كشفت مصادر عراقية أن قائد فيلق "القدس" الإرهابي في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، يشرف على تشكيل جهاز استخبارات لميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية في العراق على غرار جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري في إيران الذي يسمى "حفاظت إطلاعات".
ووفقاً لوسائل إعلام عراقية، فقد أوعز الحرس الثوري الإيراني لمؤسسة "الرضوان"، وهي مؤسسة شيعية ممولة من إيران مقرها في مدينة كربلاء، وتتكون من عدة جمعيات شيعية، بتنفيذ مهمة "تشكيل جهاز الحشد الشعبي الاستخباري" ليتولى عمليات "المراقبة وجمع المعلومات" في جميع المحافظات العراقية.
ووفقاً للمصادر، فقد تم تجنيد 2000 شخص في الآونة الأخيرة بمحافظة كربلاء وحدها، ويشرف عليها بشكل مباشر قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، من خلال نائبه المتواجد في محافظة كربلاء.
وأضافت المصادر أن "الجهات الرسمية العراقية خصصت بشكل غير معلن ميزانية مالية ضخمة لشراء معدات وصرف رواتب لأفراد التشكيل الجديد الذي يعمل بمعزل عن المؤسسات الرسمية، لكنه يتخذ من الحشد الشعبي غطاءً له".
وعلى الرغم من أن مؤسسة "الرضوان" تستقطب أعداداً كبيرة من المتطوعين، فإن اسم التشكيل غير معلن، وإن التطوع يتم على أساس الانتماء إلى ميليشيات الحشد الشعبي.
وكشفت تقارير أنه بالبحث عن هوية مؤسسة "الرضوان" وجدت إعلاناً لها في أغسطس الماضي، يفيد بأنها شكلت في محافظة كربلاء أول فوج قتالي من المتطوعين تحت اسم "فوج الإمام المنتضر" لقتال تنظيم الدولة "داعش" في المدن الغربية للعراق.
وكشف مدير تجمع مؤسسات الرضوان سعيد الطائي أن "المؤسسة وفرت كل المستلزمات للمتطوعين من تجهيزات وأسلحة"، مؤكداً أن "هناك آلية ستعتمد لتدريبهم وتأهيلهم وتشكيل سرايا للمتطوعين".
وأوضح أن "مؤسسة الرضوان فتحت سجلات التطوع وبالتنسيق مع الحكومة المحلية ورؤساء العشائر لاحتواء الأعداد الغفيرة من أبناء المحافظة الذين توافدوا للتطوع تلبية لنداء المرجعية المباركة في المحافظة".
وذكر الطائي أن المتطوعين الجدد سيتدربون على حمل السلاح والقدرة على مواجهة الإرهاب بشتى صوره.
وكان موقع "العتبة الحسينية" قد أعلن قبل عام تخرج أكثر من 1400 طالب من الدورات العسكرية التي أقامتها مؤسسات الرضوان لطلبة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية والمعاهد والجامعات وذلك تلبية لنداء "المرجعية" لقتال ما أسموهم "الإرهاب".
من جهتها، لفتت المصادر العراقية إلى أن "الرضوان" تسعى لبناء أكاديمية أركان خاصة بالتشكيل الجديد الذي يعد النواة الأولى للحرس الثوري العراقي، وذلك بعدما أصبحت ميليشيات الحشد الشعبي -المتهمة بارتكاب جرائم قتل وتعذيب وخطف وتهجير ضد المدنيين- جزءاً من القوات المسلحة العراقية، تنفيذاً للخطة الإيرانية للهيمنة على مفاصل الحكم في العراق.
وكان زعيم ميليشيا بدر، هادي العامري، والقيادي في "الحشد الشعبي" والذي يعرف بأنه أحد رجال إيران في العراق الجديد، قال نهاية أغسطس الماضي، "إن قوات الشعبي أصبحت أقوى من الجيش العراقي والشرطة العراقية".
وكان القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، الجنرال محسن رفيقدوست، وهو أحد أبرز مؤسسي الحرس بعد ثورة عام 1979، اقترح الشهر الماضي، تشكيل "حرس ثوري عراقي" على شاكلة الحرس الثوري الإيراني بمساهمة مباشرة من طهران في التسليح والتدريب ونقل الخبرات.
وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، النائب محمد صالح جوكار، قد كشف عن جزء من الخطة الإيرانية حول تشكيل قوات حرس ثوري في العراق، قائلاً إن "هذه القوات يمكن أن تتشكل من خلال دمج الفصائل والميليشيات الشيعية في العراق، وجعل ميليشيات "سرايا الخراساني نواة لها".
وقال إن "على العراق تطبيق التجربة الإيرانية بخصوص "حرس الثورة، ونحن على أتم الاستعداد لتزويد العراقيين بنمط وهيكلية هذه القوات، ليتمكن العراق من تشكيل قوات حرسه".