أولى الأراضي العربية المغتصبة في مسلسل الاحتلال الإيراني هي الأحواز أو الأهواز، وهي أقدم المدن العربية المحتلة منذ أكثر من 80 سنة، وتسكن الأحواز قبائل عربية متنوعة وعاصمتها هي المحمرة، وتسمى الأحواز اليوم محافظة خوزستان، وهو اسم فارسي، وتقع في الشمال الغربي من إيران ويخترق المدينة نهر قارون الشهير، وبالنسبة لاسم «خوزستان» فهو الاسم الذي أطلقه الفرس على جزء من الإقليم ويعني بلاد القلاع والحصون، وعند الفتح الإسلامي لفارس أطلق العرب على الإقليم كله لفظة «الأحواز»، ويبلغ عدد سكان الأحواز أكثر من مليوني نسمة حسب إحصاءات إيرانية سنة 2006م ويقدر البعض عدد سكان الأحواز بأكثر من ذلك.
في 1925 دخل الجيش الإيراني مدينة المحمرة لإسقاطها وإسقاط آخر حكام الكعبيين وهو خزعل جابر الكعبي وكان قائد القوات الإيرانية آنذاك رضا خان، ويعد السبب الأقوى لاحتلال إيران لهذه المنطقة إلى كونها غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز ويوجد فيها الأراضي الزراعية الخصبة، حيث يصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي السهول الزراعية الخصبة، فمنطقة الأحواز هي المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران وتساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة «الأحواز» بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات في إيران، وللمفارقة العجيبة فالأحواز من أغنى المناطق على وجه الأرض بالثروات الطبيعية الهائلة ويعيش فيها أفقر شعب، وهناك مقولة شهيرة تدل على تمسك الفرس بالأحواز وهي للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يقول فيها «إيران با خوزستان زنده است» ومعناها «إيران تحيا بخوزستان».
ولن يكون الأمر متسغرباً، إذا عرفنا أن الأحواز العربية المحتلة إيرانياً، تمثل أهمية استراتيجية بالغة من النواحي الجغرافية والاقتصادية والسياسية والتجارية، فامتدادها على طول الساحل الشمالي والشرقي للخليج العربي، جعلها صلة الوصل بين إيران والعالم الخارجي، وذلك عبر موانئها ومنافذها البحرية.
ومما أكسب الأحواز أهميةً بالغةً إضافية، هو اكتشاف النفط والغاز الطبيعي فيها منذ عام 1908م، وهو الأمر الذي أسال لعاب الغرب وإيران، وكان أحد أسباب احتلالها.
فالنفط في الأحواز العربية يمثل قرابة 95% من إجمالي إنتاج إيران من النفط، كما يمثل الغاز المستخرج من الأراضي الأحوازية نسبة «90%» من مجمل الغاز الإيراني..
يقول مسؤول الهيئة التحريرية التابع للمكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز عيسى مهدي الفاخر، الأحواز تنتج أكثر من 95% من النفط الإيراني ونحو 90% من الغاز إلا أن كل عائدات هذه الثروات تذهب لقم وطهران وسائر مناطق الدولة الفارسية، مبيناً أن هذه الثروات الهائلة توجهها طهران لدعم ونشر أفكارها الضالة ولدعم الميليشيات الإيرانية في اليمن وسورية ولبنان من أجل زعزعة أمن واستقرار الدول العربية.
ويقول مراقبون وخبراء إستراتيجيون أنه إذا تحررت الأحواز من الاحتلال الفارسي ستفقد دولة الاحتلال مكانتها الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة، وستنخفض صادراتها من النفط بشكل كبير مما سيؤدي إلى انهيار اقتصادها، أما الأحواز فستصبح من أغنى بلدان العام، حيث تشير أدق التقديرات إلى أن الاحتياطي النفطي في الأحواز، يبلغ «183» مليار برميل.
ويقول باحثون متخصصون إن ثروات الأحواز النفطية لو قسمت بطريقة عادلة فلن يبقى مواطن فقير في جغرافية إيران الحالية.
ولا تستولي سلطات الاحتلال الإيرانية على ثروات الأحواز من النفط فقط، بل تستولي على ثرواتها من الغاز أيضاً، ووفقًا لإحصائية عام 2011، تملك الأحواز «1,046» تريليون قدم مكعب من الغاز، وتعتبر ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم بعد روسيا، وبالمجمل، يمثل احتياطي الهيدروكربونات في الأحواز، ما يقارب 90% من احتياجي إيران بشكل كامل.
