اتفقت روسيا وإسرائيل على إجراء تنسيق عسكري عالي المستوى في سوريا يترأسه نائب قائد القوات المسلحة في كلتا الدولتين، على أن يعقد الاجتماع الأول للجنة التنسيق في 5 أكتوبر المقبل، وفقاً لتصريحات الكرملين وضابط في الجيش الإسرائيلي، فيما أعلنت موسكو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره الأمريكي باراك أوباما الإثنين المقبل على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مشيرة إلى أن الاجتماع المزمع جرى تنظيمه "باتفاق ثنائي" وسيركز على سوريا، في الوقت الذي أعرب وزيرا الدفاع الفرنسي والبريطاني عن "القلق" إزاء تعزيز الوجود العسكري الروسي مؤخراً في سوريا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الضابط الإسرائيلي قوله إن المحادثات مع موسكو ستركز على العمليات الجوية في سوريا و"التنسيق الكهرومغناطيسي"، وهو ما فسرته الوكالة بمنع التداخل في الاتصالات اللاسلكية ونظم الرادار لتجنب أي مواجهات.
وأضاف الضابط أن الجانبين سينسقان أيضاً عمليات بحرية في البحر المتوسط قبالة الساحل السوري.
وفي الجانب الروسي، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه تم التوصل إلى اتفاقات معينة بشأن تنسيق الأعمال العسكرية مع إسرائيل.
وأوضح بيسكوف أنه "فيما يتعلق بقنوات الاتصال وتنسيق أعمال محتملة، جرت مناقشة الموضوع والتوصل إلى اتفاقات ونقاط معينة خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وقد أجرى نتنياهو محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الإثنين الماضي واتفقا على آلية لتنسيق الأعمال العسكرية بهدف تجنب أي احتكاك بين طائرات الجيشين الروسي والإسرائيلي فوق سوريا.
يأتي ذلك في وقت ترسل فيه موسكو تعزيزات عسكرية واضحة إلى سوريا دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد، كما ترد تقارير عن مساندة قوات روسية لقوات النظام السوري على الأرض.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الكرملين إن الاجتماع المزمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما في نيويورك يوم 28 سبتمبر الحالي جرى تنظيمه "باتفاق ثنائي" وسيركز على سورريا. وأضاف أنه ستتم مناقشة الأزمة في أوكرانيا "إذا سمح الوقت".
وذكر أن الاجتماع بين الرئيسين سيعقد بعد كلمة بوتين أمام الأمم المتحدة. وقال إن محادثات الزعيمين ربما تستغرق ما بين 50 دقيقة وساعة.
واعلن البيت الأبيض أن محادثات أوباما وبوتين قد تضع أساساً لتنسيق أفضل بين أمريكا وروسيا بشأن سوريا. وقال مسؤول بالخارجية الأمريكية أن واشنطن تأمل في دفع المحادثات السياسية بشأن سوريا خلال اجتماعات الأمم المتحدة الأسبوع المقبل. في غضون ذلك، أعرب وزيرا الدفاع الفرنسي والبريطاني عن "القلق" إزاء تعزيز الوجود العسكري الروسي مؤخراً في سوريا.
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارة مع نظيره البريطاني مايكل فالون إلى معرض للدفاع الإلكتروني في باريس أن على موسكو إعطاء توضيحات حول "التعزيز الكبير" لوجودها العسكري في سوريا الذي قال إنه "مثير للقلق".
من جهته، أعرب فالون عن "القلق لوصول تعزيزات روسية إلى سوريا وخصوصاً مقاتلات جوية ستزيد من تعقيد الوضع الصعب جداً في الأساس".
في السياق ذاته، أعرب الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن القلق من "تعزيزات عسكرية كبرى" لروسيا في سوريا، وحث موسكو على لعب "دور بناء" في سوريا والتعاون مع واشنطن ضد متطرفي تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي.
ويحاول القادة الأوروبيون التوافق على الاستراتيجية الواجب اتباعها حول سوريا وخصوصاً بعد التعزيزات العسكرية الروسية الأخيرة في البلد فيما بات إشراك الرئيس بشار الأسد في الحوار احتمالاً مطروحاً بشكل متزايد.
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى إشراك الأسد في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع في بلاده المستمر منذ 4 سنوات.
من جهتها، رحبت دمشق بهذا التطور وأعلنت المستشارة السياسية للأسد بثينة شعبان لوكالة الأنباء السورية أن "الوضع في سورية يتجه نحو مزيد من الانفراج"، مشيرة إلى "تراجع في المواقف الغربية".
وفي تطور آخر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي طالب على الدوام برحيل الأسد عن السلطة، أن بشار الأسد يمكن أن يشكل جزءاً من مرحلة انتقالية في إطار حل للازمة السورية، مضيفاً أن الأسد يريد تأسيس "دولة صغيرة" تبدأ من دمشق وتمتد عبر حماة وحمص إلى اللاذقية، لافتاً إلى أنه اتفق مع روسيا للعمل على الملف السوري.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إجراء مناورات عسكرية بحرية في سبتمبر وأكتوبر شرق المتوسط على خلفية قلق أمريكي إزاء تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا.
من جانب آخر، تضررت أجزاء من قلعة تدمر الأثرية وسط سوريا جراء ضربات جوية كثيفة شنتها قوات النظام مستهدفة هذا الموقع المدرج على لائحة التراث العالمي.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته إلى تعرض المنطقة حيث موقع القلعة لقصف جوي مصدره قوات النظام التي كثفت منذ نحو أسبوع غاراتها الجوية على مدينة تدمر التي يسيطر عليها "داعش" منذ مايو الماضي.
وقد أفادت وسائل إعلام سورية أن الأسد أدى صلاة العيد إلى جانب مسؤولين من الحكومة ورجال دين في جامع بدمشق أمس في ظهور علني نادر بمناسبة عيد الأضحى.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي الأسد وهو يجلس ويستمع لخطبة العيد. ووجه الأسد كلمة للسوريين خلال مقابلة قصيرة خارج المسجد بعد ذلك في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الأسد "عيد أضحى مبارك لكل السوريين، لكل سوري يواجه إرادة القتل والتدمير بإرادة الحياة والبقاء."
من ناحية أخرى، قالت مصادر مطلعة إن الأطراف المتحاربة في سوريا توصلت لاتفاق تحت إشراف الأمم المتحدة بشأن مصير قريتين في الشمال الغربي ومدينة على الحدود اللبنانية وذلك مع صمود هدنة في المنطقة.
وقال المصادر القريبة من المحادثات إن الاتفاق اشتمل على سحب مقاتلي المعارضة المتحصنين في المنطقة التي تسيطر قوات الحكومة على معظمها بالقرب من لبنان وإجلاء المدنيين من قريتين شيعيتين تخضعان لحصار مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وسيتم تنفيذ الاتفاق على مدى 6 أشهر ستراعى خلالها هدنة ممتدة في المناطق وسيبدأ إجلاء الجرحي من الجانبين اليوم.