قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط إن إيران مطالبة بتعديل مناهجها التوسعية واستمرارها في التحدث عن السيطرة على القرار العربي في أربع عواصم ورغبتها بالامتداد من الخليج العربي وعبر الدول العربية الى شاطئ البحر الابيض المتوسط في سوريا.


وذكر أبو الغيط ان الحوار مع الايرانيين لا يمكن ان ينطلق قبل ان تقوم إيران بتغيير سلوكها وتصرفاتها العدائية تجاه المنطقة، من اجل فتح قنوات للتواصل والتفاهم.

وأوضح أبوالغيط خلال مشاركته اليوم الأحد في الجلسة الختامية لـ"حوار المنامة" التي حملت عنوان "نحو هندسة معمارية أمنية إقليمية جديدة"، أن لحظة التفاوض لوضع اقليمي جديد لم تحدث بعد، وان الأمر يحتاج وقتا أطول ومن المهم الانهماك بمناقشة المبادئ الرئيسة لأي ترتيبات مستقبلية واستمرار العصف الذهني حول الافكار التي تتخيل صورة المستقبل والتعامل معها بقدر من الخيال والتحرر.

وأكد أبوالغيط أن الاقليم محوره الدول العربية نظرا لما تملكه من مساحة اكبر من حيث الاراضي والموارد والسكان، محددا خمسة مبادئ لهندسة أمن اقليمي جديد أولها احترام سيادة الدول وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، وثانيها تشكيل الحدود والكيانات السياسية، وثالثها المركزية، ورابعها إيجاد تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الاسرائيلي لإيجاد استقرار اقليمي، وخامسها بلورة موقف دولي موحد ضد امتلاك دول الاقليم لأسلحة دمار شامل وبالأخص ايران واسرائيل.

وبين أبو الغيط ان هناك قوى اقليمية ماتزال تعتبر نفسها حامية لطوائف تعيش في دول اخرى، لتكون الطائفة هي الاساس والمنطلق، كما هو الحال بتنصيب ايران نفسها كحامية للطائفة الشيعية كممارسة تعود للقرون الوسطى وخلق حروب لا تنتهي.

واعتبر ابوالغيط استقرار مبدأ السيادة المدخل الاول لأي نظام امني جديد في المنطقة، وان تكون مقرونة بكل معاني الحكم الرشيد ودولة القانون والعدالة وسياسة تؤمن بعدم تهميش اي فئة او جماعة ولا يكون هشا او وقتيا.

ولفت ابو الغيط الى انه ليس هناك ما يضمن وجود بدائل لاتفاقية "سايكس بيكو" الاستعمارية، منوها الى ان حدوث تفتيت اوسع يفضي الى تنامي الاحتراب والتشاحن.

ورأى ابو الغيط ان الصراع العربي الاسرائيلي سيظل حجة للجماعات الراديكالية والمتطرفة في تخريب المنظومة الاقليمية ولن يكون ممكن التعامل مع اسرائيل كجزء فيه، كما يتعين على الدول كـ"إسرائيل وايران" الالتزام بمبدأ حظر انتشار الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية.

وأكد ابو الغيط ان العالم العربي يمر بظروف اقتصادية بالغة الصعوبة ويحتاج عشرات المليارات من الدولارات كما يحتاج إلى خطة مارشال يساهم به المجتمع الدولي كله.

وألمح ابو الغيط الى ان الجامعة العربية تم استبعادها في غالبية القضايا الاقليمية، منوها الى انه سيسعى كأمين عام جديد الى بناء قنوات تواصل وتفعيل دورها في كافة القضايا الاقليمية التي تخدم العالم العربي.

وبين ابو الغيط ان اللاعب الاهم بالمنطقة وهي امريكا، تمر بمرحلة تحولات جذرية بانتخاب رئيس جديد سيحدث تغييرات كبيرة بالتوجهات الامريكية والاتفاق النووي، لافتا الى ان الادارة الامريكية الجديدة ستحتاج سنة او اكثر لتحديد توجهها ومعرفة مسارها.

ولفت ابو الغيط الى ان الاسرائيليين يعيشون هذه الايام أشبه بشهر عسل بسبب دمار سوريا والعراق وليبيا ومصاعب الدول العربية الاخرى والتركيز على ايران كعدو رئيسي، مما يجعل فكرة اقامة الدولتين تتلاشى مع تعنت الجانب الاسرائيلي وانقسام العالم العربي.

بدوره، أكد مستشار رئيس وزراء باكستان للشؤون الخارجية، سارتاج عزيز ضرورة وضع أطر امنية اقليمية تعكس الرغبة لوضع آلية تقدم بدائل وانهاء النزاعات دون استخدام العنف، بحيث يتحقق أمن شامل يغطي كل الظروف الانسانية والاجتماعية وليس فقط مجموع المعدات العسكرية.

وقال عزيز ان منطقة الشرق الاوسط بفضل مصادرها في الطاقة وسكانها لديها امكانية كبيرة للنمو والازدهار العالمي، وان تكون نموذجا يحتذى للمزيد من الدول النامية.

وابدى استعداد باكستان الدائم للتعاون مع شركائها لدعم جهود الاستقرار وهندسة نظام امني شامل، مدعوما بتوافقات من جميع الاطراف تخدم الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.

واستعرض عزيز تجربة باكستان في مكافحة الارهاب والتطرف من خلال عملياتها العسكرية متعددة الاطراف والتي فقدت بها 3000 عسكري و50 ألف مدني، وبناء بنية تحتية استخباراتية منسقة، اضافة الى الدعم السياسي القوي من كافة الاطراف المعنية.

وأكد عزيز أن لدى باكستان علاقات جيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وقال ان المنطقة تشكل ربع التجارة الخارجية لبلاده، ونصف مغتربيها يعملون في الخليج، كما ان ثلاثة أرباع التحويلات المالية تأتي من الخليج.