تعتبر تمرينات الرياضية المائية «أكواجيم»، الرياضة الفعلية التي تساعد على صقل جميع أجزاء الجسم، بحسب دراسة فنلندية حديثة، ومن الضروري ممارسة هذه الرياضة أيضاً للأشخاص الذين يعانون من التهاب مفاصل الركبة.
كما يعتبر التهاب المفاصل في الركبة شائعاً إلى حد كبير لدى النساء، منذ سن انقطاع الطمث «في سن 50 عاماً بشكل عام». وهذا الالتهاب يقابله تآكل في الغضروف، ما يجعل اللمس أو الاحتكاك يسبب الألم، وربما يصبح بالتالي تركيب مفصل اصطناعي أمراً حتمياً لا مفر منه.
وفحص باحثون من جامعة يوفاسكولا في فنلندا فوائد التمرينات الرياضية المائية -الإيروبيكس- في حالة الإصابة بالتهاب المفاصل. ولأجل ذلك، عمل الباحثون مع 87 متطوعاً من النساء، ممن تخطين فترة انقطاع الطمث في سن 60-68 عاماً، وكنّ جميعاً يعانين من التهاب المفاصل في الركبة، وكن يشتكين من حدوث ألم على نحو متكرّر. وقام الباحثون بإخضاعهم إلى برنامج رياضي مكثف؛ خلال مدة 4 أشهر، كانت المشاركات يقمن بالتمرينات الرياضية المائية بمعدل ثلاث جلسات في الأسبوع؛ كل جلسة لمدة ساعة واحدة، وفق وتيرة ثابتة.
وفي نهاية التجربة، قام العلماء بتحليل تكوين الغضاريف لدى المتطوعات باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغنطيسي والنتيجة؟ وجد الباحثون أن التمرينات الرياضية المائية تساعد فعلياً في المحافظة على الخصائص الميكانيكية للغضروف «السماكة والمرونة والقوة»، والذي أصبح يتآكل على نحو أقلّ ووتيرة أبطأ. وبعد نهاية الأشهر الأربعة، لاحظ الباحثون كذلك تحسناً أكبر في حركة المفصل عند مستوى الركبة.
وأوضح ماتي مونوكا وبنجامين والر، المؤلفان الرئيسيان للدراسة، التي نشرت في المجلة المتخصصة «التهاب المفاصل والغضروف Osteoarthritis and Cartilage» قائلين: «حين يكون الجسم في الماء، فإنّ المفاصل تتعرض إلى ضغط أقلّ، لأن وزنه يكون محمول جزئياً. ولكن من الناحية الأخرى يكون الجهد المبذول أكبر بسبب مقاومة الماء، وهذه طريقة جيدة لتقوية العضلات وجعلها تعمل بالتناغم مع نظام القلب والأوعية الدموية من دون الإضرار بالمفاصل».