من أصعب الأمور على أي شخص أن يقدم على مشروع تجاري، ثم بعد فترة يتراجع عنه ويغلقه، لأنه لم يتمكن من أن يتقدم في المشروع، ومن ثم يكلفه الكثير من الديون والخسائر والالتزامات. في هذا المقال والمقال القادم سنشرح الأسس التي بناء عليها يجب أن تقرر منذ البداية هل تمضي في المشروع أم تتوقف وتتركه؟ وسيكون ذلك بناء على خلاصة معايشة واطلاع على الكثير من التجارب الناجحة والأخرى التي سقطت في الطريق ولم يستطع أصحابها الاستمرار فيها أو النهوض بها. ومن ثم هذا المقال موجه لأصحاب المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال بشكل أساس والذين يعتمد عليهم أي اقتصاد صحي ومنهم تنشأ وتنمو المشاريع المتوسطة والكبرى.

إذا قررت أن تدخل عالم الأعمال فلا تتعصب لفكره معينة تدور في رأسك، فقد لا تكون هي الأفضل. تذكر أمراً حيوياً أن الهدف الأساس من أن تكون صاحب أعمال ليس الحرية المالية وليست السيطرة على وقتك، فتصرفه كما تشاء، وليست الرغبة في أن تفعل ما تحب، وليست البطالة حيث لم تجد عملاً، فقررت أن تتوجه إلى الأعمال، وبكل تأكيد ليس حب البذخ. الهدف الأساس الذي يجب أن تعمل لأجله وتحصر تفكيرك فيه هو كيف تنمي رأسمالك مهما صغر، وكيف تعظم مواردك وما سبق سيكون تحصيل حاصل وأمر واقع لنجاحك.

وفقاً لإدارة المشاريع الصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية فإن 50 % من الأعمال الصغيرة تفشل في اجتياز الخمس سنوات الأولى لها وتسقط في الطريق، وذلك للأسباب السبعة التالية وهي، نقص الخبرة، وانخفاض رأس المال، وضعف الإدارة، وتمويل الديون، ومخاطر التغير في الأسواق وعدم التحسب لها، وعدم الالتفات لحجم وعدد الشركات المتنافسة، والمبيعات الأقل من المتوقع وفرص النمو قليلة.

ومن أهم الأمور التي لا تؤخذ في عين الاعتبار وقد تفاجئ المشاريع الصغيرة وتقضي عليها وهي في المهد، التحولات في البيئة الاقتصادية، والبسيط منها، مثل الطلب على السلع أو الخدمة أو الائتمان المتاح أو بسبب تغيرات جوهرية، مثل الانكماش في القطاع الاقتصادي المعني أو التغير في السياسات مثلما يحدث في قطاع التدريب.

لذلك يجب أن يكون أفقك واسع في طرح الأفكار وموضوعي جداً في تقييمها وأن تخضع أفكار مشاريعك للمرشحات «الفلترات» التي تمكنك منذ البداية في تجاوز كل العقبات أو أقلها تجنب مخاطر الإقدام على مشروع لن ينجح وسيحملك خسائر أنت في غنى عنها وهو ما سنتناوله في المقالات القادمة. وللحديث بقية.

* استشاري تطوير أعمار وقدرات بشرية