عواصم - (وكالات): قتل القيادي في «حزب الله» الشيعي اللبناني سمير القنطار الذي أمضى نحو 30 عاماً في السجون الإسرائيلية، ويشارك في القتال في سوريا إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد منذ أكثر من عامين، جراء غارة اتهم الحزب إسرائيل بشنها مساء أمس الأول على مبنى سكني في جرمانا بريف دمشق، وفق ما أعلن الحزب.
وفي أولى ردود الفعل الإسرائيلية، رحب مسؤولون سياسيون وعسكريون بمقتل القنطار، دون إعلان مسؤولية إسرائيل عن تنفيذ العملية. وأعلن «حزب الله» «مقتل القنطار وعدد من المواطنين السوريين في الغارة». والقنطار «54 عاماً» يتحدر من بلدة عبيه ذات الغالبية الدرزية جنوب شرق بيروت، وهو معتقل لبناني سابق في إسرائيل لنحو 30 عاماً، ويلقب بـ «عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية»، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد اتهامه بقتل 3 إسرائيليين بينهم طفلة في نهاريا شمال الأراضي المحتلة عام 1979. وكان القنطار يبلغ من العمر حينها 16 عاماً ومنضوياً في صفوف «جبهة التحرير الفلسطينية». وأفرج عن القنطار في إطار صفقة تبادل مع «حزب الله» عام 2008.
ونشرت قناة المنار التابعة لحزب الله مشاهد فيديو تظهر المبنى الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها «مقتل القنطار جراء قصف صاروخي إرهابي معاد على بناء سكني جنوب مدينة جرمانا بريف دمشق».
وتولى القنطار الموجود في سوريا منذ إعلان «حزب الله» تدخله العسكري لمساندة قوات النظام عام 2013، مسؤوليات قيادية في إحدى المجموعات التي أسسها الحزب والمسؤولة عن تنفيذ عمليات في مرتفعات الجولان التي تحتل إسرائيل جزءاً منها.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل إلى جانب القنطار أحد مساعديه ويدعى فرجان الشعلان. وشغل القنطار وفق المرصد منصب ما يسمى «قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان» التي أسسها «حزب الله» منذ نحو عامين لشن عمليات ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان، لكنها في الحقيقة كانت تقاتل مجموعات من المعارضة السورية المناهضة للرئيس بشار الأسد.
وقالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن القنطار سيدفن اليوم في مدفن للشيعة بالمعقل الرئيس للحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت.
وقتل 6 عناصر من «حزب الله» اللبناني ومسؤول عسكري إيراني، في غارة شنتها إسرائيل في يناير الماضي على منطقة القنيطرة جنوب سوريا. وكان من بين القتلى جهاد مغنية نجل القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي قتل في تفجير في دمشق عام 2008. وأفاد معارضون سوريون حينها بأن قتلى «حزب الله» كانوا من أعضاء المجموعة التي ينشط القنطار في إطارها.
وللقنطار صبي يبلغ من العمر 4 أعوام هو ثمرة زواجه من الإعلامية اللبنانية زينب برجاوي عام 2009. ولم تتبن إسرائيل رسمياً تنفيذ الغارة التي أدت إلى مقتل القنطار، والذي أدرجته واشنطن في 8 سبتمبر الماضي مع 3 من قادة حركة حماس على لائحتها السوداء «للإرهابيين الدوليين». وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه «إرهابي كبير قتل طفلة بتحطيم جمجمتها (..) ومقتله نبأ سار». وشكك ياكوف أميدرور المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي في أن تؤدي الغارة إلى اشتعال المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله». وكانت آخر مواجهة عنيفة بين الجانبين في 2006.
وتوقع أن يسعى حزب الله إلى «انتقام صغير» لمقتل القنطار لكنه قال إن الحزب مثله مثل ايران مشغول بالقتال في سوريا بصورة لن تسمح له بفتح جبهة جديدة مع إسرائيل.
ودوت مساء أمس صفارات الإنذار شمال الأراضي المحتلة إثر سقوط 3 صواريخ كاتيوشا مصدرها جنوب لبنان، وفق مصدر أمني لبناني، في رد محتمل على مقتل القنطار. وردت إسرائيل بدورها بإطلاق 9 قذائف مدفعية على جنوب مدينة صور، المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ، وفق الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.