اعتبرت أوساط عسكرية إسرائيلية إقرار الحكومة الأمنية المصغرة طلبَ المؤسسة الأمنية إتمامَ صفقة شراء 17 مقاتلة/ قاذفة أمريكية من طراز "إف - 35 الثالثة"، المعروفة بـ"الشبح"، "قفزةً نوعية في قدرات سلاح الطيران الإسرائيلي".

وأشار مراقبون، نقلاً عن "الحياة" اللندنية، الثلاثاء، إلى أن الطائرات الجديدة ستكون بمثابة "رأس الحربة لسلاح الجو، الذي يُعتبر الذراع الاستراتيجية لإسرائيل بالشرق الأوسط"، لافتين إلى أن "الحكومة إذ تُبرم صفقة ضخمة كهذه، فإن عينيها تبقيان نحو إيران التي باتت تعتبرها التهديد العسكري الأبرز لها".

ومن المتوقع أن تتسلم إسرائيل أول طائرتين من هذا النوع بعد أسبوعين، على أن تصل 7 طائرات أخرى السنة المقبلة وستّ أخرى سنوياً حتى 2021، ليصل إجمالي العدد إلى 50 طائرة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرت قبل ستة أعوام شراء 19 طائرة من هذا الطراز بقيمة 2.7 بليون دولار، وقبل عامين أُقرت الصفقة الثانية بشراء 14 أخرى، وليس 31 كما كان مقرراً، في أعقاب معارضة عدد من الوزراء، في مقدمتهم وزير الاستخبارات في حينه يوفال شتاينتس، بداعي أن سعر الطائرة باهظ ومبالَغ فيه (نحو 150 مليون دولار تشمل الإضافات التي يطلبها سلاح الطيران الإسرائيلي).

وقال شتاينتس: "لا ينبغي للحكومة أن تكون ختماً مطاطياً بيد المنظومة الأمنية"، في حين لفت وزراء وعسكريون سابقون إلى أن الطائرة الجديدة تواجه مشكلات تقنية كثيرة، وأنه ليس مثبتاً أن قدراتها القتالية غير محدودة.

ويتم تمويل الصفقة كلها من الدعم العسكري السنوي الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وبلغ في السنوات الأخيرة 3.1 بلايين دولار، وتم رفعه إلى 3.8 بلايين دولار سنوياً ابتداءً من 2018 ولعشر سنوات.

وينص اتفاق الدعم على صرف 75% من هذه المبالغ على شراء عتاد عسكري من الصناعات العسكرية الأمريكية.

ويعتزم سلاح الطيران إنشاء سرب خاص هو الثالث لهذا الطراز من الطائرات التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن" والقادرة على التحليق والهبوط عمودياً "وتتميز قدراتها الأساسية بالتحليق في أعماق أراضي العدو من دون قدرة أجهزة الرادار في تلك الأراضي على رصدها"، كما أنها قادرة على حمل 16 طناً من القنابل والصواريخ والوقود.

وطبقاً لطلب سلاح الطيران، تمت إضافة منظومات تسليح وقتال إلكتروني خاصة طورتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية.

وتم تعيين قائد جديد لسرب الطائرات الجديدة وخمسة طيارين تلقوا التدريبات في الولايات المتحدة.

وكان رئيس هيئة سلاح الطيران، اللواء طال لكمان، قال الصيف الماضي، في احتفال التعرف إلى الطائرة الجديدة بولاية تكساس، إن الحصول على هذا النوع من الطائرات "يعني الحصول على الماكينة الحربية الأفضل والأكثر تطوراً في العالم"، مضيفاً أنها "قفزة نوعية في قدرات سلاح الجو والجيش ودولة إسرائيل، وستشكل منعطفاً في توازن القوى في الشرق الأوسط، وهذا أكثر ما نحتاج إليه".

وتفاخر وزير الجيش، أفيغدور ليبرمان، بأن إسرائيل هي الأولى في العالم التي تحصل على هذا النوع الأكثر تطوراً من الطائرات "لتحافظ على تفوقها الجوي"، مضيفاً أنه "من الواضح لنا ولجيراننا، أن هذه الطائرات تشكل ردعاً وتعزز قدراتنا العملانية لزمن طويل".