عواصم - (وكالات): يستمر توافد قوات الدول المشاركة في مناورات «رعد الشمال»، التي تنطلق شمال السعودية بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة»، وتستمر 3 أسابيع، وتعد الأكبر من نوعها في المنطقة، بينما أعلن مجلس الوزراء السعودي أن وزراء الدفاع بحلف شمال الأطلسي «الناتو» أشادوا بالخطوات الرائدة التي أقدمت عليها المملكة بإنشاء تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، وأن ذلك سيكون داعماً للجهود الدولية لمحاربة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
ورحب المجلس في جلسته الأسبوعية التي رأسها خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بالبيان المشترك الصادر عن اجتماع دول التحالف الدولي حول التعاون لمحاربة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، الذي عقد بمقر حلف «الناتو» في بروكسل، ورأس وفد المملكة فيه ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
من جهته، أعرب مجلس الوزراء عن تقدير المملكة لوزراء الدفاع بحلف «الناتو»، ونوه المجلس باجتماعات مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي انعقدت في مدينة ميونيخ بألمانيا، بمشاركة 17 دولة، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وما تضمنته الاجتماعات من مداولات حول معالجة الوضع المتأزم في سوريا.
في غضون ذلك، يستمر توافد قوات الدول المشاركة في مناورات «رعد الشمال»، التي تنطلق شمال السعودية بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية، إضافة إلى قوات درع الجزيرة، وتستمر 3 أسابيع، وتعد الأكبر من نوعها في المنطقة.
ووصلت إلى الآن القوات الأردنية والكويتية والعمانية والمصرية والباكستانية المشاركة في المناورات إلى مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن شمال المملكة، بحسب ما أفاد الحساب الرسمي الخاص بتغطية مناورات «رعد الشمال» على موقع تويتر. وقد أرسلت دول الخليج المشاركة ضمن قوات «درع الجزيرة» قواتها البرية عن طريق البر. وما زالت الطائرات العسكرية تتوافد على مطار القاعدة الجوية بمدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، للمشاركة في التدريبات.
كما توجهت قوة برية مكونة من كتيبة مشاة آلية تابعة للقوات المسلحة القطرية أمس إلى السعودية للمشاركة في المناورات، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية.
ونقلت الوكالة عن قائد القوة القطرية المشاركة الرائد ركن راشد صالح الهاجري تأكيده على أهمية التمرين، قائلاً «نحن بحاجة للتعاون بين الدول الشقيقة والصديقة في عمليات التنسيق والربط وتوحيد المفاهيم»، مشدداً على أن المناورات «تتصدى لأي تحديات قد تواجهها المنطقة».
وأضاف الهاجري أن «مشاركة بلاده ستكون بقطاعات مختلفة في التمارين الميدانية، بالإضافة لمراكز القيادة والتعبوية منها»، مؤكداً أنها «ستكون من القوات البرية والجوية التابعة للقوات المسلحة القطرية».
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد ذكرت في بيان بثته أمس الأول أن المملكة ستشهد خلال الساعات القليلة القادمة وصول القوات المشاركة في التمرين العسكري «رعد الشمال»، الذي وصفته بأنه «الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة»، وسيتم خلاله محاكاة «لأعلى درجات التأهب القصوى لجيوش الدول الـ20 المشاركة به».
وتضم قائمة الدول المشاركة في المناورات كل من البحرين والسعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان وقطر والأردن والسنغال والسودان والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتونس وجزر القمر وجيبوتي وماليزيا ومصر وموريتانيا وموريشيوس، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة». وتحوّلت المناورة إلى نقاش واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها تأتي بعد أيام من تصريح المملكة استعدادها للتدخل العسكري في سوريا.
ودشنت السعودية حساباً رسمياً على موقع «تويتر» خاصاً بتغطية أحداث تدريبات «رعد الشمال»، أكبر تمرين عسكري عربي إسلامي تشهده المنطقة والعالم باستضافة السعودية، والتي تقام بمدينة حفر الباطن، شمال المملكة.
وقد أطلق الحساب باسم درع الوطن ...diraalwatan باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن هذه المناورات تبعث برسالة واضحة مفادها «أن المملكة وأشقاءها وإخوانها وأصدقاءها من الدول المشاركة، تقف صفاً واحداً لمواجهة كافة التحديات، والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى التأكيد على العديد من الأهداف التي تصب جميعها في دائرة الجاهزية التامة، والحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم».
وتأتي المناورات التي تشارك فيها قوات جوية وبرية وبحرية، في خضم دور سعودي إقليمي متزايد شمل إعلان إرسال طائرات حربية إلى قاعدة «إنجرليك» في تركيا لاستهداف تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا، والاستعداد للمشاركة بقوات برية للغرض نفسه.
كما أن المملكة جزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة منذ سبتمبر 2014.
وكان قد أُعلن في الرياض في ديسمبر الماضي عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي ضد «الإرهاب»، كما أن السعودية تقود منذ مارس الماضي تحالفاً عربياً لدعم الشرعية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين.