عواصم - (وكالات): سقط قتلى وجرحى مدنيون بقصف طائرات روسية على بلدة حريتان وعلى مخيم للنازحين في ريف حلب شمال سوريا، بينما سيطر تنظيم الدولة «داعش» على عدة قرى في ريف المحافظة ذاتها.
ونفذ التحالف الدولي بقيادة أمريكية اكثر من 150 غارة على مواقع «داعش» شمال سوريا، منذ بدء هجوم مزدوج تشنه قوات سوريا الديمقراطية في ريف محافظة الرقة. على جبهة أخرى في سوريا، تمكن التنظيم المتطرف إثر هجوم مباغت من قطع طريق الإمداد الوحيد إلى ثاني أهم معقل للفصائل المقاتلة في محافظة حلب، حيث بات نحو 100 ألف سوري عالقين قرب الحدود التركية، وفق منظمة أطباء بلا حدود. من جانبها، انتقدت تركيا بشدة «نفاق» الولايات المتحدة من خلال دعمها للمقاتلين الأكراد في سوريا بمواجهة «داعش»، وهو موضوع يسمم العلاقات بين الشريكين الرئيسيين في حلف شمال الأطلسي وفي التصدي للمتطرفين.
وقالت شبكة سوريا مباشر إن الطائرات الروسية شنت غارات بالصواريخ الفراغية، استهدفت إحداها «مخبز الشهداء» بشكل مباشر، مما أدى لوقوع 8 قتلى وعدد من الجرحى بينهم مدنيون، بينما تستمر عمليات البحث عن ناجين بين الأنقاض.
ونشر المكتب الإعلامي لمدينة ?حريتان صوراً للقنابل «العنقودية» التي سقطت على المدينة بالمظلات ولم تنفجر، في حين حذر الدفاع المدني السكان من عدم الاقتراب من القنابل التي لم تنفجر، وطلب منهم البقاء في الطوابق السفلية وعدم الخروج إلا للضرورة، ومنع الأطفال من التجوال في الشوارع حفاظاً على سلامتهم، في ظل التصعيد الجوي على المدينة.?
من جهته، أفادت مصادر في سوريا بمقتل عدة أشخاص في قصف طائرات روسية بقنابل عنقودية على مخيم للنازحين في ريف حلب الغربي. كما قتل 6 آخرون في غارات روسية مكثفة وأخرى للنظام السوري بالبراميل المتفجرة على مدينة حلب وريفيها الشمالي والغربي، واستهدف القصف أحياء الميسر وبعيدين والحيدرية وطريق الباب في حلب، وبلدات كفر حمرة وعندان والأتارب.
على صعيد مواز، سيطر «داعش» على عدة قرى في ريف حلب الشمالي إثر اشتباكات بدأها بمساعدة عناصر من الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في المنطقة، ما أدى إلى قطع الطريق الواصل بين مدينتي إعزاز ومارع، وحصار مارع بشكل كامل من قبل مسلحي التنظيم، بالإضافة لوضع مدينة إعزاز تحت مرمى نيرانه.
وبحسب الشبكة المعارضة ذاتها، فإن كتائب المعارضة السورية بدأت هجوماً مضاداً لاسترجاع النقاط التي سيطر عليها التنظيم وإعادة فتح الطريق بين المدينتين والقرى المحيطة بها والمتبقية تحت سيطرة كتائب المعارضة بالقرب من الحدود السورية التركية في ريف حلب الشمالي.
من ناحية أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن الاشتباكات المستمرة في ريف الرقة الشمالي بين «داعش» وقوات سوريا الديمقراطية «ترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي 150 ضربة استهدفت مواقع التنظيم في ريفي مدينتي عين عيسى وتل أبيض».
وسيطرت القوات على نحو 10 قرى ومزارع في ريف الرقة بينها قرية الفاطسة، وأظهرت صور لنحو 20 جندياً أمريكياً برفقة مقاتلين عرب وأكراد. واتهمت أنقرة واشنطن «بالنفاق» إثر نشر الصور. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو إن «من غير المقبول» أن يضع جنود أمريكيون شارات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة مجموعة «إرهابية». وأضاف «هذا كيل بمكيالين، هذا نفاق». وبعد ساعات على هجوم مفاجئ لـ «داعش» على مناطق تحت سيطرة الفصائل شمال مدينة حلب، أبدت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة «قلقها الشديد» على «مصير ما يقدر بـ 100الف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات».
من جهة أخرى، مدد الاتحاد الأوروبي لعام واحد، حتى الأول من يونيو 2017، العقوبات التي فرضها على النظام السوري والتي تشمل حظراً نفطياً وتجميداً لأصول المصرف المركزي السوري في أوروبا.