كتبت - مريم القلاف:
يبدأ اليوم وصول وفود حجاج البحرين بعد أن أكملوا مناسكهم بالحج أمس في ثالث أيام التشريق بسهولة ويسر، فيما طمأن رئيس بعثة الحج البحرينية الشيخ عدنان القطان بسلامة حجاج البحرين، مؤكداً أن «الأحد أولى رحلات العودة، وما تقوم به السعودية لا ينكره إلا جاحد».
وكان الحجاج البحرينون والمقيمون الذين أنهوا مناسكهم أمس في أجواء روحانية وايمانية يبلغ عددهم 3700 حاجاً بواقع 51 حملة مرخصة، وبلغ عدد الحجاج العابرين على الجسر عددهم 400 حاج، وعبر المنفذ الجوي «المطار» 3300 حاج.
من جانب آخر، أعلن وزير الصحة السعودي خالد الفالح، في تصريحات صحافية أمس، عن أن عدد قتلى كارثة التدافع خلال مناسك الحج ارتفعت إلى 769 قتيلاً. مشيراً إلى أن عدد الجرحى ارتفع كذلك إلى 934 جريحاً.
وكان مسؤولون سعوديون قدروا العدد الأولي للقتلى بنحو 717 حاجاً والجرحى 863 شخصاً في كارثة التدافع في مشعر منى.
ولاتزال التحقيقات جارية في حادثة تدافع منى التي أسفرت عن مقتل 769 حاجاً وأكثر من 900 جريح لمعرفة تفاصيل المأساة التي وقعت الخميس. في حين تم تداول أنباء عن ارتداد عكسي لبعض الحجاج، إذ كشف مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران، أن قرابة 300 حاج إيراني «خالفوا تعليمات التفويج المحددة»، مما تسبب بحادثة التدافع في شارع 204 بمشعر منى.
وقال المسؤول، في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» أمس إن تفاصيل المخالفة بدأت عندما تحركت هذه المجموعة من مزدلفة صباح الخميس مباشرة لرمي الجمرات ولم تنزل في المخيمات المخصصة لها كما هو معمول به لعموم الحجاج لوضع أمتعتهم والانتظار لموعد التفويج، ومن ثم توجهوا بعكس الاتجاه في شارع 204».
وأضاف المسؤول أن هذه المجموعة المكونة من نحو 300 حاج إيراني، لم تنتظر انتهاءها من رمي جمرة العقبة، وفق التعليمات التي تطالب بالانتظار في المخيم حتى الموعد المحدد، وقررت العودة في الاتجاه المعاكس، مما تزامن مع خروج بعثات أخرى حسب جدولها الزمني المخصص لرمي الجمرات، ونتج عن ذلك اصطدام مباشر مع الكتل البشرية.
وأوضح أن «المجموعة توقفت قليلاً ولم تتحرك باتجاه آخر، مما ساعد في الضغط ودفع الحجاج للخروج من طريق لا يزيد عرضه على 20 متراً». كما أوضح المصدر، أن ما نتج لا يدخل ضمن عملية التدافع أو الازدحام، بل تحت ما يسمى بالارتداد العكسي، الذي تكون له نتائج سلبية كبيرة.
وكان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أعلن عن أن الأسباب الظاهرة (وليست النهائية جراء التحقيقات) لحادثة التدافع والزحام التي حدثت صباح الخميس في مشعر منى، تكمن في تعارض حركة الحجاج المتجهين مع الشارع 204 مع حركة الحجاج على الشارع 223 ما تسبب في التزاحم والتدافع وسقوط عدد كبير من الحجاج وساهم في ذلك ارتفاع درجات للحرارة والإجهاد الذي تعرض له الحجاج بعد الوقوف في عرفة والنفرة من مزدلفة.
يذكر أنه وبحسب نظام مؤسسات الطوافة الذي أقرته الجهات المعنية المشرفة على الحج بالتنسيق مع كافة الجهات، يجب أن تلتزم مؤسسات الطوافة بعملية نفرة الحجيج من مزدلفة إلى منى، وعند الوصول إلى منى يدخل جميع الحجاج، الذين بلغ عددهم هذا العام اكثر من 1.3 مليون حاج، إلى مقراتهم (الخيام)، وذلك بهدف إراحة الحجاج وإعطائهم فرصة لاستعادة قواهم بعد رحلة العودة من مزدلفة، وبعد ذلك تقسم هذه الكتل إلى مجاميع بشرية تنتظر وتنسق مع رؤساء مكاتب البعثات، والمشرفين المطوفين، للاستعداد للتوجه لرمي الجمرات، بحسب ما هو مخطط لكل مؤسسة طوافة التي تعلم متى تبدأ في تفويج حجاجها، وهذا ينطبق على البعثة الإيرانية المقيدة وفق نظام الحملات المعمول به لعموم الحجاج.