ولاء الشعلة:

أكد اختصاصيون وطلاب بقسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة البحرين أن إنشاء كلية إعلام مستقلة يعد نقلة نوعية في مجال الدراسة الأكاديمية الإعلامية.

وأشاروا إلى أن القرار بإنشاء الكلية يتسق تماماً مع التطور الذي يشهده العالم في مجال الإعلام، وخصوصاً مع ظهور وسائل الإعلام الجديد من مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.



وقالوا إنها خطوة طال انتظارها، فإعلام البحرين بحاجة إلى خريجين مؤهلين بشكل كبير، منوهين بأن وجود كلية مستقلة قائمة بذاتها لدراسات الإعلام أمر يعول عليه في تخريج المزيد من الإعلاميين المؤهلين.

وأوضحوا أن دراسة الإعلام في جامعة البحرين بدأت كبرنامج مبدئي في قسم الدراسات العامة في العام الجامعي 1997 إلى أن تم إنشاء قسم الإعلام والسياحة والفنون عام 1998-1999، ويطرح قسم الإعلام برامج أكاديمية على مستوى الماجستير والبكالوريوس، ويضم برنامج الإعلام مجالات عدّة منها الصحافة المكتوبة، والإعلام الرّقمي، والإذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة والإعلان، الفنون الجميلة والتصميم الجرافيكي.

من جانبه، قال نوح الجيدة طالب إعلام بجامعة البحرين إن إنشاء كلية إعلام مستقلة أمر ممتاز جداً، سينعكس الأمر إيجاباً على التخصصات، حيث سيكون هناك تركيز في الخطط الدراسية وتوفير أجواء عملية متناسبة مع التخصص بحذ ذاته.

وأضاف أن قسم الإعلام يفتقر إلى الكثير من المرفقات من أبسطها إستديو الإعلام المتواجد في مبنى تسهيلات البحرين للإعلام، الذي تم افتتاحه في سنة 2009 إلى الآن لم يتم تطويره.

وذكر أن قسم الإعلام بجامعة البحرين يعتمد اعتماداً كبيراً على المقررات النظرية، وهناك نقص في تدريس وتأهيل الطالب في التدريب العملي بنسبة كبيرة جداً، فالجامعة غير مؤهلة لتعليم الطالب عملياً.

من جهته، أكد عبدالله الحسيني طالب إعلام بجامعة البحرين أن إنشاء كلية مستقلة للإعلام من القرارات الهامة والمنتظرة التي ستثري الحياة الأكاديمية لدى الطلاب، وقد تكون هناك انعكاسات إيجابية لمثل هذه الخطوة على دراسة الإعلام من نواح عدة من ضمنها التركيز في دراسة التخصصات بشكل أكثر توسعاً.

وقالت إيمان الحسن نتمنى أن يكون هناك تعاون مع المؤسسات الإعلامية لتشجيعنا على العمل الميداني فيها لكي نتخرج مؤهلين لممارسة في سوق العمل.

وأكدت أن القرار بات جميع طلبة الإعلام في انتظار تطبيقه، لأنه قد يفتح المجال للجميع لاكتساب الخبرة بشكل أكبر، فالوسط الإعلامي ينتظر العديد من السواعد الإعلامية الوطنية المتخصصة، كما أنه سيدرك الطالب مدى أهمية التخصص ويتقن العمل الإعلامي.

بدوره، قال محمد عكسر طالب إعلام بجامعة البحرين إن قرار إنشاء كلية إعلام مستقلة سينعكس على جودة المخرجات والذي يتطلب أساساً تطوير المناهج الدراسية لتواكب أحدث المعايير النظرية والعملية للحقل الإعلامي، إضافةً إلى أنه قرار سيفتح المجال لتأسيس برنامج الدكتوراة في الإعلام وهو ما تفتقر إليه جامعة البحرين حالياً، ومع تخريج دفعات جديدة من المتخصصين، ستغطى نواقص الهيئة التدريسية التي يعاني منها قسم الإعلام اليوم.

وأكد أن القسم بحاجة إلى إستوديو متطوّر للتدريب التلفزيوني وآخر للتدريب الإذاعي، بالإضافة لتخصيص إذاعة جامعية أو نشرة إخبارية جامعية تبث يومياً في مرافق الجامعة، كما أن هنالك حاجة لإعادة إحياء مجلة الجامعة وتأسيس صحيفة لجامعة البحرين حتى وإن كانت إلكترونية، على أن يعمل عليها طلبة الإعلام، وهذا ما سيؤسس مخرجات ذات تدريب عملي عالي المستوى.

وفي السياق نفسه، أوضحت مريم فقيهي معدة ومقدمة برامج في إذاعة البحرين أن إنشاء كلية للإعلام من شأنه أن يوجد تخصصات فرعية أخرى في مجال الإعلام، وتتم الدراسة فيها بتعمق أكثر لعديد من فروع الإعلام التي نحتاج فعلياً إليها، لأنه وفي الوقت الحالي التخصصات الفرعية الموجودة بقسم الإعلام في جامعة البحرين تمثل محيط مستقل، كما وجود كلية إعلام مستقل قد يجعل الدراسة عميقة بشكل أكبر، وسيتم استقطاب خبرات أكاديمية لأنه من المؤكد ميزانية الكلية قد تختلف عن ميزانية قسم، النتيجة النهائية سيكون هناك تأثير ملحوظ في المخرجات الإعلامية سواء في الإعلام التقليدي أو الإعلام الجديد.

ولفتت إلى أن إنشاء كلية إعلام مستقلة قرار قد نكون تأخرنا فيه، فالإعلام بات يستحوذ على حياتنا كأفراد، ليس مثل ما هو في السابق مهنة ممارستها تقتصر على فئة معينة من الناس بل بفضل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أثرت على الأفراد بأن يكون كل فرد أعلامياً بطريقته الخاصة ويمارس مهنة الإعلام، لذلك يجب تأهيل فئة أكبر أكاديمياً ليس فقط لممارسة الإعلام بشكل محترف بل لنشر الوعي بأخلاقيات الممارسة الإعلامية وطريقة ممارسة الإعلام بطريقة صحيحة.