للسفير الأمريكي في البحرين، يحتاج الشعب البحريني منك لإيضاح أمام تصريحك بعد ما خرج به المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيري في يونيو 2015 وإعلانه قرار الإدارة الأمريكية رفع الحظر عن المساعدات الأمنية للبحرين والذي أقر بعد الأزمة الأمنية 2011، فنحن لم نفهم بصدق معنى تصريحك الذي خرجت به في بيان للسفارة الأمريكية وأنت تقول: بعد رفع الحظر عن المبيعات العسكرية الأجنبية سنستمر في الضغط على حكومة البحرين بشأن المخاوف التي لدينا والمتعلقة بحقوق الإنسان؟
كما قلت: نحن مازلنا نعتقد أن الأمن على المدى الطويل يمكن تحقيقه بشكل أفضل من خلال إطار عمل لمجتمع شامل أكثر تعددية مثل الذي دعا له ميثاق العمل الوطني في فبراير 2001 وكل هذا الكلام لا نستشعره أمام جملة ما استعرضناه لك من مواقف أمريكية متناقضة ما بين الفعل وحتى التصريحات! أمام كل الإرهاب الإيراني الذي يهدد حقوق الإنسان في البحرين، وإن كنتم تؤمنون بالتعددية لم تحاولون تعميم مطالب الشعب البحريني وإسقاطها على جميعة سياسية واحدة وهي بالأصل لا تعتبر جمعية سياسية ولا معارضة حتى ولو كانت كذلك فلماذا لم يتغير الأمين العام للوفاق منذ تأسيسها ولماذا لم يتم تدوير منصبه أو حتى تضم في عضويتها عناصر تعكس تعددية مجتمعنا ومذاهبه والتي تدعون أنكم تناصرونها؟
الأمريكي بريان دولي صرح بأنه لا نريد رؤية قنابل مسيلة للدموع في البحرين مكتوب عليها صنع في أمريكا وأنه يعتقد أن رفع حظر الأسلحة سيمكن النظام البحريني من ممارسة ما يسميه الاضطهاد! إنه حقاً شيء مخجل أن يتفوه هذا المدعي كمدير لمنظمة هيومن رايتس أي مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية بهذا الكلام، فإما أن يكون جاهلاً تماماً عما يحصل في البحرين من إرهاب إيراني يختطف حياة رجال الأمن والمدنيين وهو ما يعكس تقصيراً من جانبكم والسفارة الأمريكية في تزويده بالحقائق، أو أنه متحيز وميزانه الحقوقي مختل!
إن الأسلحة التي تحصل عليها مملكة البحرين بالأصل هي أسلحة دفاعية أمام المخاطر الإيرانية والخارجية وما يحصل من تداعيات أمنية في المنطقة المحيطة بنا ومقابل التصريحات الإيرانية المستمرة والمعادية بالتدخل عسكرياً في البحرين، وأمام تلويح أمين عام الوفاق الإرهابي علي سلمان بإيجاد تدخل عسكري خارجي، وأمام مخطط الانقلاب المسلح 2011 وكذلك محاولات إنجاحه مجدداً عام 2014 بعلم من السفارة الأمريكية!
ناشط حقوق الإنسان دولي عليه أن يستوعب أن الشعب البحريني سئم السياسة الأمريكية التي تود حرمانه من التمتع بحقوق الإنسان والأمن والاستقرار وحقه في سيادة البحرين لا على أسس طائفية وتمكين الطائفة الشيعية على جميع الأعراق وممارسة الاضطهاد الأمني إثر تفجيرات القنابل محلية الصنع، إن التطرف العنيف الذي يدعيه قد جاء من الإرهابيين لا المعارضين مدعياً عندما يتم إسكات المعارضة، فإن ذلك يغذي التطرف العنيف ويغذي دعاية الإرهابيين بأن العنف هو الحل الوحيد المتاح، ففي البحرين لا توجد بالأصل معارضة سلمية وهؤلاء ليسوا بمعارضين بل خونة وعملاء لمشروع إيراني أمريكي، أما السلمية فندعو الأخ ليراها بأم عينه في الشوارع وهو يرى كيفية تفجير القنابل محلية الصنع وحرق الناس بالمولوتوف.
للسفير الأمريكي، في يونيو 2016 أعربت واشنطن عن قلقها مرتين، الأول عندما طالبت بالتراجع عن قراراتها في تغليط عقوبة علي سلمان واعتقال المدعو نبيل رجب ومحاكمته، والثاني إسقاط جنسية الإرهابي عيسى قاسم عن طريق بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية.
إن من يحرض على القتل كمن قتل فهو قاتل في النهاية، ومن يحرض على الإرهاب سعادة السفير هو إرهابي بالنهاية وإن اختلفت المواقع وتعددت المسميات، أليس كذلك؟ أنتم وقحون جداً مع حقوق الإنسان في البحرين وأمام مطالب الشعب البحريني وسيادة وطنه وعليكم مراجعة أنفسكم!