أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال مؤتمر صحفي عقد بمتحف البحرين الوطني اليوم ، عن كشف تاريخي هام يعود إلى أكثر من 3700 سنة - أي الى العام 1700 قبل الميلاد تقريبا ، من خلال اكتشاف أسماء ملِكَين من ملوك دلمون ممن حكموا أثناء العصر البرونزي فضلاً عن تحديد مدفنيهما الملكيّين في المدافن الملكية بقرية عالي.

وصرّحت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: "ان جهود التنقيب متواصلة طوال العام، ولكن هذه المرّة كشفت التنقيبات عن سرٍ جديد يمكن اعتباره منعطفاً مهماً في تاريخ التراث الانساني للبحرين وهو ابرز مايميز المملكة . واوضحت معاليها أ، هذا الاكتشاف جاء نتيجة لجهود امتدت لسنوات، وهذا ما جعل الهيئة تخصص عنوان العام القادم ليكون "آثارنا إن حكت"، مساهمة في دعم الاقتصاد من خلال السياحة الثقافية القائمة على التراث والآثار.
من جانبه قال سعادة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مدير إدارة المتاحف إن هيئة البحرين للثقافة والآثار تولي اهتماماً كبيراً بالبحوث والتنقيبات التاريخية والأثرية ، مؤكدا ان التنقيب بدأ بجهود منقبين بحرينيين عملوا باجتهاد كبير، وهو ما يعكس اهتمام الهيئة بجهود الفرد البحريني وإسهاماته في العمل الأثري.

كما قال الدكتور سيفن لارسن خبير الآثار من فريق التحقيقات المشترك بين متحف البحرين ومتحف مويسغارد بالدنمارك إن فريقا من علماء الآثار البحرينيين اكتشف عام 2012 عدداً من شظايا أوعية حجرية في إحدى المدافن الملكية في عالي. وكانت هذه الأوعية في الأصل قد وضِعت في مدفن ملك دلموني من العصر البرونزي|، وتبينت لفريق الباحثين مدى أهمية هذا الاكتشاف عندما أظهرت التحاليل التي أجريت على هذه الشظايا أن أربعة من تلك الأوعية تحمل نقوشاً مسمارية مكتوبة باللغة الأكادية القديمة، ثلاثة منها تذكر اسم الملك الذي كان يرقد في المدفن، وهو الملك الدلموني "ياغلي-إيل" والذي
يدل اسمه على أنه كان ينتمي للعموريين - أو الأموريين. كما عُثر على كميات كبيرة من أوعية الفخار والحجر الصابوني من عصر دلمون المبكرة، ويعود تاريخها إلى الفترة التي تم فيها دفن الملك.

وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في كونه يثبت وجود صلة بين السلالة الملكية المدفونة في عالي والممالك العظيمة في بلاد ما بين النهرين التي حكمها العموريون أثناء تلك الحقبة الزمنية.