ونتيجة لما يعانيه أهل الأحواز المحتلة من ظلم ممنهج، وسرقة ثرواتهم من قِبل نظام الاحتلال الإيراني، شهدت الأحواز منذ احتلالها، أكثر من خمس عشرة انتفاضة وثورة شعبية، اشتهرت منها حديثاً الانتفاضة العارمة في عام 2005م، حيث خرج آلاف من عرب الأحواز ينددون بظلم الاحتلال الإيراني وجرائمه بحق السكان الأصليين.
كما تمتلك الأحواز العديد من الأهوار والمستنقعات، منها هور العظيم «هور الحويزة» وهور الدورق «الفلاحية» وهور الميناو وبعض الأهوار والمستنقعات الصغيرة، ويعتبر هور الحويزة وهور الفلاحية من أهم وأكبر محميات الطيور والأسماك قبل تجفيفها وتقليص مساحاتها من قبل النظام الإيراني المحتل، كما تملك الأحواز في أنهارها ثروة كبيرة من الأسماك، كما تملك مساحات شاسعة من المراعي التي توفر ثروة حيوانية ضخمة.
تفريس الأحواز
وقد سعت الدولة الصفوية بكل طاقاته وبشتي السبل، إلى إجهاض كل المحاولات والثورات الذي قاده الشعب الأحوازي ضد المحتل، فشرع إلى إصدار قرار في سنة 1928 يجرد الشعب الأحوازي عن السلاح ويبدل الزي العربي ويحرم لباسه فتقدمت طهران بمطالب إلى القبائل العربية بنزع السلاح بصورة كاملة وتبديل الزي العربي وارتداء الملابس البهلوية وطالب النظام رؤساء العشائر العربية برفع يدهم عن كافة ممتلكاتهم وأراضيهم فجاءت ثورة الحويزة رداً على هذا الإجراءت الظالمة علماً أن مدينة الحويزة إحدى مدن الأحواز وتبعد عن مدينة المحمرة قرابة 90 كيلومتراً.
في المقابل وحتى تكسر إرادة هذا الشعب الأبي ومقاومته العتيدة، عمدت طهران إلى أساليب غير مباشرة لإرغام شعب الأحواز على ترك اللغة العربية «تفريس الاحواز» فكان منها تغيير أسماء المناطق العربية بأسماء فارسية فمدينة الحويزة أصبحت «دشت ميشان» والخفاجية أصبحت «سوسنكرد» والصالحية أصبحت «اندميشك» والأحواز أصبحت «الأهواز» وميناء خورعبدالله أصبح «ميناء بندر شاهبور» والشارع الخزعلي في المحمرة أصبح «شارع بلهوي» وكان من أساليب الإرهاب الفكري التي يمارسها الاحتلال الصفوي على شعب الأحواز ما قامت به طهران بإصدار جريدة في مدينة المحمرة سميت بجريدة خوزستان تصدر بالفارسية ويلزم أبناء الأحواز بشرائها وقراءتها ومن بعد تم منع تداول المطبوعات العربية وتقديم من يقوم بتداولها إلى المحاكم باعتبارها من المحرمات التي يعاقب عليها القانون، ومن جملة الحقد الصفوي على كل ما هو عربي تم الاستيلاء على جميع المكتبات الخاصة ونقل محتوياتها إلى داخل إيران كما تم إتلاف الكثير منها ورميها في نهر كارون وتم إغلاق مطبعة مدينة المحمرة خشية طبع الكتب العربية فيها أو طبع النشرات المعادية للاحتلال الصفوي، وأغلقت المكتبات التي تبيع المطبوعات العربية وتمت مصادرة محتوياتها والتنكيل بأصحابها، وللنظام المجوسي في طهران حيل شيطانية لمحاربة اللغة والهوية العربية؛ فكان منها رفض جميع المعاملات إن لم تكن باللغة الفارسية ويتم منع مراجعة الدوائر الحكومية إن لم يكن التفاهم مع الموظفين باللغة الفارسية ولا تقبل شهادة أي عربي في المحاكم إن لم يتكلم الفارسية بحجة أن القضاة لا يجيدون اللغة العربية ولا يجوز أن تقبل المحاكم أي مترجم عن العرب أمامها ومن ضمن حيلهم الشيطانية منع أي عربي من الالتحاق بوظيفة حكومية ما لم يثبت إجادته للغة الفارسية وقد أدى هذا الإجراء إلى تعرض الكثير من أبناء الأحواز الذين يرفضون التحدث بالفارسية إلى التشرد خارج الأحواز.
