جسدت تصريحات المسئولين في الأمم المتحدة المنشورة باختيار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر لنيل جائزة " تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة " ، مدى ما يحظى به مملكة البحرين من تقدير واحترام كبيرين على المستوى الدولي، فأصبح سموه ـ بحسب تأكيداتهم ـ نموذج في تنفيذ خطط وبرامج التنمية المستدامة التي تنهض بالشعوب وتحقق لها الرخاء والازدهار.


وعكّس إجماع هؤلاء المسئولين على دور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في دعم تكنولوجيا المعلومات والتنمية المستدامة ليس على مستوى مملكة البحرين فقط ولكن في المنطقة، مدى نجاح الجهود الكبيرة التي تبذلها البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى في تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق التنمية المستدامة، ووثقتها تقارير التنمية البشرية على مدى سنوات عديدة متتالية، وهي النجاحات التي تحققت بفضل مجموعة من البرامج والخطط الرائدة التي تبنتها الحكومة على صعيد التنمية وقطعت فيها أشواطا طويلة من الانجاز.

وبالتأكيد، فإن ما عبر عنه مسئولو الأمم المتحدة من تقدير لإنجازات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يكشف مجموعة من الأسباب الموضوعية التي أهلته لأن ينال هذه الجائزة المرموقة، حيث إن المنظمات الدولية في تقديراتها لا تتحرك بناء على العواطف، وإنما من خلال مؤشرات ومعايير تتميز بالدقة المطلقة، وبالتالي فإن حصول سموه على الجائزة كان ترجمة واقعية لسلسلة طويلة من الانجازات التي تحققت لمملكة البحرين، وجعلتها في مقدمة الدول في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات باعتبارها أحد أبرز الأوجه للتنمية المستدامة التي يحرص سموه على دعمها.

وبنظرة أكثر تفصيلا يمكن استخلاص هذه الأسباب الموضوعية من واقع تصريحات مسئولي الأمم المتحدة التي أشادت بحصول سموه على جائزة "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة" من الاتحاد الدولي للاتصالات، ومن بين هذه الأسباب:

أولا: أن حكومة البحرين برئاسة سموه من الحكومات التي كان لها الريادة في مجال تمكين المواطنين من استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوفير شبكات الاتصالات للجميع، وتحقيق قفزات نوعية على صعيد تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، فعلى سبيل المثال صنف تقرير التنافسية العالمية (2014-2015) الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، مملكة البحرين في المرتبة الثامنة عالميا من حيث نسبة مستخدمي خدمات الإنترنت من الأفراد والمرتبة الخامسة من حيث عدد الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر الخطوط المتنقلة بالنسبة الى السكان.

ثانيًا: أن مملكة البحرين تعد من الدول صاحبة الريادة في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وذلك ارتكازا على بنية تحتية حديثة ومتكاملة وتشريعات وأنظمة متطورة ومناخ تنافسي شفاف وعادل.

ثالثا: أن ما حققته مملكة البحرين من إنجازات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كان له أثر ايجابي على مسيرة التنمية الشاملة في المملكة من خلال مساهمة القطاع في إيجاد المزيد من فرص العمل والقضاء على البطالة، حيث يبلغ عدد العاملين في القطاع أكثر من 3000 شخص، كما أن توسع البحرين في مجال تكنولوجيا المعلومات أسهم أيضا في الارتقاء بجودة القطاعات الأخرى كالتعليم والصحة والطاقة.

رابعًا: أن الحكومة الإلكترونية في مملكة البحرين تعد أحد أبرز النقاط المضيئة في سجل البحرين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث أصبحت البحرين تمتلك تجربة رائدة في هذا الصدد، وباعتراف المتخصصين والمؤسسات الدولية، أهلتها لأن تلعب دوراً قيادياً في المنطقة وعلى المستوى الدولي في مجال الحكومة الإلكترونية.

إن البحرين اليوم وهي تحتفل بالشراكة مع الامم المتحدة تحكى قصص نجاحها امام العالم من انجازات محققه في مؤشرات التنمية الوطنية مسجلة بالوثائق من انها ترجمت هذا النمو الى واقع في كل مناحي الحياة حيث كان لهذا النمو بأضلاعه الثلاثة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية محل رصد ومتابعة من قبل المنظمات الدولية التي قدرت هذا الجهد والعطاء الذي بذلته الحكومة الموقرة وكان اخرها "جائزة تكنلوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة" التي تم سيتم منحها لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن جدارة واستحقاق.

أن مملكة البحرين أوصلت رسالة من خلال هذا الاحتفال بانها لن تألو جهدا منذ انضمامها للأمم المتحدة في مشاركة المجتمع الدولي تطلعاته نحو الأمن والتنمية والاستقرار، حيث عملت بدأب على دعم مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة في حفظ الامن والسلم الدوليين وتحقيق التعاون الدولي وانماء علاقاتها مع دول العالم على اساس الاحترام المتبادل، وأن البحرين كانت وستظل بلد فاعل في مساندة كل ما يحقق للبشرية الأمن والازدهار.

ويبقى القول، إن هذه التصريحات من كبار المسئولين في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة تشكل شهادة دولية جديدة واعتراف واقعي بإنجازات البحرين، وهي الانجازات التي تحققت بفضل ما يتمتع به سموه من رؤية حكيمة وضعت تنمية الانسان والارتقاء به في صدارة أولوياتها، إدراكًا منها بأن الانسان هو الثروة الحقيقية التي لا تنضب، فكان التكريم وكانت الجوائز العديدة التي حصل عليها سموه المثال الجلي على نجاح جهود الحكومة في بناء نموذج تنموي رائد تجاوز كل عقبات الجغرافيا والموارد الطبيعية المحدودة.