في كل عام، ومع حلول فصل الشتاء، يطلق العديد من المسؤولين في مختلف وزارات الدولة المعنية تصريحات «وردية» تتضمن استعدادهم لمواجهة موسم الأمطار، خاصة وأن ما يحدث خلال هذا الموسم من كل عام أمر غير مقبول، في ظل كثرة تجمعات مياه الأمطار، في أغلب شوارع البحرين، خاصة في بعض المناطق التي حظيت بمشاريع إسكانية جديدة والتي يجب أن تكون مؤهلة لتجاوز مثل تلك الأمور البسيطة.
ما شاهدناه مع أول «رشة» لأمطار الخير والبركة خلال هذا العام، هو تكرار لـ «سيناريو» الأعوام الماضية، ولعل ما حصل في مدن المحرق التي تحظى باهتمام ومتابعة متواصلة من الحكومة، خاصة في مناطق عراد والحد وقلالي والحالة هو خير مثال على وجود تقصير لدى بعض الجهات المعنية التي يجب أن «تحاسب».
الغريب في الأمر أن بعض الشوارع الهامة خاصة في مناطق الرفاع والمنامة والمحرق وسترة ومدينة عيسى ومدينة حمد والتي تكثر فيها تجمعات مياه الأمطار، هي نفسها تتكرر في كل عام دون وضع أية حلول جذرية لتفاديها من قبل الجهات المعنية، ويتم الاكتفاء بالاعتماد بشكل رئيس على صهاريج شفط المياه التي تعتبر وسيلة غير «حضارية» بالنسبة للبحرين التي تحظى بتطور وتقدم في مختلف الأصعدة منها فيما يتعلق بالبنى التحتية.
معالجة تلك الأمور دائماً ما تأتي من المهتم الأول بقضايا المواطنين وأعلى سلطة في الحكومة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، والذي وجه وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ووزارة الإسكان إلى النظر في الأماكن التي تجمعت فيها مياه الأمطار والوقوف على مسبباتها واتخاذ الإجراءات التي تحول دون تكرارها وأن تكونا على أهبة الاستعداد للتعامل الفوري مع أية تجمعات للمياه بسبب الأمطار.
نأمل من تلك الجهات تفادي تكرار مثل تلك الأخطاء «الكبيرة»، خاصة وأن الحكومة تضخ ميزانيات كبيرة بالملايين على البنى التحتية من شوارع وطرقات، وعلى المشاريع الإسكانية التي يجب أن تكون في أفضل وأرقى صورها.
* مسج إعلامي:
بلدية المحرق تلقت 174 بلاغاً عن وجود تجمعات لمياه الأمطار تركزت في مناطق عراد والحد وقلالي والحالة، وتم توفير ما يقارب 20 صهريجاً سعتها 4500 جالون، وتم شفط 1.339 مليون جالون تقريباً، «يعني كل صهريج جم مرة شحن وفضى ورجع يشحن مرة ثانية» الحسبة عندكم.
ماذا لو أنعم الله علينا بأمطار غزيرة كتلك التي تهطل في بعض الدول الآسيوية كتايلند والفلبين والهند؟ كم صهريجاً سنحتاج لشفط مياه الأمطار من مواقع تجمعاتها؟ والله خوفي أن نغرق.