نظام فاشي
ينتهج نظام الملالى الفاشي سياسة البطش والتهميش والإقصاء والتنكيل فى جوانبه مع العرب والسنة والأعراق غير الفارسية كالكرد والبلوش في إيران، منذ قيام ثورة الخميني في عام 1979، وتعتمد طهران -في تعاملها مع الشعب العربي الأحوازي- على القوة القهرية، بما تشمله من قتل وتدمير ممنهج ومنظم للإنسان والأرض الأحوازيين، ويحارب الأحوازي ويقتل لأنه عربي أولًا، وفي الفترة الأخيرة لأنه تحول من الناحية المذهبية من التشيع إلى التسنن، ما تسبب في وقوع قمع مضاعف على الأحوازيين.
يقول عيسى مهدي الفاخر مسؤول الموقع التحريري لحركة النضال العربية والذي شرح معاناة الأحوازيين بالداخل مع الضغوطات التي تمارس ضدهم في قطاع الصحة تحديداً فأكد أن قطاع الصحة في دولة الاحتلال الفارسي لا يختلف عن كافة مؤسسات الاحتلال من حيث ممارسة التمييز العنصري تجاه الشعب العربي الأحوازي.
وقال: لو نظرنا حول ما يخص قطاع الصحة وما يقوم به من تمييز عنصري فإن التمييز واضح لا غبار عليه مؤكداً أنه لا يخص شريحة الأطباء فقط، وإنما سلوكيات الأطباء الفرس تجاه المرضى الأحوازيين الذين يأتون إلى مستشفيات عنصرية وبعيدة عن كافة القيم الإنسانية التي يؤمن بها كل إنسان حر.
وتابع: لو قارنا بين القرى والبلدات والمدن الأحوازية مع المستوطنات الفارسية من حيث تقديم الخدمات لوجدنا أن القرى والبلدات الأحوازية بالرغم من كثافة السكان فيها إلا أنها محرومة من وجود مستوصفات مجهزة بكافة الأدوات اللازمة لممارسة هذه المهنة وتكاد تكون بعض القرى محرومة من وجود مستوصف بسيط جداً مقارنة بالمستوطنات الفارسية التي تم تجهيزها بمستوصفات ومستشفيات مجهزة بالعدة والكادر الطبي.
ولفت الفاخر إلى أن وزارة التعليم العالي في دولة الاحتلال ترفض تسجيل الطلبة الأحوازيين في فرع «الطب» إلا القليل منهم، مما يثبت أنها تستهدف هذا الشعب حتى يكون خالياً من الطاقات العلمية المؤهلة لتقديم الخدمات لأبناء الأحواز.
ونوه إلى أن هناك تلوثاً بيئياً ناتجاً عن عمل مصانع البتروكياويات ومفاعل النووي وشركات التنقيب عن النفط أصبحت بسببها الأحواز هي الأولى في قائمة المناطق الملوثة في العالم.
ولفت إلى أن الاحتلال يتعمد في ارتكاب هذه الجرائم للضغط على المواطن الأحوازي كي يترك وطنه ويهاجر إلى العمق الفارسي حتى يذوب في بوتقة الهوية الفارسية ويصبح أمر الاستيطان في الأحواز وتغيير التركيبة السكانية أمراً بسيطاً لدى الاحتلال.
وقد عبر العديد من الناشطين الأحوازيين عن سخطهم من التصرفات العنصرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وشددوا على ضرورة التصدي لما يقوم به الاحتلال بكافة السبل حتى لا يصبح الأمر اعتيادياً.
