اتهم الجيش التركي، أمس، تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) باستخدام أسلحة كيماوية شمال سورية ضد قوات المعارضة المدعومة من تركيا «درع الفرات».

وأكدت هيئة الأركان التركية في بيان لها: «لاحظنا وجود أعراض الإصابة بغاز كيماوي على 22 من مقاتلي المعارضة السورية نتيجة إطلاق تنظيم داعش صاروخا في منطقة الخليلية شمال سورية».

كما أفاد بيان الهيئة بمقتل عنصر من «الجيش السوري الحر» وإصابة 14 آخرين في اشتباكات وقعت مع «داعش» في شمال سورية.

في غضون ذلك،أكدت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة السورية، إن مقاتلي المعارضة سلموا أسلحتهم الثقيلة في بلدة جنوب غربي دمشق امس، في إطار اتفاق عقدوه مع الحكومة لفتح ممر آمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال مقاتلو المعارضة، إن «الاتفاقات جزء من استراتيجية ترحيل قسري لكافة سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة» بعد أعوام من الحصار والقصف.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يوجد 12 ألف شخص محاصرين في بلدة خان الشيح التي تضم مخيما للاجئين الفلسطينيين في ضواحي دمشق منذ أعوام.

وفي السياق، استعادت قوات النظام السيطرة على حي مساكن هنانو، أكبر الأحياء في شرق مدينة حلب، وباتت قاب قوسين من فصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة الى جزءين، في تقدم استراتيجي هو الاكبر في شرق المدينة.

ودفعت الغارات الجوية الكثيفة على الحي والمعارك العنيفة بين قوات النظام والفصائل، عشرات العائلات في مساكن هنانو والاحياء المجاورة الى النزوح نحو احياء اخرى اكثر امانا في شرق المدينة، وفق ما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وفر أكثر من 400 مدني من الاحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في المدينة الى مناطق تحت سيطرة قوات النظام السوري تزامنا مع سيطرة القوات الحكومية على حي استراتيجي.

واكد «المرصد السوري لحقوق الانسان»، أمس، ان «اكثر من 400 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرق حلب، توجهوا ليلا الى مساكن هنانو، اثناء تقدم قوات النظام فيها».

ويحظى حي مساكن هنانو، اكبر احياء حلب الشرقية، بأهمية رمزية باعتباره اول حي سيطرت عليه الفصائل المعارضة صيف العام 2012، حين انقسمت مدينة حلب بين احياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام.

ويتيح تقدم قوات النظام من مساكن هنانو الى حي الصاخور الذي بات «تحت مرمى نيرانها باعتباره منطقة منخفضة، فصل الاحياء الشرقية الى جزءين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي».من جهته، قال ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين زنكي»، احد ابرز الفصائل في حلب، ان «معارك مستمرة بين الطرفين تتركز في الجهة الجنوبية الشرقية من مساكن هنانو»، لافتا الى «تكثيف قوات النظام طلعاتها الجوية وقصفها» في الساعات الاخيرة.

وتترافق المعارك مع قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام على مناطق الاشتباك واحياء عدة في شرق المدينة.

واحصى «المرصد» مقتل 18 مدنيا على الاقل في الاحياء الشرقية السبت جراء القصف والغارات، فيما قتل اربعة مدنيين على الاقل واصيب العشرات بجروح جراء قذائف كثيفة اطلقتها الفصائل على غرب حلب.

وحسب عبد الرحمن، «تبعد اقرب مواقع قوات النظام على اطراف حي الصاخور عن مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديدا على اطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف».

ويجمع محللون على ان معركة حلب اشبه بـ«معركة تحديد مصير»، ومن شأن نتائجها ان تحسم مسار الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات والتي اوقعت اكثر من 300 ألف قتيل.