مازال الهاربون من سجن جو أحراراً، يقبعون في مكان ما داخل أو خارج البحرين، كما يظن البعض، ومازالت جهود وزارة الداخلية في البحث عن الإرهابيين الهاربين حثيثة ومستمرة، ومازال الشارع البحريني متوجساً ومتخوفاً من هذا الهروب، ومازالت هناك علامة استفهام كبيرة عن الحادثة، ربما يكون الشارع البحريني بحاجة إلى توضيح أكبر حول الملابسات، حتى لا يتم تأويل الحادثة بسيناريوهات عديدة بعيدة عن الحقيقة، خصوصاً وأن الشارع البحريني لم يعد يتحمل الشائعات. للأمانة جهود وزارة الداخلية ورجال الأمن واضحة، ولا أحد ينكر مساعيهم المتواصلة من أجل حفظ الأمن والاستقرار في البلد، والسهر على راحة المواطن والمقيم والسائح، من خلال الحراسة والدوريات في الشوارع وبين الأحياء والفرجان، أبداً لن ننسى أنهم مستهدفون من قبل الإرهابيين الذين يترصدونهم ليل نهار لإزهاق أراوحهم، ونشر الشائعات عنهم، والمجتمع البحريني دائماً ينظر إلى رجال الأمن باعتبارهم جنوداً أوفياء يحبون الوطن ويحرصون على حفظ الاستقرار حتى وإن كان على حساب راحتهم وأرواحهم، والدليل شهداء الواجب الذين زهقت أرواحهم ظلماً، رحمهم الله جميعاً وأدخلهم الفردوس الأعلى. ما حدث في سجن جو وهروب الإرهابيين منه، يحدث أيضاً في كبرى سجون أمريكا وبريطانيا وتركيا وفي دول كبرى، ويهرب أيضاً مجرمون وهم تحت حراسة مشددة، وما حدث ليس إهمالاً من رجال الأمن الأوفياء في سجن جو وإنما فرصة سنحت للإرهابيين لتنفيذ خطتهم للهروب من السجن بمساعدة أفراد الخلية الإرهابية التابعة لإيران الموجودة في البحرين، مثلها مثل وحوش البرية التي تترقب اللحظة، مثل اللصوص الذي يتربصون لسرقة بنوك ومحلات ومنازل، ومثل بعض المنظمات الدولية التي تتربص وتفتش عن ثغرات لبعض الدول التي لا تنساق معها حتى ترشقها بوابل من الاتهامات مثلما حدث في العراق ودخول القوات الأمريكية بحجج وافتراءات كاذبة، فالمسألة مسألة فرصة سانحة يستغلها المجرمون لتنفيذ خططهم أياً كانت. وتنفيذ الهجوم على سجن جو كان وفق خطة مدروسة نفذت بدقة، ذلك لأنهم مجرمون وإرهابيون تدربوا على ذلك مرات عديدة، حتى فيما يتعلق بتهريب السلاح إلى داخل المملكة أيضاً، تم وفق خطة واضحة لهم، والله العالم كمية الأسلحة التي بحوزتهم رغم جهود وزارة الداخلية في إحباط عمليات حيازتهم للأسلحة وتخزينها في مستودعات متفرقة في البلاد. مازال البحث عنهم جارياً لأن هناك من يتستر عليهم وهناك من يخاف أن يبلغ عنهم، ربما يختبئون في بيوت بعض من عناصرهم الإرهابية أو في المزارع أو انهم يتنكرون بملابس النساء والعباءات السوداء، ولربما فعلوا مثلما فعل صدام حسين عندما اختبأ في سرداب تحت الأرض، ولكن اليقين بأن الشارع البحريني يؤمن بدور رجال الأمن وأنهم قادرون على القبض على الإرهابيين وإرجاعهم إلى سجونهم، وأنهم قادرون على التصدي للإرهاب، فرجال الأمن دائماً يحتاجون من الشارع البحريني إلى شركاء حقيقيين في نشر الأمن والاستقرار وألا ينساقوا وراء الشائعات والتغريدات والأخبار التي يراد بها بث الخوف والفوضى في البلاد، حفظ الله البحرين ورجال الأمن الأوفياء.