ويقول مسؤول الهيئة التحريرية التابع للمكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز عيسى مهدي الفاخر، أن نظام الملالي يصر على تفقير الأحواز من خلال تجفيف الأنهار والمسطحات المائية والتلوث البيئي واغتصاب الأراضي ومنحها للمستوطنين، مؤكداً على ممارسة نظام الملالي لأساليب القمع الاقتصادي على الأحوازيين حيث إن أغلب عمال الشركات في الأحواز ومن ضمنها شركات قصب السكر والصلب والحديد لم يستلموا رواتبهم منذ أشهر.
وأضاف أن الدولة الفارسية منذ بدء الاحتلال وهي مستمرة في جلب المستوطنين الفرس إلى الأراضي الأحوازية والضغط على المواطنين الأحوازيين بكل الطرق لإجبارهم على الهجرة حتى يسهل توطين الفرس وتتغير ديموجرافية الأحواز إلى صالح المستوطنين، لافتاً إلى وجود عشرات المستوطنات الفارسية التي شيدت على أنقاض المدن الأحوازية وذلك من خلال تهجير الأحوازيين إلى العمق الفارسي أو إلى المدن الأحوازية الأخرى.
وأكد الفاخر على أن الشعب الأحوازي يغتنم حالياً كل فرصة تتاح له ليعبر من خلالها عن رفضه لسياسات الاحتلال وعن المطالبة بحقوقه المشروعة التي تنص عليها القوانين الدولية ومن بينها حقه في تقرير مصيره ليعلن عن دولته العربية المستقلة التي تحكم من قبل أبناء الشعب من دون وصاية من جهة أخرى، مشيراً إلى أن الشعب الأحوازي ينتظر تغير الأوضاع الراهنة التي تمر بها منطقتنا العربية، لتهيئة الظروف والإعلان عن ثورته مثلما انتفض في عام 2005 ،التي كانت نقلة نوعية في تاريخ نضال شعبنا الأحوازي.
وأشار الفاخر إلى اضطهاد طهران للشعوب غير الفارسية بما فيها الكرد والبلوش والأزريين والأحوازيين، وقال «إن هذه الشعوب تعاني من التمييز العنصري الفارسي والتهميش الاقتصادي والثقافي، إذ يمنع أطفالها من تعلم اللغة الأم وارتداء زيهم والتعبير عن طموحاتهم. وكل هذه الشعوب تطالب بالحرية والتحرر من الظلم والاضطهاد والاحتلال».
أما الناشط محمد حطاب شنان عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز فيقول «إن أهل السنة في الأحواز يتعرضون لقمع مضاعف، مقارنة بمناطق بلوشستان وكوردستان، وذلك لكونهم عرباً، ويتجلى هذا القمع، في منع الأحوازيين السنة من جوامع لهم في شمال الأحواز، وقد أغلقت حكومة طهران، جامع الإمام الشافعي، وهو الجامع الوحيد لأهل السنة في شمال الأحواز الذي شيد على يد العمال الباكستانيين والبنغاليين العاملين في ميناء عبادان ومصفاة النفط في عام 1921، وقامت السلطات الإيرانية باعتقال إمام الجامع الشافعي، الشيخ عبدالحميد الدوسري في عام 2007، بتهمة نشر المذهب السني، وحكمت عليه محكمة الثورة بالسجن لسبع سنوات، وبعد أن قضى هذه الفترة، تم نفيه إلى مدينة كنعان، إحدى مدن جنوب الأحواز المطلة على الخليج العربي».
ويضيف، كما تمارس السلطات نفس السياسة ضد أبناء الشعوب الأخرى «الكردية والبلوشية والآذرية والتركمانية» حيث يعانون من التمييز العنصري والطائفي في آن واحد، فمثلاً يعاني أهل السنة في بلوشستان المحتلة، من ضغوطات جمة، تتمثل في التضييق على أئمة الجوامع، وإغلاق المدارس الدينية، فضلاً عن اعتقال أئمة وشباب أهل السنة، واتهامهم باتهامات واهية في محاكم صورية، وإصدار أحكام قاسية، وصلت -في كثير من الحالات- إلى عقوبة الإعدام.
تاريخ من الاغتيالات
وعن محاولات نظام الملالى منع أهل السنة من إقامة صلاة الجماعة، ولا سيما صلاتي عيد الفطر والأضحى والجمعة قال مولوي عبيدالله موسى زاده من أتباع مولانا عبدالحميد، ننتظر من السلطة أن تترك النظرة الأمنية تجاه دور العبادة «جوامع أهل السنة» ونحن نأسف لممارسات الشرطة في عيدي الفطر والأضحى، عندما منعت المصلين من إقامة الصلاة، كما أغلقت السلطات الفارسية مدرسة العلوم الدينية «سنت نبوي» في منطقة رجائي، إحدى مناطق مدينة مشهد.
