زهراء حبيب:

عجز شرطي عن تمالك نفسه أثناء الإدلاء بشهادته أمام هيئة المحكمة الكبرى الجنائية الخامسة وهو يسرد تفاصيل واقعة تفجير أبوصيبع الذي راح ضحيته زميله الشرطي، وانهمرت دموعه بكاءً وهو يشرح تفاصيل الإصابة الخطرة التي تعرض لها شهيد الواجب أدت لوفاته في مكان الحادثة.

ووقع تفجير عبوتين متفجرتين بمنطقة أبوصيبع في 28 أغسطس 2015 وأسفر عن استشهاد أحد رجال الأمن وإصابة آخرين من قوات الأمن ومدنيين حال تواجدهم بمكان الواقعة، وإحداث تلفيات ببعض سيارات رجال الأمن وبعض السيارات المدنية.



وقال الشاهد بأن شهيد الواجب أتى مسرعاً لإنقاذ شرطي آخر أصيب في الانفجار الأول وعند خروجه من الدورية انفجرت قنبلة أخرى أصابته في مقتل، إذ من قوتها فتح صدره وخرجت أمعاؤه وأعضاؤه للخارج، وفتح نصف رأسه.

وأشار بأنه كان على الواجب في الدورية المتمركزة بمكان الانفجار برفقة شرطي آخر، وفوجئا بدوي انفجار قنبلة زرعت في الرمل على الرصيف، وسقط زميله على الأرض مصاباً بإصابات متفرقة.

وسمع صوت الانفجار المجني عليه الثاني «شهيد الواجب» وهرع مسرعاً نحوهما لتقديم الإسعافات الأولية للشرطي المصاب، وعند نزوله من الدورية انفجرت القنبلة الثانية التي زرعت بالتراب أيضاً، وتعرض على إثرها لإصابة بليغة أدت إلى وفاته في موقع الحادث، ولم يتسنَ لهم إسعافه حتى بعد نقله إلى المستشفى بدورية الشرطة، وكان المجني عليه في حالة يرثى لها فنصف رأسه مفتوح وصدره فتح وخرجت أمعاؤه.

وبعد الاستماع لشهادة الشاهد قررت المحكمة الكبرى الجنائية الخامسة أمس برئاسة القاضي إبراهيم الزايد وعضوية القاضيين، محسن مبروك ومعتز أبوالعز وأمانة سر يوسف بوحردان، تأجيل 32 متهماً في القضية لجلسة 9 فبراير المقبل لاستدعاء طبيب شرعي والاستعلام عن شكوى تعذيب وما تم فيها، وأمرت باستمرار حبس المتهمين. تجدر الإشارة إلى أن النيابة العامة أسندت للمتهمين تهمة القتل العمد لموظف عام والشروع في القتل وتأسيس جماعة إرهابية والانضمام إلى تلك الجماعة وإحداث تفجير وحيازة وإحراز مواد مفرقعة وإخفاء متهمين، وإتلاف أملاك عامة مملوكة لوزارة الداخلية ومملوكة للغير والشغب والتجمهر وحيازة وإحراز عبوات قابلة للاشتعال.