عواصم - (وكالات): انتقدت الجمعية الأوروبية لحرية العراق المجتمع الدولي الذي قالت إنه يتجاهل ما وصفته بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية للسنة في الفلوجة بمحافظة الأنبار غرب بغداد، على أيدي مليشيات شيعية تمولها إيران، فيما قالت مصادر عراقية إن ميليشيات شيعية تحتجز العشرات من أهالي الصقلاوية في مدرسة بمنطقة الصبيحات شرق الفلوجة.
وقال رئيس الجمعية إسترون ستيفنسون في بيان إن فظائع طائفية ترتكب في الفلوجة حيث تعتقل الميليشيا الرجال والنساء الفارين من المدينة المحاصرة، ويتعرض كثير منهم للتعذيب والقتل.
وأضاف أن إيران تمول هذه المليشيات، وتستغل العمليات ضد تنظيم الدولة «داعش» وسيلة لتنفيذ سياسة الإبادة الجماعية للسنة في محافظة الأنبار.
وطالب ستيفنسون المجتمع الدولي بإيقاف «الجريمة الوحشية» ضد المدنيين بالفلوجة، ووضع حد للتدخل الإيراني في العراق. في غضون ذلك، قالت مصادر عراقية إن ميليشيات شيعية تحتجز العشرات من أهالي الصقلاوية في مدرسة بمنطقة الصبيحات شرق الفلوجة.
وأفادت المصادر المحلية بأن ميليشيا العصائب تحتجز عشرات الأشخاص من ناحية الصقلاوية في مدرسة البيادر بمنطقة الصبيحات الواقعة جنوب الكرمة شرق الفلوجة، وأضافت المصادر أن الميليشيات تنفذ إعدامات ممنهجة بحق المعتقلين.
وإن صحت هذه المعلومات فستكون ضمن سلسلة طويلة من التقارير التي تحدثت في الأيام الماضية عن قيام الميليشيات بإعدامات وتعذيب بحق معتقلين من ناحية الصقلاوية والسجر وقبلها ناحية الكرمة والتي وثقتها صور فيديو وأدانتها الأمم المتحدة. وقد علت المطالب من جانب شيوخ عشائر المنطقة وبرلمانيين عراقيين بضرورة تسليم الملف الأمني في الصقلاوية والمناطق الأخرى التي استعيدت من تنظيم «داعش» إلى الشرطة الاتحادية والحشد العشائري. في المقابل، أعلن الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى الزبيدي أن تنظيم «داعش» ارتكب مجزرة بحق مدنيين من عشيرتي البو صالح والبو حاتم في منطقة تقاطع السلام غرب الفلوجة بعد أن توجهوا إلى الطريق المؤدي إلى عامرة الفلوجة. أما على صعيد المعارك الدائرة في جنوب الفلوجة، فقد أفاد مصدر في شرطة الأنبار بمعارك كر وفر بين القوات المشتركة و»داعش» الذي وضع عدة خطوط دفاعية لتأخير وعرقلة تقدم القوات العراقية باتجاه مركز المدينة فيما تحدثت قيادة عمليات معركة الفلوجة عن وصول قوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات أخرى إلى مسافة 3 كيلومترات من مركز الفلوجة بعد سيطرتها على حي الشهداء، كما واصل طيران التحالف وسلاح الجو العراقي غاراته على مراكز التنظيم ومخازن أسلحته في جنوب وغرب المدينة. من ناحية أخرى، أفادت مصادر متطابقة بأن عمليات حرق جرت لمقارّ حزبية موالية لإيران، ولرموز طائفية مرتبطة بالنظام الإيراني مثل صور روح الله الخميني وعلي خامنئي، وذلك في محافظات وسط وجنوب البلاد. ودفعت الأحداث بزعماء دينيين شيعة إلى التحذير مما سموها معركة شيعية شيعية. ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أتباعه لوقف هجماتهم على مكاتب الأحزاب السياسية الشيعية المدعومة من إيران التي يتهمها هو بالفساد بعد أن قالت السلطات إنها ربما تلجأ لاستخدام القوة لفرض النظام. وقالت سلطات محلية إن أنصار الصدر اقتحموا أو حاولوا اقتحام مكاتب حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي ومنظمة بدر في 5 مدن جنوب العراق هي البصرة والعمارة والكوت والناصرية والنجف. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي ينتمي لحزب الدعوة إن السلطات ستتصدى بكل قوة وحزم للمعتدين.
وقال الصدر في بيان وجهه لأنصاره وبثه عبر موقعه الرسمي على الإنترنت إن «الضغط على مقرات الأحزاب الفاسدة يجب أن يكون سلمياً سواء في النجف أو في باقي المحافظات. فثورتنا سلمية إلى النهاية».
وبدأ النزاع -داخل المجتمع الشيعي في العراق- في التحول نحو العنف عندما اقتحم محتجون موالون للصدر المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد للمرة الثانية في 20 مايو الماضي حيث قتل 4 محتجين.
وينظم الموالون للصدر احتجاجات مطالبة بإصلاحات ضد الفساد منذ فبراير الماضي. ويرى المعارضون للصدر هذه المظاهرات محاولة منه لفرض آرائه على باقي السياسيين. وقد تظاهر المئات من أتباع التيارين الصدري والمدني وسط بغداد استجابة لدعوة أطلقها مقتدى الصدر للاحتجاج على تباطؤ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تنفيذ الإصلاحات.
وندد المتظاهرون بالتأخير في تشكيل الحكومة الجديدة وبـ»فساد الأحزاب السياسية»، وسط إجراءات أمنية مشددة أغلقت خلالها السلطات جميع الجسور والطرق الرئيسة المؤدية إلى المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة.
ورفع المشاركون في المظاهرات الأعلام العراقية، وردد بعضهم شعارات تطالب بمحاسبة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لمسؤوليته عن تمكن تنظيم الدولة «داعش» من السيطرة على مدن ومحافظات في العراق.
وتأتي المظاهرات بعد يوم من مظاهرات مماثلة خرجت في عدد من المحافظات الجنوبية أحرق خلالها المتظاهرون عدداً من مقار الأحزاب الشيعية المشاركة في الحكومة، كما نددوا بالتدخل الإيراني في العراق، وبوجود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في البلاد. من جهته، حذر رئيس الوزراء العراقي مما وصفها بالتصرفات المتهورة والأعمال الإجرامية التي تستهدف أي مؤسسة عامة أو مكتب كيان سياسي، وتوعد في بيان له بالوقوف بقوة وحزم لردع المتجاوزين على النظام وأرواح الأبرياء، على حد وصفه.
وكان الآلاف من أتباع الصدر اقتحموا مرتين المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا وسط العاصمة بغداد، ودخلوا مكتب رئيس الوزراء ومبنى البرلمان احتجاجاً على عدم تشكيل الحكومة. واحتدمت الأزمة السياسية في العراق منذ مارس الماضي عندما سعى العبادي إلى تشكيل حكومة من التكنوقراط بدلا من الوزراء المنتمين إلى أحزاب، في محاولة لمكافحة الفساد، لكن الأحزاب النافذة - بينها جماعات شيعية - عرقلت تمرير حكومته الجديدة.