في كل مرة أتشرف فيها بحضور مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر، يحدثنا صاحب السمو عن مدى متانة العلاقات البحرينية السعودية، ويذكرنا بأفضال المملكة العربية السعودية على مملكة البحرين، وبالأدوار المتعددة، التي لعبتها المملكة العربية السعودية، لحفظ وصون منطقة الخليج قاطبة، والبحرين بصفة خاصة. وعندما يتحدث خليفة بن سلمان عن السعودية، فإن الحديث يأخذ منحى آخر، فيتحدث صاحب السمو عن محبوبته «السعودية» بكل حب وشغف وامتنان، ويسترسل سموه وهو يسرد لرواد مجلسه الأفاضل تفاصيل تاريخية عن العلاقات البحرينية السعودية، ويذكر لهم الكثير من القصص والروايات، التي تجسد مدى عمق العلاقة بين هاتين المملكتين. بعض هذه التفاصيل معلنة ومعلومة، وبعضها لا يعرف عنها إلا نفر قليل ومن هنا يستوجب توثيقها. ويجاهر سمو رئيس الوزراء بحب السعودية في كل محفل، ويؤكد على أن «السعودية» هي صمام الأمان، وهي السند والعزوة وأنها بالفعل «درع للجزيرة العربية بأكملها». ويؤكد أمام الجميع بأن المملكة العربية السعودية هي «حليف» للبحرين على كافة الصعد.
ولا غرابة مطلقاً من هذا الحب المتدفق للمملكة العربية السعودية، فالسعودية ومملكة البحرين تربطهما أواصر الدم والنسب والدين واللغة والتاريخ المشترك والمستقبل المشترك شأنهما شأن سائر دول الخليج العربي.
وحب السعودية موجود في قلوب جميع البحرينيين الذين يستمدون هذا الحب من حب قيادتهم الرشيدة للمملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي.
يوم أمس احتفلت المملكة العربية السعودية بيومها الوطني السادس والثمانين، ولم يكن هذا الاحتفال خاص بأهل السعودية فقط، فقد احتفلت البحرين بهذا الحدث أيضاً، حيث قامت وزارة الإعلام البحرينية بتغطية خاصة وبث مباشر للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة في قلوب جميع أهل الخليج وأفردت الصحف ملاحق خاصة، وانتشرت الاحتفالات في كل مناطق البحرين. لدرجة أنني أحسست أن حلم «الاتحاد الخليجي» الذي نطالب به نحن شعوب الخليج أصبح واقعاً ملموساً، فجميع أهل الخليج عبروا عن فرحتهم باليوم الوطني السعودي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة بإضاءة برج الشيخ خليفة بعلم المملكة العربية السعودية، وقام الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم «فزاع»، بنشر قصيدة تهنئة بهذه المناسبة، كما قام العديد من الشعراء من الخليج بكتابة الأشعار والأغاني للمشاركة بهذه المناسبة أذكر منهم الشاعر البحريني المميز سعيد النعيمي.
إن «الاتحاد» ليس نصوصاً وبنوداً تكتب وتوقع من قبل قادة الدول، إن «الاتحاد» هو ما نشعر به إزاء بعضنا البعض، لربما تستطيع البنود والنصوص والاتفاقيات الدولية أن تصنع «اتحاداً» وكياناً تعترف به سائر الأطراف الدولية الأخرى، ولكن «الاتحاد» الفعلي هو أن تشعر بأنك جزء من الآخر وبأن اليوم الوطني لأي دولة خليجية هو يوم فخر لك. إن الاتحاد هو أن أشعر بالفخر والاعتزاز لأي إنجاز يحدث لأي دولة خليجية، هو أن أشارك أبناء أي دولة خليجية شقيقة فرحهم، وأن أشاطرهم حزنهم وهمومهم، وهذا بالفعل ما نشعر به نحن شعوب الخليج. فها هي قلوبنا تخفق عندما نسمع «ارفعي الخفاق الأخضر.. يحمل النور المسطر.. رددي الله وأكبر.. يا موطني»، هو أن أشعر بعزة، وأنا أسمع «وطني الكويت سلمت للمجد.. وعلى جبينك طالع السعد»، وأن أشعر بأنني جزء من الاتحاد وأنا أسمع «عيشي بلادي عاش اتحاد إمارتنا.. عشت لشعب دينه الإسلام.. هديه القرآن»، وأن أشارك أشقائي القطريين القسم وأنشد معهم «قسماً بمن رفع السماء.. قسماً بمن نشر الضياء.. قطر ستبقى حرة.. وتسمو بروح الأوفياء»، وأن أرفع صوتي مع أشقائي في عمان، وأدعو الله معهم وأردد «يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان.. والشعب والأوطان»، وأن أعتز وأشعر بانتمائي، وأنا أنشد «بحريننا.. مليكنا.. رمز الوئام دستورها عالي المكانة والمقام»..
لن ننتظر تحقيق «حلم « الاتحاد، لأنه موجود ومفعل بيننا نحن شعوب الخليج، فمن جميع أبناء الخليج نقول «ألف ألف مبروك للمملكة العربية السعودية في عيدها الوطني السادس والثمانين.. وكل عام والمملكة في خير ورخاء وأمن في ظل قيادتها الحكيمة».