عواصم - (العربية نت، وكالات): ندد مجلس التعاون الخليجي ودول عربية بإطلاق ميليشيات المتمردين الحوثيين صاروخاً باليستياً باتجاه مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.
وعبر مجلس التعاون الخليجي عن «إدانته واستنكاره الشديدين لاستهداف جماعة الحوثي- صالح مكة المكرمة بصاروخ بالستي». وقال الأمين العام المجلس عبد اللطيف الزياني إن دول المجلس التعاون «تعتبر هذا الاعتداء الغاشم الذي ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد، مهبط الوحي وقبلة مليار ونصف مسلم حول العالم، هو استفزاز لمشاعر المسلمين».
وأضاف أنه «استخفاف بالمقدسات الإسلامية وحرمتها، ودليل بارز على إمعان جماعة الحوثي- صالح في تجاوزاتها، ورفضها الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، والجهود الحثيثة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية».
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن «جماعة الحوثي وصالح المدعومة من إيران لم تراع إلاً ولا ذِمّة باستهدافها البلد الحرام مهبط الإسلام وقبلة المسلمين حول العالم». وذهب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أبعد من ذلك، بتوجيهه الاتهام لإيران. وقال في تغريدة على تويتر «النظام الإيراني يدعم جماعة إرهابية تطلق صواريخها على مكة المكرمة... هل هذا النظام إسلامي كما يدعي ؟». بدورها، نددت مملكة البحرين بشدة بقيام الميليشيات الانقلابية في اليمن بإطلاق صاروخ الباليسيتي باتجاه مكة المكرمة. وجاء في بيان رسمي أن «استهداف هذه البقعة المباركة يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض وعملاً إجرامياً دنيئاً تجاوز كل الحرمات، وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية». وأشار البيان إلى «وقوف مملكة البحرين صفاً واحداً إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب وضد كل من يحاول المساس بها أو استهداف المقدسات الدينية فيها، مطالبة في الوقت ذاته جميع الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الأثيم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه».
وأضاف البيان أن «مملكة البحرين مستمرة في موقفها الثابت الداعم للشرعية في اليمن إلى أن يتم بسط الأمن وإعادة السلم، وتمكين الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي من القيام بمهامها كافة، وبما يؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216». من جهتها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف الميليشيات الحوثية منطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي. وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، إن إطلاق صاروخ باتجاه مكة المكرمة، يعد اعتداءً سافراً على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
وعدت هذا الاعتداء دليلاً واضحاً على استمرار تجاوزات الميليشيات الحوثية، ورفضها الالتزام بقرارات المجتمع الدولي، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، ويعيق جميع الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. وقالت هيئة كبار العلماء إن «التعرض للحرمين عظيمة وبرهان جديد على هدف إيران من زرع جماعة الحوثي في اليمن»، فيما بين موقع اليمن الآن أن «المخلوع يأبي أن يختم تاريخه الأسود إلا أن يكون قرين أبرهة في استهداف مكة بصواريخه».
بدورها، أعربت دولة الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين «لإطلاق جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح صاروخاً باليستياً باتجاه مكة المكرمة».
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في بيان أن «استهداف قبلة المسلمين يعد استفزازاً لمشاعرهم وتجاهلاً لحرمة هذه البقعة المباركة واستخفافاً بالمقدسات الإسلامية»، حسب ما جاء على وكالة الأنباء الكويتية. وأشار المصدر إلى أن «هذا الاعتداء الغاشم يعد تطوراً خطيراً وإمعاناً في رفض وتحدي إرادة المجتمع الدولي ومساعيه الرامية لتطبيق الهدنة وصولاً إلى الحل السياسي المنشود الذي يخلص اليمن والمنطقة من استمرار هذا الصراع الدامي وتداعياته». واختتم المصدر تصريحه بالدعاء بأن يحفظ الله المملكة العربية السعودية الشقيقة من كل مكروه. من ناحيته، ندد الأردن بأشد العبارات بإطلاق جماعة الحوثي صاروخاً باليستياً تجاه مكة المكرمة. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن «مثل هذه الأعمال المشينة لا تخدم القضية اليمنية ولا القضايا الإسلامية والعربية، بل هي استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم أجمع باستهداف قبلتهم ومقصد حجهم». وأكد المومني أن «الاعتداء على المقدسات الإسلامية سيعمل على توسيع دائرة الصراع في المنطقة بدلاً من تعزيز عناصر الأمن والاستقرار، في الوقت الذي نجدد دعوتنا فيه إلى الامتثال للشرعية وإعادة الأمن لليمن».
وقال الوزير إن الأردن يعتبر أمن الخليج جزءاً من أمنه، وإن الاعتداء يقوض جهود الهدنة وإحقاق السلام في اليمن. كذلك أعربت مصر عن إدانتها الشديدة لهذا الاستهداف، واصفة إياه بأنه تجاوز غير مقبول.
وقالت خارجية مصر في بيان لها إن «هذا العمل يمثل تطوراً خطيراً، وسابقة غير مقبولة، واستخفافاً لا يمكن السكوت عنه بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم». وأكد البيان على «تضامن مصر الكامل مع المملكة العربية السعودية تجاه هذا الاعتداء السافر، وعلى موقفها الثابت الداعم للحكومة الشرعية في اليمن، وللجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل لتسوية سلمية شاملة للأزمة اليمنية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني وسائر القرارات الدولية ذات الصلة».
كما ندد الأزهر الشريف بإطلاق الصاروخ على مكة المكرمة. وقال في بيان «هذا الإجرام الخبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان بالله وكتبه ورسله». وأضاف البيان «لا عاصم اليوم بعد الله إلا القضاء على المنازعات وبواعث الفرقة والشقاق» بين المسلمين. وأطلق المتمردون الحوثيون صاروخاً بعيد المدى على منطقة مكة المكرمة في السعودية، كما أعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة أمس.
وقالت قيادة التحالف في بيان إنه تم «اعتراض صاروخ باليستي أطلقته المليشيات الحوثية مساء أمس الأول من محافظة صعدة»، معقل المتمردين شمال اليمن «باتجاه منطقة مكة المكرمة».
وأضاف البيان أن «وسائل الدفاع الجوي تمكنت من اعتراضه وتدميره على بعد 65 كلم من مكة المكرمة من دون أي أضرار»، مؤكداً أن «قوات التحالف الجوية استهدفت موقع إطلاق» الصاروخ.
وتبعد مكة المكرمة أكثر من 500 كيلومتر عن الحدود مع اليمن. ونشرت السعودية بطاريات صواريخ باتريوت لتدمير الصواريخ البالستية التي تطلق من وقت لآخر من اليمن.
وهو ثاني صاروخ بعيد المدى يطلقه المتمردون خلال الشهر الحالي. وكان التحالف أعلن مطلع أكتوبر الحالي أنه اعترض صاروخاً يستهدف مدينة الطائف التي تضم قاعدة جوية سعودية بالقرب من مكة المكرمة.
ويعد الصاروخ الأخير هو الـ35 الذي أطلقته ميليشيات الحوثي باتجاه السعودية منذ بداية عمليات التحالف في اليمن في 26 مارس 2015.