جاءت البحرين الأولى عربياً بمؤشر استخدام الإنترنت لتسجل 74.15% فيما حققت الكويت أعلى نسبة في انتشار الهواتف النقالة بـ194.62%، وفقاً لـ»تقرير اقتصاد المعرفة العربي 2015-2016» الذي أطلقته مؤخراً «أورينت بلانيت للأبحاث».
وبحسب التقرير، بدأ العالم العربي يستعد لحقبة جديدة عنوانها النمو في عدد مستخدمي شبكة الإنترنت والذي يتوقع أن يبلغ نحو 226 مليون مستخدم بحلول العام 2018.
وتصدرت دول مجلس التعاون الخليجي التصنيف العام في مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي خلال العام 2015.
وأشارت التقديرات الواردة في التقرير النوعي إلى أن معدلات استخدام شبكة الإنترنت ستسجل ارتفاعاً ملحوظاً لتصل إلى 55% بحلول العام 2018 مقارنةً بـ37.5% خلال العام 2014 متفوقة بـ7% تقريباً على معدل النمو العالمي المتوقع والبالغ 3,6 مليار مستخدم.
ويكتسب التقرير الذي تم إعداده بالتعاون مع مستشار أبحاث في «أورينت بلانيت للأبحاث» عبدالقادر الكاملي، أهمية استراتيجية كونه دراسة بحثية شاملة تهدف إلى رفد السوق برؤى معمقة وإحصائيات دقيقة حول واقع ومستقبل اقتصاد المعرفة في العالم العربي، في ظل التوسع المطرد الذي تشهده الاقتصادات الإقليمية.
وتتجه الأنظار حالياً إلى التقرير المرتقب كونه سيوفر وسيلة هامة وأداة قيمة من شأنها تمكين العاملين في القطاع الحكومي ومجتمع الاقتصاد والأعمال الإقليمي من الوصول إلى فهم أعمق وأشمل لكافة العوامل التي تعيد تشكيل ملامح الاقتصاد المعرفي العربي.
وقال الكاملي: «يشهد العالم العربي اليوم تغييرات جذرية على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية. وضمن سعيها لمواكبة المستجدات المتسارعة والتغيرات المتلاحقة، تواصل دول عدة في المنطقة تبني مبادرات نوعية في إطار جهودها الحثيثة لبناء اقتصاد متكامل قائم على المعرفة، الأمر الذي ينطوي على نتائج إيجابية ملموسة على صعيد تحسين مؤشرات مجتمع المعرفة».
وأضاف «بالفعل أثمرت الجهود المستمرة عن نجاحات ملحوظة، أبرزها تقدم كل من قطر والإمارات في مؤشر التنافسية العالمية 2015-2016» لتحتلا المرتبة 14و17 على التوالي، من أصل 130 دولة في المؤشرات الكلية».
وتابع الكاملي: «نتطلع بتفاؤل حيال التقرير، لاسيما وأننا على ثقة تامة بأن ما يحتويه من معلومات قيمة وبيانات موثوقة ستمثل مرجعية هامة بالنسبة للهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص في العالم العربي، والتي تسعى لتطوير استراتيجيات فاعلة تلبي الاحتياجات الناشئة وتحقق التطلعات الطموحة خلال السنوات القليلة المقبلة».
من جانبه، قال مدير عام «مجموعة أورينت بلانيت» نضال أبوزكي: «تتسارع حالياً وتيرة التطور الاقتصادي في العالم العربي بالتزامن مع التغيرات الحاصلة في أسعار النفط العالمية».
وأضاف «شكلت المعطيات الراهنة دفعة قوية لمسيرة التحول نحو اقتصاد متنوع يتسم بالمرونة مع التركيز بالدرجة الأولى على بناء اقتصادات متكاملة قائمة على المعرفة والابتكار، الأمر الذي ينعكس في زيادة حجم الاستثمارات في تحديث وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطار الجهود الإقليمية المبذولة لتحقيق التنويع الاقتصادي والابتعاد عن الاعتماد على النفط».
وبرزت الإمارات باعتبارها رائدة عالمياً في تبني مفهوم الحكومة الإلكترونية والذكية، بعد أن خطت خطوات سباقة أهلتها للوصول إلى مصاف أهم الدول المتقدمة في التحول الرقمي.
وتوجت دبي نجاحاتها المتلاحقة في التفوق على أبرز المراكز العالمية الرائدة في التحول الرقمي، وفي مقدمتها لندن وأوسلو وستوكهولم وفيينا، في مجال ''الحوكمة الرقمية''. وجاءت مسقط في المرتبة الثانية عربياً من حيث ''الحوكمة الرقمية''، تلتها كل من الرياض والقاهرة وعمان وتونس والدار البيضاء، ومن ثم بغداد والكويت والمنامة».
ويقدم التقرير بيانات شاملة حول الاتجاهات السائدة والناشئة ضمن اقتصاد المعرفة، مسلطاً الضوء على التوجه المتزايد نحو الاستثمار على نطاق واسع في تحديث البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويرصد التقرير أيضاً التطورات الحاصلة على صعيد البحث والتطوير، والتي تظهر بوضوح في تنامي أعداد براءات الاختراع المسجلة في العالم العربي، وبالأخص في السعودية.
وقال التقرير «تعكس نتائج توقعات أعداد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي 2014-2018 مدى التوسع الكبير الذي يشهده قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ظل التقديرات بأن يصل عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في الدول العربية إلى نحو 226 مليون مستخدم بحلول العام 2018».
وتوقع التقرير أن يرتفع معدل انتشار الإنترنت في المنطقة من حوالى 37.5% في العام 2014 إلى أكثر من 55% في العام 2018، أي بنسبة 7% أعلى من المعدّل العالمي البالغ 3.6 مليار وفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة عن الشركة البحثية المستقلة «إي ماركتير».
وتستحوذ مسيرة التحول إلى اقتصاد المعرفة في المنطقة على حصةً كبيرةً من التقرير الذي يركز في المقام الأول على دراسة ما يعرف بـ»المدن الرقمية»، مع تسليط الضوء بشكل خاص على تجربة دبي التي أثبتت مكانة مرموقة لها ضمن قائمة أفضل 10 مدن في العالم من حيث الحوكمة الرقمية في العام 2014، متفوقة على أبرز العواصم العالمية مثل لندن وأوسلو وستوكهولم وفيينا.
ووفقاً لدراسة صادرة في سبتمبر 2014 من قبل الجامعة الحكومية لولاية نيوجرسي «روتجرز» حول المواقع الإلكترونية الرسمية لـ100 من المدن الرئيسة في 100 دولة حول العالم، احتلت دبي المرتبة التاسعة وفق المؤشر العام والمرتبة الرابعة من حيث تسليم الخدمات والمرتبة الخامسة من حيث الخصوصية والأمن.
واستعرض التقرير أبرز الإنجازات التي تحققت على صعيد تطوير المنظومة التعليمية وفقاً لنتائج «الترتيب الأكاديمي للجامعات العربية 2015». ومن بين أهم هذه الإنجازات تصنيف «جامعة الملك عبدالعزيز» في المرتبة السادسة عالمياً عن فئة الرياضيات.