البحرين كمملكة، لست أصفها فقط بالبحر الذي لا يتأثر من الحجارة التي تلقى فيه، صغيرة كانت أو كبيرة، بل هي كالمحيط الذي يتوه فيه من يريد الانتقاص منه.
بالتالي، الشتامون والحاقدون والكارهون لبلادنا، ولإنجازاتها، من عملاء وخونة للخارج، وممن لديهم أجندة خبيثة، طال زمنهم أو قصر فإنهم لن يعجزوا البحرين، ولن يتغلبوا على رجالها الوطنيين.
اليوم تتزايد «الحملات المسعورة» على مملكة البحرين في الخارج، هناك من يستميت محاولاً «التقليل» من إنجازات المملكة، ويحاول وهو يركض ويلهث أن «يقزم» ما قدمه رجال البحرين الشرفاء في بناء المشروع الإصلاحي.
هؤلاء وللأسف بعضهم من الطوابير الانقلابية في الداخل يراهنون على الفشل، والمخجل أنهم لا يتعلمون من التاريخ، جهل ممزوج بفشل ذريع.
البحرين أفشلت بفضل الله وبفضل رجالها المخلصين الشرفاء عديداً من محاولات الانقلاب، وردعت كثيراً من مساعي الانتقاص منها، بل وألجمت كثيراً من المتطاولين والشتامين حجارة حادة، ومازال رجالها على مثل هذا المنوال.
لذلك أكرر وأقول دائماً إن الرجال مواقف وأفعال قبل الأقوال، وما حصل قبل خمسة أعوام، هو أمر لابد أن نتذكره بين الفينة والأخرى، لأنه يمثل ملحمة تاريخية سجلت أسماء الرجال الذين وقفوا دفاعاً عن وطنهم، كل في موقعه وكل في مجاله، وكان العار يومها لمن اختبأ واستكان وفر من أي مواجهات. والمضحك أن بعضهم اليوم يحاول فرد العضلات.
البحرين تظل جبلاً لا تهزه ريح، مهما حاولوا ومهما فعلوا، ومهما استماتوا في الكذب والفبركة وتزوير التاريخ، الكذابون يعرفون بسيماهم.
ما يحصل اليوم في داخل أروقة بعض المنظمات، وما يقوم به عملاء إيران المتجولون ومرتزقتهم الذين جندوا لينالوا من البحرين، كلها تأتي في إطار محاولات الضعفاء لاستهداف بلادنا، لجعلها تنزف، لكن كيف للمحيط أن ينزف أصلاً؟!
بالتالي، نقول مثلما قال رجل الدبلوماسية القدير وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد، إن البحرين من حقها أن تطبق قوانينها، وألا ترد على جهات مسيسة لا تلتزم بالحيادية والعدالة.
المجالس التي تدعي أنها معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، كثير منها مجالس لا علاقة لها أصلاً بالدفاع عن حقوق الإنسان البحريني الذي يعاني من الإرهاب الداخلي، ومما يفعله عملاء إيران، ولا تلتفت لتمحيص المعلومات الكاذبة والمفبركة والمغلوطة التي يسوقها الكاذبون الذين أعجزهم وضوح مملكة البحرين وإنجازاتها فكان الحل لديهم بالكذب.
اليوم الوعي السياسي في البحرين زاد عما سبق، الناس عرفوا المخططات الدنيئة ومن يقف وراءها، المخلصون والوطنيون ليسوا لقمة سائغة لأي دجال أو كاره لهذا الوطن، وعليه هناك مئات الألوف من الرجال الذين لا يعجزهم التصدي والرد على الأكاذيب والفبركات، سواء من انقلابيي الداخل أو الجهات المسيسة ذات الأجندات في الخارج.
لكن في نفس الوقت على المخلصين أن ينتبهوا ويدركوا قوة بلادهم، أن يستوعبوا قوة قيادتهم وخطها الواضح، عليهم أن يكونوا في دائرة واحدة قوية متحلقة حول جلالة الملك رمز الوطن، الرجل الذي عرف كيف يتعامل بحكمة وحنكة ويحافظ على البحرين.
لذلك فإننا نمثل بلادنا بالبحر الذي يتوه فيه من يحاول طعنه بسكين ضعيفة، أو يرمي فيه حجارة، مهما زاد عددها وكبر حجمها فإنها تغرق فيه وتنزل للقاع في أسفل سافلين.
من أراد اختطاف البحرين ومضى لتشويه صورتها واستهدفها وأثبت عمالته للخارج، هو دائماً غارق في هذا البحر، هو دائماً في قاع هذا المحيط.
أحياناً لا نحتاج في دفاعنا عن وطننا أن نرد على كل انقلابي وكاره وساع لتشويه صورة البحرين ومنجزاتها، إذ مهما قال هؤلاء ومهما استماتوا تجاهلهم يقتلهم قهراً.
البحرين ستظل كالبحر، مثلما يحكي بأن الأخطل قال لجرير: أنا الذي شتمتك. فرد عليه: ما ضر البحر أن يشتمه من غرق فيه؟!
اللهم احفظ البحرين وقيادتها وشعبها المخلص من كل كيد وحقد وشر.