طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بتعريب المصطلحات العلمية لتصبح اللغة العربية لغة "علم" كما هي لغة فن وجمال، محذرا من خطورة تأثير طوفان اللغات الأجنبية على لغة "الضاد"، والذي ألحق ضررا بالغا على الأبناء وأدى لتراجع لغتهم الأم.

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط أمام افتتاح أعمال المنتدى العربي الثاني حول "النهوض باللغة العربية" الذي انطلقت أعماله اليوم بمقر الجامعة العربية تحت شعار "لغتنا هويتنا"، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وبحضور ممثلي البرلمان العربي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الكسو" والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "ايسيسكو" ورابطة الجامعات الإسلامية.
ودعا أبو الغيط إلى تكثيف الجهود من أجل إعادة إحياء اللغة العربية لاستيعاب مستجدات العصر والتعامل مع المتغيرات الراهنة.
وأكد أبو الغيط أن النهوض باللغة العربية يعد أحد أبرز الموضوعات التي ينصب عليها عمل الجامعة العربية منذ نشأتها، لكون الجامعة تعبر عن رابطة ثقافية قبل أن تعبر عن قواسم جغرافية وبالتالي فان الرابط اللساني للعرب كان هو الرابط الأساسي لهم، ولذلك تضع الجامعة العربية مسألة النهوض باللغة العربية نصب أعينها.
وأوضح أن تنظيم هذا المنتدى تحت شعار "لغتنا هويتنا" يأتي عرفانا بالجميل للغة العربية التي حملت التراث العربي عبر سنوات لأمة حاضرها موصول بماضيها مما أضفى عمقا ورصانة للتراث والحضارة العربية عبر التاريخ.
وانتقد أبو الغيط في الوقت ذاته العجز العربي في الحفاظ على اللغة العربية وهي القاسم المشترك للدول العربية، مشددا على أن استنهاض اللغة هو الخطوة الأولى في أي مشروع نهضوي.
وقال إننا نحن العرب وقعنا في غرام لغتنا فهي تاج ثقافتنا وعنوان هويتنا، منبها إلى أن اللغة العربية تواجه تحديات هائلة منها العولمة كما زاد من التحديات، النظام التعليمي الذي يركز على تعليم اللغات الأجنبية، مشيرا إلى أن الأسرة العربية لها العذر تبحث عن سبل توفير العمل لأبنائها أما الدول فليس لها عذرا في ذلك.
وأكد أبو الغيط بضرورة العمل على إحياء اللغة العربية كمدخل رئيسي لتجديد الثقافة وإلحاقها بالعصر دون أن تفقد رونقها، منوها في هذا الإطار بقرار مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دمشق 2008 بالموافقة على مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة ، والذي اعتمدته قمة الدوحة في 2009 .
ويناقش المنتدى على مدى يومين عددا من الموضوعات منها : إعداد استراتيجية عربية للنهوض باللغة العربية- اختبار كفاءة اللغة العربية لمنح شهادة على غرار شهادة "تويفل".
ويقام على هامش أعمال المنتدى معرضان لفن الخط العربي، الأول مقدم من معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والثاني من الجمعية المصرية للخط العربي.