حاولوا تعليمنا الديمقراطية، أشادوا بديمقراطيتنا عندما أرادوا، وأنكروها عندما تعارضت مع مصالحهم. هم اختاروا الديمقراطية لتكون لعبة وأداة يتلاعبون فيها بالمواطنين وبالرأي العام وبالعالم.
هكذا تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية بالديمقراطية، لتتجاوز خداع الأمريكان بمبادئها إلى درجة تصل أن يرفض الرئيس الأمريكي الإرادة الشعبية، ويرفض قرارات برلمانه المنتخب بمجلسيه. تلك هي الديمقراطية الأمريكية، وتلك التي تخدع بها العالم عندما تطالب الشعوب والحكومات بنشر وتبني قيمها.
الديمقراطية بالمفهوم الأمريكي مبتسرة وقاصرة وخادعة، لكننا في البحرين قررنا بتوافق شعبي تاريخي في 2001 أن نبني ديمقراطيتنا بخياراتنا الوطنية دون نصيحة أمريكية أو غربية، وبما نراه يتوافق مع مجتمعنا وقيمنا وهُويتنا العربية والإسلامية، فصرنا ننعم بمكتسبات هذه الديمقراطية.
الديمقراطية البحرينية تفوقت بجلاء على الديمقراطية الأمريكية، فالإرادة الشعبية تُحترم هنا في البحرين من قبل جلالة الملك حفظه الله والحكومة الموقرة والشعب وحاميها الدستور.
ديمقراطيتنا البحرينية إرادة الشعب فيها مصانة، ولا يجوز لأي سلطة رفض تلك الإرادة الشعبية كما هو معمول به في الديمقراطية الأمريكية، فليس لدينا حق الفيتو كالذي يتمتع به الرئيس أوباما، بل لدينا نظام أسمى من ذلك بكثير، نظام يضمن احترام تلك الإرادة الشعبية البحرينية، فجلالة الملك المفدى الذي احترم رغبة شعبه في تنظيم الصلاحيات الدستورية إبان التحول الديمقراطي، أكد ذلك عندما صادق على صلاحياته المقرّة دستورياً، والتي لا يمكن معها رفض رغبة الشعب، كما يفعل الرئيس الأمريكي. بل صان جلالته حفظه الله هذه الإرادة الشعبية، وصادق على صلاحيات تمنحه حق إعادة التشريعات إلى البرلمان للمراجعة في حال التباين في الآراء بما يضمن احترام إرادة الشعب وبما يحقق المصلحة الوطنية.
ديمقراطيتنا صانت الإرادة الشعبية، في الوقت الذي فرّطت فيه الديمقراطية الأمريكية بذلك ليتلاعب من يحكم البيت الأبيض بإرادة شعبه.
تلك الحقيقة ينبغي أن تدرّس من قبل معهد التنمية السياسية ويعرفها كل مواطن، خصوصاً أولئك الذين انخدعوا ونادوا بديمقراطيات الغرب، وأولها الديمقراطية الأمريكية.