الى هنا ولم يقف شيطان العصر «نظام الملالي الفاشي» عن جرائمه، فكما يرزح الشعب الأحوازي العربي المحتل تحت نير الاحتلال الفارسي الغاشم الذي استخدم كل أدوات الخبث وطرق الإرهاب بحقه، يعيش كذلك أهل السنة في كل مناطق كردستان، فهم ليسوا بأحسن حال من إخوانهم الآخرين في الأحواز وبلوشستان، إذ يتعرض رجال الدين السنة وكل من له ميول إسلامية في مناطق كردستان، إلى تضييق شديد يصل في بعض الأحيان إلى عمليات اغتيال واعتقال وإصدار أحكام بالإعدام.
كما استخدمت دولة الفرس العديد من الأدوات في حربها النفسية ضد الشعوب العربية المحتلة من بينها الاغتيالات، فقد اغتالت المخابرات الإيرانية الشهيد «حداد» زعيم حزب السعادة وزوجته عام 1946م وعلى إثر ذلك اندلعت انتفاضة شعبية في الأحواز قادها الشيخ مذكور الكعبي، واغتال عملاء المخابرات الإيرانية الشهيد حسين «ماضي أبو علي» الأمين العام الأسبق للجبهة العربية لتحرير الأحواز عام 1991م من أمام بيته في مدينة العمارة في محافظة نيسان العراقية.
واغتالت المخابرات الفارسية الشهيد «منصور مناحي حمود البريهي» «أبو عواد» الأمين العام الأسبق للجبهة العربية لتحرير الأحواز عام 2002 م من على أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة، وأيضا سلسلة الاغتيالات طالت الشهيد «رعد دعير البستان الشرهاني» «أبو فهد» أحد أبرز قيادات الجبهة العربية لتحرير الأحواز في تاريخ 13 أبريل 2006 من على الأراضي العراقية، هذه أمثلة بارزة من الاغتيالات السياسية العديدة التي نفذتها إيران بحق قيادات سياسية أحوازية وشخصيات ذات تأثير على مسير النضال الأحوازي.
كما كشفت مصادر كردية أن المخابرات الفارسية اغتالت في تاريخ 19 يناير 2015 رجل الدين السني «كاك علي حسين زادة» من قرية «خانكين»، التابعة لمدينة «مياندواب»، كما قامت باغتيال رجل الدين السني «محمد صالح عليمرادي» في مدينة «ثلاث باباجاني» -الواقعة في محافظة باختران «كرمانشاه» الكردية في يوم 27 فبراير 2015 على يد مسلحين مجهولين.
كما قامت الدولة الفارسية، بتنفيذ جريمة الإعدام بحق 6 نشطاء إسلاميين من الأكراد فجر 4 مارس 2015، بتهمة «محاربة الله ورسوله» وهناك 28 من النشطاء الإسلاميين الكرد يقبعون في سجن رجائي شهر، حكم عليهم جميعاً بالإعدام، وينتظرون تنفيذ الحكم.
وعادةً ما تتم ما تقوم محاكم نظام الملالي بإصدار أحكام الإعدام ضد المقاومين الأحوازيين بتهم واهية، وبمحاكمات صورية غير عادلة، كما إن عمليات الاعتقالات تكون عشوائية، وآخرها كان اعتقال عشرات المحتجين، بعد انتهاء مباراة كرة القدم بين فريقي فولاذ الأحوازي والهلال السعودي.
لا تتوقف طريقة الاغتيال فقط بالاستهداف المادي للضحية وتصفيتها جسدياً، وإنما بعض الأحيان يتم استهداف الضحية سياسياً وسيكولوجياً وإعلامياً واقتصادياً، حيث ينال من كرامة الضحية ويتم تشويهها في المجتمع ويتم انهاكها اقتصادياً، مما يقضي على دورها العملي وتأثيرها السياسي في دائرة محيط عملها. وبالتالي يتم إقصائها من العمل في الساحة السياسية أو غير السياسية بدون أن يتم تصفيتها جسدياً.