تقرر ماذا ومتى تريد أن تحصل عليه من معلومات. وأكثر من ذلك فبإمكانك من خلال التفاعل والحوار أن تنتقل من دور المستقبل إلى دور المرسل أو الناشر، وهذه نقلة تحصل لأول مرة مع تطور وسائل الإعلام الجديد «مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات»، ولهذا أهمية كبيرة بلا شك في الحوار وتطوير أسلوب نقاش الرأي العام بشكل عام.
فالإعلام الإلكتروني أحدث ثورة غير مسبوقة في مجال التواصل والتفاعل البشري في شتى الأمور مثل الثقافة، العقائد، الأفكار، التجارة والسياسة. ونتائج هذه الثورة كانت سريعة ونلاحظها في أكثر من مجال وهذا يعرفه أغلبنا. ولم تنل وسيلة من وسائل نقل ونشر المعلومات في تاريخ البشرية ما نالته الفضائيات الرقمية مثل قناة اليوتيوب وموقع بريسكوب وغيرها الكثير من سرعة في الانتشار بين الناس، وعمق في التأثير في حياتهم على مختلف أجناسهم وتوجهاتهم ومستوياتهم. وما يتميز به الإعلام الرقمي «السوشال ميديا» هو تنوع طبيعة المعلومات التي توفرها، وضخامة حجم هذه المعلومات التي يمكن الوصول إليها دون عقبات مكانية أو زمانية ومادية.
لقد أصبحت شريحة كبيرة من المجتمع اليوم ينظرون إلى العالم الرقمي على أنه المصدر الأول والمفضل للمعلومات والأخبار، فغالبية الصحف الورقية أصبحت صحفاً إلكترونية أيضاً، ويرى البعض أن وسائل الإعلام التقليدية مثل « النشر الورقي « كالصحف والمجلات لن تلبث أن تنقرض على يد الفضائيات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، كما انقرض النسخ اليدوي للكتب على يد روتنبرج .
فالحياة الرقمية أفضل بكثير، لأنها منحتنا حرية واسعة في التعبير الفكري والعقائدي والأدبي كنا محرومين منها وقت تقيدنا بالإعلام التقليدي فقط. و أتاحت لنا الرقمية مجالاً» لا منتهى ولا حدود له في التواصل الاجتماعي سواء مع الأفراد أو الجهات الرسمية في المجتمع والدولة. كما حققت لنا سرعة كبيرة في نشر الأخبار والمعلومات. وكذلك أيضاً» مكنتنا مواقع التواصل الرقمي «السوشال ميديا» من معرفة رأي الآخرين فيما نقدم ونستعرض على منصة الإعلام الرقمي وهذا أفضل اختبار مباشر لنا مع الجمهور لمعرفة أهمية وقوة ونجاح المحتوى الذي نقدمه للمجتمع.