عواصم - (وكالات): اتهم جيش الرئيس بشار الأسد إسرائيل بقصف قاعدة المزة العسكرية قرب دمشق، مكتفياً بتحذيرها من "تداعيات الاعتداء السافر"، في حين ردت إيران وميليشياتها على القصف الإسرائيلي بقصف المدنيين في وادي بردى بريف دمشق. ومع اقتراب موعد محادثات السلام السورية برعاية روسيا وتركيا في أستانة، لا يزال الغموض يكتنف احتمال مشاركة الولايات المتحدة فيها بعدما أعلن الكرملين أنه غير قادر على التوضيح ما إذا كانت ستوجه دعوة إلى واشنطن للمشاركة فيها، فيما كشفت وثيقة أن محققين دوليين قالوا للمرة الأولى إنهم يشتبهون في أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر مسؤولان عن استخدام أسلحة كيماوية في الحرب السورية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر عسكري قوله إنه "في محاولة يائسة لدعم التنظيمات الإرهابية، أقدم طيران العدو الإسرائيلي بعد منتصف الليل على إطلاق عدة صواريخ من شمال بحيرة طبريا "الجولان المحتل" سقطت في محيط مطار المزة ما أدى إلى نشوب حريق في المكان".

وكان التلفزيون الرسمي السوري أفاد في وقت سابق عن وقوع سلسلة انفجارات هزت مطار المزة العسكري.



وأوضحت مصادر في المكان أنه سمع دوي تلك الانفجارات، لافتة إلى تصاعد حريق كبير من داخل المطار، كان من الممكن رؤيته من العاصمة.

من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الانفجارات "تبين أنها ناجمة عن استهداف صاروخي لمستودعات ذخيرة" في مطار المزة.

وتحدثت مصادر سورية عدة في السابق عن حصول عمليات قصف إسرائيلي في سوريا منذ بداية النزاع، استهدف خصوصاً قاعدة المزة. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق.

وفي 7 ديسمبر الماضي استهدفت صواريخ أرض أرض إسرائيلية محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية.

وكانت تلك المرة الثانية خلال ثمانية أيام التي تضرب فيها إسرائيل مواقع بالقرب من دمشق من دون أن تتضح أهدافها تماماً.

في غضون ذلك، واصل جيش الأسد والميليشيات التابعة له المدعومة من إيران قصف المدنيين في وادي بردى في استمرار لانتهاك الهدنة الهشة التي أقرت برعاية روسية تركية.

وبالنسبة إلى أزمة انقطاع المياه عن العاصمة السورية، أكد محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم أنه تم التوصل إلى اتفاق يسمح للجيش بالسيطرة على المنطقة التي توجد فيها مضخات المياه، مشيراً إلى أن فرق الصيانة ستعيد إصلاحها في أسرع وقت ممكن.

سياسياً، ومع اقتراب موعد محادثات السلام السورية برعاية روسيا وتركيا في أستانة، لايزال الغموض يكتنف احتمال مشاركة الولايات المتحدة. وحدد موعد المحادثات في 23 يناير الحالي، أي بعد 3 أيام من تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض.

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أعلن بشكل مفاجئ أن روسيا وافقت على ضرورة أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشأن المستقبل السياسي لسوريا المزمع عقدها في أستانة.

وأعلنت روسيا وتركيا عن مفاوضات أستانة بعد توصلهما إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في سوريا في 30 ديسمبر الماضي. وهو أول اتفاق يتم برعاية تركية مباشرة، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار لم تصمد.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن لم تتلق دعوة رسمية لمحادثات السلام السورية التي تنظمها روسيا وتركيا في أستانة.

في سياق ذي صلة، وقعت روسيا وتركيا اتفاقاً يحدد آليات تنسيق ضرباتهما الجوية في سوريا عندما يقصف البلدان "أهدافاً إرهابية" وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

من جهة أخرى، كشفت وثيقة أن محققين دوليين قالوا للمرة الأولى إنهم يشتبهون في أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وشقيقه مسؤولان عن استخدام أسلحة كيماوية في الحرب السورية.

وكان تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد حدد فقط وحدات بالجيش ولم يذكر أسماء أي قادة عسكريين أو مسؤولين.

وقال مصدر مطلع على التحقيق إنه توجد الآن قائمة بأفراد ربط المحققون بينهم وبين سلسلة هجمات بقنابل الكلور وقعت في عامي 2014 و2015 من بينهم الأسد وشقيقه الأصغر ماهر وشخصيات أخرى رفيعة المستوى وهو ما يشير إلى أن قرار استخدام أسلحة سامة جاء من أعلى مستوى في السلطة. وتحقيق الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية -المعروف بآلية التحقيق المشتركة- تقوده لجنة من 3 خبراء مستقلين ويلقى دعماً من فريق من العاملين الفنيين والإداريين. وأمر به مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتحديد الأفراد والمنظمات المسؤولين عن هجمات كيماوية في سوريا.

من جانبه، قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا لاتزال تعتقد أنه من المستحيل أن تكون سوريا موحدة وآمنة في ظل وجود الأسد لكنها تريد التقدم "خطوة بخطوة" وانتظار نتيجة محادثات السلام في أستانة.