عواصم - (العربية نت، وكالات): عادت الاتهامات المتبادلة والحرب الكلامية بين تنظيم «القاعدة» وتنظيم الدولة «داعش» الإرهابيين والتي حملت هذه المرة الطعن ببعضهما، وكشفت خلفيات كل طرف إضافة إلى التناقض الكبير بين أهدافهما وحقيقة أفعالهما الإرهابية على الأرض.
ويتجدد الصراع بين تنظيمي «القاعدة» و»داعش» المتطرفين على شكل اتهامات متبادلة بين زعيميهما وهي الاتهامات التي كشفت خفايا كل منهما. فأيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة» شن هجوماً على من وصفهم بكذابي إبراهيم البدري الملقب بـ»أبوبكر البغدادي» زعيم تنظيم «داعش» متهماً إياهم بالافتراء والكذب وأنهم قدوة لمتقاعدي ضباط جيش صدام واستخباراته، كاشفاً عن رسالة سابقة طالبهم فيها بعدم استهداف الأماكن العامة والمساجد والحسينيات والتركيز على قوات الجيش والأمن والشرطة.
واتهم تنظيم «داعش» بدوره عناصر «القاعدة» بأنهم يلهثون خلف الأكثرية ويقومون بتمجيد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي معتبرين أنه بطل من أبطالهم وأنهم يبحثون عن الشراكة في الحكم.
وتظهر الرسائل حجم التناقض بين ما يقوم به التنظيمان على الأرض فبينما شدد الظواهري على ضرورة «الامتناع عن إيذاء المسلمين وكل من تحرم الشريعة العدوان عليهم بتفجير أو قتل أو خطف أو إتلاف مال أو ممتلكات»، وتناسى حجم دماء الأبرياء العرب والمسلمين في عمليات القاعدة على مدار السنوات الماضية.
كذلك زعيم تنظيم «داعش» الذي يدعي استهداف طائفة بعينها ويدعي أن عينه على القدس المحتلة وهو ينسى أن أغلب ضحايا تنظيم «داعش» هم من المسلمين والعرب في سوريا والعراق، إضافة لعملياتهم في الخارج ضد المدنيين وآخرها إسطنبول وعمان وقبلها السعودية والكويت ومصر وغيرها من دول العالم.
وعلق مراقبون على الاتهامات المتبادلة بين الظواهري والبدري بأنها نشر غسيل لخفايا وأسرار نشأة التنظيمين المتطرفين في رحلة عودتهما للصفر.
واتهم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في رسالة صوتية بثت على الإنترنت زعيم تنظيم الدولة «داعش» أبو بكر البغدادي بـ «الكذب» و»الافتراء» على القاعدة لتشويه صورتها وعملها القتالي، مؤكداً أن الأولوية في الجهاد يجب أن تكون لضرب أمريكا.
وقال الظواهري في رسالته وعنوانها «رسالتنا لأمتنا: لغير الله لن نركع» إنه «قامت على المجاهدين -ومنهم جماعة قاعدة الجهاد- حملة تشويه وتخويف وتنفير، وكان ممن شارك في الحملة للأسف كذابو إبراهيم البدري «أبو بكر البغدادي»».
وأضاف أن «من يكذب علينا زعم أننا لا نكفر بالطاغوت، ونلهث خلف الأكثرية، ونمدح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، ونصفه بأنه أمل الأمة وبطل من أبطالها (...)».
ووجه زعيم القاعدة «دعوة إلى مجاهدي أمتنا لأن يجعلوا الجهاد ضد أمريكا وحلفائها أولويتهم المقدمة ما استطاعوا لذلك سبيلاً». وأكد أن تنظيمه يدعو إلى «إحياء فريضة الجهاد بين الأمة المسلمة (....)».
كما شدد على ضرورة «الامتناع عن إيذاء المسلمين وكل من تحرم الشريعة العدوان عليهم بتفجير أو قتل أو خطف أو إتلاف مال أو ممتلكات»، في تجاهل واضح لجرائم التنظيم المتطرف في دول عربية وغربية.
ومنذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عملية للقوات الخاصة الأمريكية في باكستان في 2011، وجد تنظيم القاعدة نفسه مضطراً للتأقلم مع غياب زعيمه وصعود نجم تنظيم الدولة الذي بات يتصدر التهديد المتطرف في العالم.
وفي حين اقتصر نشاط تنظيم القاعدة خلال الأعوام الماضية على هجمات دولية محدودة وتعزيز نفوذه في بعض أرجاء اليمن وسوريا، حقق غريمه مكاسب ميدانية واسعة وتبنى هجمات دامية في دول عدة. وشكلت هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن المحطة الأبرز في مسار القاعدة، إلا أن التنظيم بدأ بالتراجع بعد قتل بن لادن على يد قوات أمريكية خاصة في باكستان في 2 مايو 2011. ويزداد أفول نجم التنظيم مع الصعود التدريجي الثابت لـ «داعش» الذي أقام ما يسمى بـ «دولة الخلافة» في مناطق سيطرته بسوريا والعراق في يونيو 2014، ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي «أميراً للمؤمنين».
من جانبه، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الرسالة الصوتية التي تم بثها للظواهري تعكس تعطش وتسابق التنظيمين الإرهابيين لمزيد من إراقة وسفك الدماء في إطار سعيهما الدؤوب لنشر الدمار والخراب في كل مكان بالعالم وصراعهما على نسبة العمليات الإجرامية لكل منهما. ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة كافة دول العالم إلى وحدة الصف وتفعيل دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بضرورة التعاون والتكاتف التام على مستوى العالم لاستئصال جذور الإرهاب والعنف، وأنه لا سبيل أمام العالم لمواجهة هذه التنظيمات الدامية إلا من خلال وحدة الصف.
وحذر المرصد من سعى كلا التنظيمين الإرهابيين لتنفيذ عمليات إجرامية وإرهابية جديدة، ليثبت للآخر جدارته برفع «راية القتال»، في إطار سباقهما الشديد لإراقة وسفك المزيد من دماء الأبرياء في مختلف دول العالم.