كتب - هشام الشيخ:
دعا رئيس هيئة شؤون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين المؤسسات والهيئات الصحافية الخليجية بما يواكب تطلعات قيادات وشعوب دول «التعاون» للإسراع في الاتحاد الخليجي باعتباره الهدف الأسمى لمجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه، مؤكداً أهمية دور الصحافة في إبراز المنجزات التنموية والحضارية الخليجية، في مواجهة حملات التشويه التي تثار في بعض وسائل الإعلام الأجنبية.
وأكد الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، خلال افتتاحه المؤتمر العام الثالث لاتحاد الصحافة الخليجية صباح أمس، أن الاتحاد يمثل نواة حقيقية لمواصلة مسيرة التكامل الإعلامي الخليجي وتفعيل استراتيجية العمل الإعلامي المشترك لدول مجلس التعاون للسنوات من 2010 - 2020، مشيراً إلى أهمية الاجتماع خصوصا أنه يأتي عقب تأكيد القمة التشاورية الأخيرة لقادة دول الخليج في الرياض على أهمية الانتقال إلى الاتحاد الخليجي، وتزامناً مع اختيار المنامة عاصمة للصحافة العربية لعام 2012.
وحضر حفل الافتتاح مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل الحمر، وقرابة 40 من رؤساء تحرير الصحف الخليجية، وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين والصحافيين والإعلاميين، وشهد الحفل الإعلان عن منح أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان جائزة كوغر للشخصية الإعلامية الخليجية لعام 2012. كما رافق الحفل إقامة معرض لمؤسسي ورواد الصحافة في البحرين والسعودية.
وأكد التزام مملكة البحرين بجميع أنشطة اتحاد الصحافة الخليجية منذ إنشائه قبل 7 سنوات ومساندته في تحقيق أهدافه على صعيد الارتقاء بالصحافة مهنياً وتعزيز الحريات الإعلامية وتبادل الخبرات والمعلومات وتقديم الدورات التدريبية ودعم المؤسسات الصحافية للتغلب على الصعوبات المالية والتقنية.
وثمّّن «المواقف المشرفة للاتحاد ورؤساء تحرير الصحف الخليجية والصحافيين والإعلاميين ودعمهم المطلق لأمن واستقرار مملكة البحرين خلال أحداث العام الماضي، ودعم مسيرة الإصلاح ودعم حرية الرأي والتعبير من قبل القيادة الحكيمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد»، إضافة إلى «تناولهم الراقي للقضايا العربية والدولية بموضوعية ومسؤولية».
إيجابيات تحقيق الاتحاد الخليجي
من جانبه، أكد رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي السديري ضرورة توجه الصحافة الخليجية العمل للاهتمام بإيجابيات تحقيق الاتحاد الخليجي باعتباره القضية الأولى. مشيراً إلى أن الاتحاد لا يعني السيطرة السياسية أو الاقتصادية لفئة، إنما اجتماع الوجود الخليجي في إطار من الوحدة تحتفظ كل دولة فيه بوجودها وخصوصيتها، وتتجنب المآسي التي يعانيها العالم العربي.
وأشاد بما قدمته مملكة البحرين من توفير كثير من عوامل النجاح لاتحاد الصحافة الخليجية منذ تشكيله، مشيراً إلى أن الاتحاد لم يكن ليستمر في منجزاته لولا رعاية المملكة لمسيرته.
وقال: إن الاتحاد يعد أكثر تميزا في تحقيق الإيجابيات المطلوبة، مقارنة بسواه من الاتحادات والنقابات في العالم العربي.
وأكد أهمية فكرة الاتحاد الخليجي يجب أن تحتل مقدمة اهتمام الصحافة الخليجية، نظراً لأن الفكرة تتوفر لها كل الوسائل الموضوعية.
وأشار إلى أن تغيراً كبيراً شهدته الصحافة الخليجية خلال 40 عاماً الأخيرة حيث كانت فردية وثقافية وكانت القصيدة تنشر على الصفحة الأولى، موضحاً أن أوضاع المجتمعات العربية تغيرت وأصبحت الصحافة قوة بارزة.
وقال: إن الصحافة يجب أن تعمل على إيجاد الإيجابيات وألا تكون وسيلة تستغل ضد فئة أو أخرى في المجتمع، مشيرا إلى أن هذا هو ما أشعل الفتن في بعض الدول العربية.
