عواصم - (وكالات): أعلن الأردن أمس أنه استدعى سفير المملكة لدى إيران للتشاور بعد عدم استجابة طهران لمطالبها بعدم «التدخل في الشؤون العربية وعلى الأخص دول الخليج واحترام سيادة الدول»، بينما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جوش إرنست، إن «إيران مازالت مستمرة بدعم الإرهاب وتتصدر قائمة داعمي الإرهاب في العالم ومارست الإرهاب لجيل كامل»، فيما أدان تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي تدهور حالة حقوق الإنسان بإيران خلال العام المنصرم 2015، موضحاً أن «إيران تعد الأسوأ بانتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية».
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني في بيان رسمي إن الحكومة «استدعت السفير الأردني في طهران للتشاور». وأضاف أنه عقب الاتفاق النووي مع إيران «صدر عنها أو عن مسؤولين فيها (...) جملة أفعال وأقوال تشكل تدخلات مرفوضة في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة وعلى الأخص دول الخليج».
أشار إلى أنه عقب الاعتداء على سفارة السعودية في طهران «عبرنا للحكومة الإيرانية عبر سفير إيران في عمان خلال استدعائه لوزارة الخارجية حينها، عن احتجاجنا وإدانتنا الشديدة لتلك الاعتداءات (...) وطالبناها بالتوقف الكامل عن التدخل في الشؤون العربية واحترام سيادة الدول».
وأكد المومني «لم نلمس من الحكومة الإيرانية استجابة لهذه المطالبات ولمطالب مجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في بياناتهما وقرارتهما الأخيرة». وتابع «أمام هذا الواقع، خلصت الحكومة إلى ضرورة إجراء وقفة تقييمية في هذه المرحلة وفي ضوء هذه المعطيات والتطورات، اقتضت اتخاذ القرار باستدعاء السفير الأردني في طهران للتشاور».
وهاجم مثيرون للشغب في يناير الماضي مبنى السفارة السعودية في طهران وألقوا باتجاهه قنابل حارقة إثر إعدام الرياض الإرهابي نمر باقر النمر، ودان الأردن بشدة الهجوم. من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جوش إرنست، إن «إيران مازالت مستمرة بدعم الإرهاب وقد عبرت أمريكا عن قلقها للحكومة الإيرانية حيال ذلك». وأشار إرنست إلى أن الاتفاق النووي لا يمكنه أن يؤدي إلى تبدد القلق بشأن استمرار دعم طهران للإرهاب، وقال «حتى لو وافق الإيرانيون على الاستمرار بالمباحثات حول برنامجهم النووي للوصول إلى اتفاق شامل، فمن المحتمل أن يستمر النظام الإيراني بدعم الإرهاب».
ووفقاً لإذاعة «فردا» الناطقة بالفارسية من براغ، أكد إرنست في مؤتمر صحافي أن «إيران مارست الإرهاب لجيل كامل وأن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة الإيرانية بأنها قلقة من أنشطة طهران ودعمها للإرهاب في أنحاء مختلفة من العالم».
واضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن «إيران تتصدر قائمة داعمي الإرهاب بسبب تاريخها الطويل في دعم الأنشطة الإرهابية في العالم».
ورأى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن استمرار دعم إيران للإرهاب هو ما يجعل المفاوضات النووية ذات أهمية مضاعفة، لأنه لو حصلت طهران على سلاح نووي، فسيكون دعمها للإرهاب أكثر خطورة.
يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية صنفت إيران على رأس قائمة الدول الداعمة للإرهاب في تصنيفها السنوي الأخير الذي صدر في يونيو الماضي.
وتابع إرنست «كلنا شاهدنا إضعاف الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات، ولكن للأسف ليست هناك أية مؤشرات على أن النظام الإيراني قد خفض من تمويل الإرهاب بسبب الضغوط الاقتصادية».
وأضاف: «دعم النظام الإيراني للإرهاب مستمر بقوة كما في السابق».
وتطرق إرنست لدعم طهران للإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في الخليج العربي، خاصة في اليمن، وقال إن «هناك أدلة على دعم إيران للحوثيين في اليمن».
في سياق متصل، أدان تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي تدهور حالة حقوق الإنسان بإيران خلال العام المنصرم 2015، وذكر أن إيران إلى جانب كوريا الشمالية وكوبا وطاجيكستان والصين، تعد الأسوأ بانتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وقال التقرير، إن إيران قامت خلال العام المنصرم بإعدامات عشوائية طالت 964 شخصاً، بما فيها إعدام قاصرين ونساء ومعارضين من الأقليات القومية والدينية بشكل خاص، كما كانت هناك 33 حالة إعدام على الملأ.
وانتقدت الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي المنشور على موقعها الرسمي في 13 أبريل الحالي، الأوضاع المتدهورة لحقوق الإنسان في إيران والممارسات القمعية ضد المعارضين والنساء والأقليات.
وأشار التقرير إلى السلوك القمعي اللاإنساني وأحكام بتر الأعضاء والعنف السياسي والظروف السيئة والخطرة في السجون والانتهاكات ضد السجناء الممارسة من قبل سلطات القضاء والأمن في إيران.
كما تحدث عن الاعتقالات العشوائية ضد السياسيين ونشطاء المجتمع المدني دون وجود أحكام قضائية مؤكدا على عدم استقلالية القضاء عن الأجهزة الأمنية والسلطة السياسية. وتطرقت فقرات أخرى من التقرير إلى التمييز الممارس ضد النساء والأقليات العرقية والمذهبية والاختفاء القسري للناشطين في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير والحجب والرقابة عل الإنترنت وعدم وجود حريات لطلاب الجامعات.
وأدانت الخارجية الأمريكية وجود آلاف المعتقلين السياسيين وجاء في التقرير بأن هناك أكثر من 1000 معتقل يقبعون في السجون بسبب عقيدتهم، وأغلبهم من أهل السنة في إيران.
وتطرق التقرير إلى القمع الممارس ضد عرب الأحواز والتمييز القومي ضدهم بالاستناد إلى المنظمات الدولية وتقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة حول إيران، والتي أكدت أن السلطات اعتقلت ما يقرب من 1000 شخص في 17 مارس 2015 عقب الاحتجاجات التي تلت وفاة بائع عربي يدعى يونس عساكرة، من مدينة المحمرة الأحوازية، والذي أضرم النار بنفسه احتجاجا على مصادرة عربته لبيع الخضار من قبل مأموري البلدية.
كما أشار إلى حملة الاعتقالات التي طالت ما يقرب من 100 شخص من عرب الأحواز، بينهم نشطاء وعدد من القاصرين، في الاحتجاجات السلمية في الربيع الماضي في الذكرى العاشرة لانتفاضة الأحواز.