هادي من على منبر الأمم المتحدة: إيران تدمر اليمن
الحوثيون يضعون قادتهم المعتدلين قيد الإقامه الجبرية


عواصم - (وكالات): أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية أنه ضبط في بحر العرب زورق صيد إيراني محملاً بأسلحة كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، فيما اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران بالسعي إلى تدمير بلاده.
وذكر بيان للتحالف أن الزورق كان على متنه 14 إيرانياً وأسلحة بينها قذائف مضادة للدروع والدبابات إضافة إلى قاذفات ومعدات حربية أخرى، وقد تم ضبطه السبت الماضي على بعد 150 ميلاً جنوب شرق مدينة صلالة العمانية. وذكر البيان أن الزورق مسجل لدى السلطات الإيرانية على أنه زورق صيد.
وقد نفذت العملية ظهر السبت الماضي، ثالث أيام عيد الأضحى في بحر العرب. واعترضت قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية الزورق الإيراني جنوب شرق مدينة صلالة العمانية على بعد 150 ميلاً تقريباً.
وبعد إيقاف الزورق وتفتيشه، تم ضبط عدد من القذائف والصواريخ تضمنت 18 قذيفة كونكورس، وهي صواريخ ضد الدروع، و54 قذيفة صواريخ ضد الدبابات، و15 طقم بطارية للقذائف، و4 أنظمة توجيه للنيران و5 بطاريات نواظير، و3 منصات إطلاق وحامل منصة إطلاق و3 بطاريات.
كما أوقفت القوات طاقم الزورق المكون من 14 إيرانياً، يقوده القبطان بخش جدكال، وكان الزورق مسجلاً باسم مواطن إيراني يدعى جان محمد حوت.
أما الأوراق المقدمة من طاقم الزورق فكانت تشير إلى أنه مهيأ للصيد، وأنه حاصل على تراخيص رسمية من السلطات الإيرانية بالإبحار لصيد الأسماك. وتقول الوثائق إن السلطات، ممثلة بمنظمة الموانئ والجمارك في محافظة سيستان وبلوتشستان فحصت المركب، ومنحته على ضوء ذلك ترخيص الإبحار في منطقة صيد.
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، إيران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يحتلون العاصمة اليمنية صنعاء منذ أكثر من سنة.
ويشن التحالف منذ مارس الماضي حملة عسكرية ضد الحوثيين.
وفي أبريل الماضي، عاد موكب من السفن الإيرانية المتجهة إلى اليمن إدراجه بعد شبهات أمريكية بنقل أسلحة إلى المتمردين.
من جهته أكد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري أن محاولة إيران تهريب أسلحة للحوثيين في اليمن، يعبّر عن حالة الارتباك والإحباط التي أصابتهم، ومن خلفهم الميليشيات الحوثية، بعد أن شاهدوا عودة الاستقرار تدريجياً للشعب اليمني، وفشل مشروعهم الذي أطلقوه منذ عام.
وقال عسيري بعد ساعات من إعلان قوات التحالف ضبط زورق يحمل كمية كبيرة من الأسلحة في بحر العرب، إن قوات التحالف رصدت محاولات تهريب هذه الأسلحة للميليشيات وتم ضبطها، وأشار إلى وجود بعض العمليات الأخرى ولكن من الأفضل عدم الإفصاح عنها حالياً، حسب قوله.
ولفت عسيري إلى أن الزورق الإيراني هو أول عملية تهريب بهذا الحجم منذ أن فرضت قوات التحالف حظر البحر على اليمن منذ نهاية مارس الماضي.
وتابع عسيري أن «توقيت محاولة التهريب في اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى، وبعد عودة الرئيس اليمني والحكومة إلى عدن، يدل على رغبة الحكومة الإيرانية في قتل فرحة الشعب اليمني، عبر عمليات داخل اليمن، وتتولى الميليشيات تنفيذها».
وعلى صعيد العمليات العسكرية داخل اليمن، قال عسيري إن العمليات تحتاج إلى مسألة الوقت، وهي تحقق نتائج إيجابية وبشكل تصاعدي، وقوات التحالف تسير وفق خطة عسكرية، تحقق نصراً يومياً.
وجاء بيان التحالف بعد يوم واحد من سيطرة مقاتلين قبليين مدعومين من التحالف على سد مأرب الاستراتيجي وسط اليمن من قوات الحوثي بعد قتال دام أسابيع بالمنطقة الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء.
وتمثل السيطرة على سد مأرب أكبر نجاح منذ أسابيع للمقاتلين القبليين اليمنيين الذين يقاتلون مع القوات الخليجية. وكانت القوات قد تقدمت صوب العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين والتي تبعد 110 كيلومترات غرب السد لكن الحملة تباطأت بسبب الألغام الأرضية.
وأظهرت صور على الصفحات الأولى لصحف خليجية قوات أجنبية ورجال قبائل وهم يرفعون أعلام الإمارات والبحرين والسعودية فوق السد.
وقال سكان ومسؤولون محليون إن الحوثيين يحشدون فيما يبدو قواتهم من أجل الانطلاق صوب الجنوب في منطقة كرش المجاورة التي تبعد 75 كيلومتراً من عدن.
من جانبه اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم الثلاثاء إيران بالسعي إلى تدمير بلاده حيث تقاتل قوات الحكومة وائتلاف تقوده السعودية متمردين تدعمهم طهران.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شكر الرئيس اليمني، خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على تحركه لقيادة حملة جوية لدول الخليج العربية ضد المتمردين الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء قبل عام.
وقال «دعوني من هذا المنبر الموقر أوجه الشكر والتقدير والعرفان نيابة عن الشعب اليمني لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكافة إخوانه قادة دول التحالف الذين بذلوا ومازالوا الغالي والنفيس من أجل اليمن وشعبها وامتزج الدم اليمني بدم أشقائه وإخوانه في معركة الدفاع عن البلد ومقدراته وشرعيته».
وأبلغ هادي الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة «إننا نقاتل في معركة الدفاع عن البلد ومقدراته وشرعيته وحتى لا يسقط البلد في أيدي التجربة الإيرانية التي لديها طموحات كبيرة منها السيطرة على باب المندب».
وألقى هادي بالمسؤولية على الحوثيين في الأزمة الإنسانية في اليمن قائلاً «لعلكم تعلمون حجم المأساة الإنسانية الصعبة والمعاناة الكبيرة التي يتعرض لها أبناء شعبي نتيجة حصار تلك الميليشيات الظالمة واستمرارها في غيها وانقلابها وكذلك حجم الدمار والخراب الذي تسببت به».
ودعا المانحين إلى تقديم المساعدة لليمن قائلاً «إنني أجدد دعوتي إلى جميع الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها السابقة وبذل المزيد للتخفيف من تلك المعاناة. كما أحب التنويه هنا إلى أن حكومة الجمهورية اليمنية حريصة على أن تصل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى مستحقيها في كل محافظات الجمهورية دون استثناء».
من جهة أخرى كشفت مصادر في صنعاء عن قيام جماعة الحوثي الانقلابية بإزاحة عدد من قياداتها الذين يؤكدون على ضرورة الحل السلمي والقبول بالتسوية والقرارات الدولية، مشيرة إلى أن الجماعة وضعت هؤلاء تحت الإقامة الجبرية.
ولفتت المصادر إلى أن أبرز هذه القيادات التي تقبع تحت الإقامة الجبرية رئيس المجلس السياسي السابق صالح هبرة، ورئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية بالجماعة حسين العزي.