«في الفترة الأخيرة، سيس مجلس حقوق الإنسان الكثير من الأمور، ولكن هذا التسييس لا يهمنا بشيء ولن يؤثر علينا بأي شيء، وإنما ما يهمنا التزامات البحرين بحسب الاتفاقات الدولية وبحسب الالتزامات القائمة بين الحكومة والشعب، هذا ما يهمنا في الأول، ولن نلتفت للحظة واحدة لأي صوت يحاول أن يبتزنا من الخارج أو يحاول أن يدفعنا لاتخاذ خطوة معينة من الخارج، وخصوصاً من مجلس حقوق الإنسان، لأننا نعلم بكمية التسييس في هذا المجلس».
للكرامة طعم يتلذذ به الأحرار، لعزة النفس وللشموخ لباس لا يليق إلا بمن حفظ كرامته واعتز بها، لكلمات الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة التي صدح بها أمس الأول في مؤتمره الصحافي صدى ليس كصدى الكلمات السابقات إنها صدى نريده شعاراً مستمراً وخطاباً ثابتاً لمستقبل البحرين «لا يهمنا شيء ولا يؤثر علينا شيء» وثناها «لن نلتفت للحظة واحدة لأي صوت يحاول أن يبتزنا من الخارج أو يحاول أن يدفعنا لاتخاذ خطوة معينة من الخارج» «لا يهمنا» و«لن نلتفت»، فقط هذا ما طالبنا به، هذه هي السياسة الخارجية التي تمنيناها، ألا تهزنا تلك التقارير حتى تلك التي تصدر من وزارات الخارجية الأجنبية كتقرير وزارة الخارجية الأمريكية، فعلاً إنها كلمات ليست كالكلمات نأمل أن تكون هي سياسة مملكة البحرين مستقبلاً.
لا نطالب أن يكون لمملكة البحرين خطاب حافل بالعنتريات، بل خطاب كهذا الذي سمعناه أمس، واضح وصريح ومحدد النقاط وحاسم وحازم، خطاب يحفظ لنا سيادتنا وكرامتنا ويضع للبحرين مكانة طبيعية تنشدها أي دولة، كان ذلك مطلبنا منذ 2011.
التجارب علمتنا أن حفظ مكانة الدولة واحترام الآخرين لها تماماً مثلما هو حفظ مكانة الإنسان الفرد يبدأ باحترام النفس وبالثقة بنفسه وبالاعتزاز بسيادته على نفسه وبالعمل بما هو مقتنع به لا بما يفرضه الآخرون عليه، أفراد كهؤلاء يجبرون ويفرضون احترامهم على الآخرين واحترام خصوصيتهم وعدم المساس بها.
سيرعدون وسيزبدون وسيكتبون التقارير ضدنا، إنما كلها زبد وهباء منثور، تلك المجالس انتهى دورها العالمي، انظروا حولكم من الذي بات يعبأ بها، لقد أنهت دورها بعد أن قبلت أن تكون أداة في يد دول يقال عنها «عظمى» مشاركتنا فيها إبراء للذمة فقط، أصبحت تلك المنظمات مطية لمشاريع سياسية تعنى بحقوق المثليين أولاً ومن ثم بقية البشر، تغض الطرف عن جرائم إبادة جماعية وتتأكد وتلتفت إلى الحرص على وجود ممثل لها في محاكمة شخص في مكان ما في جزيرة صغيرة كالبحرين!! علينا أن نعي نحن هذه الحقائق ونثق بها، وبناء عليها نتحرك لحفظ أمننا واستقرار دولنا دون الالتفات لها ودون أن يهمنا قلقهم أو تقريرهم.
لا نطالب بالانعزال ولا نطالب بقطع العلاقات ولا نطالب بخطاب عنتري، فقط نطالب أن تكون مصالحنا وأمننا واستقرارنا هي محددات سياستنا الخارجية لا توصيات من مجلس دولي أو تقارير من دولة أجنبية.. هل نطلب المستحيل؟!