بالنسبة لي كل من يعادي وطني «شيطان رجيم»!
سواء أكان هؤلاء الشياطين خارجيين، أو داخليين، وما أكثر الفئة الأخيرة، ممن يقعون تحت تصنيفات العملاء والخونة والطوابير الخامسة وبائعو الأوطان، وهي توصيفات لا يجب أن تغيب عن أذهاننا أبداً، ولا يجب أن يخلو منها خطابنا حين نتحدث عن الوطن، لأن الخائن يريد دوماً أن يمحو خيانته حينما يفشل مخططه، يريد دائماً للناس أن تنسى آثامه، حتى يلبس رداء الحمل الوديع ويعاود العمل من تحته بنوايا الضباع آكلة الجيف.
شياطين الداخل، نحن كشعب مخلص نعرفهم، والقوانين كفيلة بهم، وإن كانت الدولة في فترات منحتهم الفرصة تلو الأخرى، إلا أنها اليوم لا تتهاون معهم، بل القانون سيد الموقف، من يتجاوز ومن يرتكب الجرائم والجنح، ومن يحرض ومن يخرب ويحرق ويمارس البلطجة والإرهاب، لا يظنن بأنه في بلد يقبل بأن يسرح ويمرح فيه العملاء والخونة والغوغاء دونما رادع أو عقاب.
لكن شياطين الخارج، هم الذين نحتاج منهم موقفاً واحداً صريحاً ومباشراً، فهؤلاء مهما تغيرت الأزمنة، وتغيرت حتى القيادات والصفوف لديهم، تظل طموحاتهم واحدة، وتظل أجنداتهم هي نفسها ذاتها لا تتغير.
نقول إن الغرب فيه أطراف تستهدفنا، وإن هناك من يعمل على تقوية أية «خلايا سرطانية» يشكلها عملاء أو خونة داخل بعض المجتمعات، لتشكل ما يسمى معارضة أو جماعات ضغط تصنع لتلك الدول «مؤرقات داخلية»، وتحولها لبؤر صراع مجتمعي قائم على المذهبية أو العرق وغيرها من التصنيفات، والهدف أن يتحول الغرب بالنسبة لك كـ»مستشار» أو «بيت خبرة» يساعدك على تخطي هذه المراحل أو يساعدك على التعامل معها، وطبعاً لا شيء مجاني هنا، ورد الجمائل يكون في عرف العلاقات السياسية وفق عدة أوجه مختلفة.
لكننا لسنا نتحدث عن الغرب الذي تتغير مصلحته حسب الظروف، الذي قد تراه يوماً يعاديك، لكن تراه في يوم آخر يساندك، وتقول بالفعل «سبحان مغير الأحوال»، فكم صداقة جاءت من بعد عداوة؟!
لكننا نتحدث هنا عمن ينافس «إبليس الرجيم» في «استحالة» التوبة والعودة للطريق القويم، حتى المولى عز وجل عرض على الشيطان التوبة والعودة عن الطريق الخاطئ، فما كان به –أي إبليس- إلا إن قال انظرني إلى يوم يبعثون، حتى يغوي بني آدم عن الطريق المستقيم، ليوردهم جهنم وبئس المصير.
هنا أتحدث عن إيران التي بالنسبة لي كبحريني لا تختلف أبداً عن إبليس الرجيم، هي بالنسبة لنا «الشيطان الأكبر»، هي الجارة التي تمتلك منذ عقود بل قرون أطماعها التوسعية، وأحلامها بعودة الدولة الفارسية، بإحياء الإمبراطورية التي كسر رأس «كسراها الأخير» الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الرجل الذي قال عنه رسولنا صلوات الله عليه بأن الشيطان يأخذ طريقاً آخر لو صادف عمر في نفس الطريق، الإمبراطورية التي أخبر عنها الرسول بوحي من الله أنه «لا كسرى بعد كسرى»، ودعوته عليه حينما مزق كسرى «خسرو الثاني» كتاب الرسول له، حين قال رسولنا «مزق الله ملكه»، وكيف أن سلط الله عليه ابنه ليقتله شر قتلة، وامتدت دعوة الرسول لتتمزق سلالة كسرى ويقتل بعضهم بعضاً، حتى وصل الحكم لآخر الأحفاد «يزدجر الثالث» الذي مزق الفاروق عمر عرشه وقضى على سلاسة كسرى عن بكرة أبيها.
منذ مجيء الخميني، ومن بعده خامنئي وأحلام إعادة الإمبراطورية الفارسية الصفوية تراودهم، ولا يمكن لعرش كسرى أن ينصب مرة أخرى إن كان للعرب قائمة، ومنطقة الخليج العربي بالنسبة لـ»كسرى إيران» أو «إبرهة الصفوي» سموا خامنئي بما شئتم، هي الشوكة التي تقف في حلق أطماعهم.
البحرين لوحدها تشكل لـ»شيطاننا الأكبر» أهم غنيمة، رغم صغر حجمها، لكن لأن استثمارهم فيها كبير وممتد لعقود، صنعت فيها صفوف من العمالة، وطوابير من الخونة، ومحاولات الانقلاب كلها تشهد على ذلك.
بالتالي حينما نسمع اليوم خطابات سياسية توجه لإيران بضرورة احترام الجيرة، وتدعوها لعدم التدخل في شؤون الآخرين، وتطلب منها التعامل بأعراف الصداقة والجيرة، فإننا كمن يسترجع الحديث الإلهي مع إبليس، وكيف أن «الشيطان الرجيم» من المستحيل أن يتوب.
من الجنون القول للشيطان «كن صديقي».. الشيطان ترجمه بالحجارة فقط!