عواصم - (وكالات): استقبلت تركيا العام الجديد بمجزرة إرهابية دموية راح ضحيتها 39 قتيلاً بينهم 15 أجنبياً، و65 جريحاً عندما زرع مهاجم مسلح الرعب بإطلاق النار داخل ملهى رينا الليلي الواقع على الضفة الأوروبية من مضيق البوسفور في إسطنبول، خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية، حيث قام بعض رواد الملهى بإلقاء أنفسهم في المياه الباردة للبوسفور هرباً من الرصاص، فيما تواصل السلطات عمليات البحث عن الجاني، بينما أدانت دول عربية وغربية الاعتداء الإرهابي.
وفي وقت لاحق، كشفت السلطات التركية عن هوية منفذ الهجوم الإرهابي، مشيرة إلى أنه من «كتائب تركستان»، وهي مجموعة من دول آسيا الوسطى التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي، بحسب وسائل إعلام محلية. وأضافت وسائل الإعلام أن منفذ الهجوم ينتمى إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وقد انطلق من منطقة زيتينبورنو في إسطنبول بسيارة تاكسي مباشرة إلى منطقة أورتاكوي، حيث هاجم الملهى الليلي برشاش من نوع كلاشينكوف، بينما لا تزال عمليات البحث عنه مستمرة.
ويضاف الهجوم الإرهابي الأخير إلى سلسلة أخرى طويلة ضربت تركيا خلال عام 2016، ونسبت إلى تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي أو إلى الانفصاليين الأكراد. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الاعتداء استهدف «ضرب معنويات الشعب وزرع الفوضى». ووصف رئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم بـ «غير الصحيحة» المعلومات التي أفادت في وقت سابق أن المهاجم كان يرتدي زي بابا نويل، مضيفاً أنه «استفاد من الفوضى للهرب» تاركاً سلاحه في مكان الحادث. وظهر المسلح حسب صور كاميرات المراقبة في المكان، وهو يرتدي زياً عادياً لكنه اعتمر قبعة بابا نويل. وقال وزير الداخلية التركي سليمان سويلو «إن البحث عن الإرهابي لا يزال متواصلاً وآمل أن يتم القبض عليه سريعاً».
وأفادت آخر حصيلة للسلطات أن 39 شخصاً قتلوا بينهم 15 أجنبياً، في حين جرح 65 في الاعتداء الذي لم يتم تبني مسؤوليته حتى الآن. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن فرنسية من أصل تونسي بين القتلى. كما أعلنت بلجيكا أن بلجيكية من أصل تركي قتلت في الاعتداء. وأعلن الأردن أن 3 مواطنين قتلوا، في حين أكدت تونس مقتل تونسيين اثنين في الاعتداء. وأعلنت الرياض وجود ضحايا سعوديين. وأفاد مصدر مسؤول في إسطنبول بمقتل 5 سعوديين وإصابة نحو 10 في الاعتداء الإرهابي. كما أكدت إسرائيل مقتل فلسطينية من «عرب 48» وإصابة صديقة لها. أفادت مصادر أمام الملهى الليلي بأن بعض المارة كانوا يضعون زهوراً في المكان تكريماً للضحايا، في حين أشعل آخرون الشموع، وسط انتشار عشرات من عناصر الشرطة المسلحين بالرشاشات. وبعد أن قتل شرطياً ومدنياً كانا أمام مدخل الملهى الليلي، اقتحم المهاجم المكان الساعة الواحدة فجر أمس حيث كان بين 700 و800 شخص يحتفلون بالسنة الجديدة. وقال السائح الإيطالي مكسيميليان إنه كان يقف في طابور بانتظار دوره للدخول عندما باشر المهاجم إطلاق النار. وأضاف «جئنا للاحتفال، ووجدنا أنفسنا أمام ليلة من الرعب». كما قال سيفا بويداس لاعب كرة القدم المحترف الذي كان داخل الملهى، واصفاً حالة الذعر، «كان التدافع كبيراً، والهاربون يدهسون من يقع أرضاً». ووزعت على مواقع التواصل الاجتماعي شرائط فيديو من كاميرات مراقبة تكشف صور شخص يقتحم مدخل الملهى وهو يطلق النار زارعاً الرعب بين المتجمعين. ومنعت السلطات بث صور الهجوم. وأثار الاعتداء موجة من ردود الفعل المستنكرة في العالم، كان أبرزها من واشنطن وموسكو وباريس وبرلين والفاتيكان. وسبق أن تعرضت تركيا في السابق لاعتداءات عدة في أنقرة وإسطنبول بشكل خاص.
ففي إسطنبول وقبل نحو 3 أسابيع تبنى فصيل كردي تركي اعتداء أوقع 45 قتيلاً غالبيتهم من عناصر الشرطة. وتشارك تركيا في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة «داعش» في سوريا والعراق. وشنت هجوماً واسعاً شمال سوريا في أغسطس الماضي على مواقع التنظيم المتطرف. ورداً على الموقف التركي دعا تنظيم الدولة «داعش» مراراً إلى ضرب المصالح التركية. وأمام الاعتداء الأخير قال رئيس الحكومة التركية «لن نخضع للإرهاب».