وأوضح أن دول الخليج وظروف حكوماتها تختلف عن سائر الدول العربية ، وقال: إن لم يسجل على أية دولة خليجية اللجوء للعنف.
وأكد ضرورة إيجاد صحافة خليجية قريبة في وجهات النظر لخدمة المجتمع الخليجي بكامله ليكون قدوة للمجتمع العربي ككل.
وأضاف أن دولا مثل الصين والهند لم تترك الأمور لشعارات الديمقراطية، وإنما طرحت مبادئ للتطوير وأصبحت تنافس الولايات المتحدة الأمريكية في مجالات اقتصادية ، مضيفاً: لماذا لا نفعل نحن ذلك في دولنا العربية أو الخليجية ونكون في هذا المستوى من الإيجابية خصوصاً مع وجود التفاهم والتعاون المشترك والتقارب الجغرافي وترحيب فئات المجتمع الخليجي بالاتحاد.
وأكد أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان وقوف اتحاد الصحافة الخليجي خلف البحرين قيادة وحكومة وشعبا لكل ما يضمن أمنها وعروبتها وانتمائها الإسلامي واستقلالها محاطة بمحبة ورعاية إخوتها في دول مجلس التعاون، مشيداً بالدعم الذي تلقاه الاتحاد من جانب مملكة البحرين منذ نشأة الاتحاد في 2005 والمساندة من جانب هيئة شؤون الإعلام.
وأضاف أن على الإعلام الخليجي أن يشكل هوية واضحة ينطلق منها ، تعتمد الجيل المؤسس للإعلام الخليجي إساساً ملهما في الخطاب الإعلامي مع الغرب.
وأكد أهمية اجتماع الاتحاد في مملكة البحرين بعد تأجيل اجتماع العام الماضي بسبب الأحداث التي شهدته المملكة وبعض الدول العربية، مشيراً إلى أن الاتحاد يعاود نشاطه أملاً في عطاء أكبر مستقبلاً، وقد أتم عددا من الأنشطة أخيرا أهمها إقامة ثلاث دورات تدريبية في كل من دبي ومسقط والرياض، والاحتفال برواد الصحافة السعودية خلال الفترة 1905م -1963م، وذلك في يناير الماضي.
وأكد عزم الاتحاد استعادة مزاولة أنشطته بشكل كامل، والعمل على إقامة الدورات وتكريم رواد ومؤسسي العمل الصحافي الخليجي في الدول التي لم يكرموا فيها بعد، وتنفذ القرارات التي اتخذت ولم يتم تنفيذها بعد، إضافة إلى ما سيصدر عن الاجتماع الحالي من قرارات أبرزها إقامة ملتقى للصحافيات الخليجيات، وإنشاء جائزة سنوية باسم الاتحاد.
الدفاع الشعبي
والإعلامي عن عروبة البحرين
من جانبه، تعهد رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية «كوغر» د. طارق الشمري، أن تبقى منظمات المجلس السيف الذي يواجه كل من يحاول التعدي على القيم الخليجية، وأن تكون اليد التي تصافح كل من يريد التعاون والسلام، ودعم الحكومات الخليجية في الارتقاء بالإنسان الخليجي.
واستعرض بعض أعمال التي أنجزتها الجمعية الخليجية للصحافة وحرية الإعلام، تدشين حملة كوغر لعروبة البحرين لتحريك الشعور العربي والقومي لدى المواطن العربي بضرورة الدفاع شعبيا وإعلامياً عن عروبة البحرين، وتصدي الجمعية لبعض القنوات الطائفية خصوصا قناة العالم، حيث طالبت كوغر دول الخليج والمثقفين العرب بمنع عمل مثل هذه القنوات، وتدشين ميثاق كوغر للصحافة والإعلام الخليجي وهي خلاصة فكر الآباء المؤسسون للإعلام الخليجي، وتدشين مركز كوغر للشخصية الإعلامية الخليجية، عرفاناً لمسيرة المؤسسين.
وأوضح أن كوغر هي أول شبكة منظمات دولية ذات هوية خليجية مسجلة في بريطانيا تهدف للدفاع عن القيم الأساسية والموروث الحضاري لشعب الخليج، مشيداً بجمعية الصحافيين الكويتية على دعمها الأولي عند الانطلاقة على أرض الكويت.