إن كنا شعباً مسالماً ومتسامحاً فهذا لا يعني أبداً أننا شعباً ضعيفاً كما يعتقد الجهلة ممن يدعون حرية الفكر.

وفي المقابل، لا أحد يعتقد أن كاميرات وأبواق المرتزقة يسطع نورها ويسرح صداها في زعزعة الأمان النفسي عند المواطنين الشرفاء ونشر مشاهد منافية للحقيقة ومغالطة للواقع خارج حدود الوطن. فمن يناصر الحق سوف يقف معه يسانده مهما طال الزمان وبعدت المسافات.

مؤخراً قرأت مقالاً يحمل العنوان التالي ''البحرين.. أنتم على الحق فلا تأخذكم لومة لائم». أرسله لي من العاصمة الألمانية برلين الأخ العزيز الأستاذ المعطاء قحطان جاسم والذي كان مصراً على أن يعلمني كيف يفكر أهل الحق من خارج مملكة البحرين بما يدور حول الشأن الداخلي والسياسي على وجه التحديد. فالمقال كتبه «الدكتور العراقي نزار السامرائي» الناقد السياسي والرجل الإعلامي المحنك الذي له باع طويل في القانون والإعلام والثقافة. عند ضعاف الذمة والضمير يعتبر الدكتور السامرائي من المغضوب عليهم لأنه يفند الحقائق من غير رتوش.

وعليه أود أن أشارككم بملخص ما كتبه بعد تنفيذ السلطات المختصة حكماً قضائياً بإعدام ثلاثة من المدانين الأسبوع الماضي بعد إدانتهم بجرائم إرهاب أرادت زعزعة الأمن واستهدفت ثلاثة من رجال الأمن في قرية الديه، من قضاء أخذ وقتاً كافياً للتدقيق في أوراق القضية. وهذا هو الرد الوحيد وبلغة حاسمة واضحة ومفهومة على كل من يظن أن عنده حصانة يوفرها له ضجيج الصوت المرتفع بالباطل، والذي ينطلق من أبواق إيران النابحة، أو من المنطقة الغبراء في بغداد المحتلة، أو من صعدة المغتصبة والمنتهكة في اليمن، أو في مناطق ومدن ترفع صوتها بالباطل لتدحض به الحق الواضح، تارة باسم الإسلام وتارة باسم حقوق الإنسان وثالثة تحت عنوان وجوب التعامل بحكمة عربية مع أحداث منطقة تتربع فوق برميل بارود.

يقول الدكتور نزار عن البحرين بقوله «أيها الغافلون عن رؤية الحقائق عن عمد وسوء طوية، ما زالت إيران تطلق عليها اسم «المحافظة المسلوبة» وتخصص لها ميزانية وإن كانت رمزية إلا أنها تؤكد غاطس الأطماع الفارسية لإلحاق البحرين بإيران وطمس عروبتها وإلحاقها بالأحواز واستخدامها كجسر للعبور إلى منطقة الخليج العربي الأخرى.

والمضحك استنكار وزارة خارجية المنطقة الغبراء في بغداد لهذا الحكم القضائي العادل!! فهم يتفننون بالقتل بالجملة ويدفنون ضحاياهم وهم أحياء بعد أن يعرضوهم لأبشع أنواع ما مر على البشرية من أشكال التعذيب.

ولكم آخر مزحة، هي ما أطلقه «الحوثيون»، فقد تنفس الزمن أخيراً ونطقت أفواه عملاء النظام الصفوي في اليمن العربي السعيد مستنكرة وهي تعيث الفساد في الأرض وتهلك الحرث والنسل».

وينهي الدكتور نزار مقاله بقوله «ربما لدينا عتب على حكومة البحرين، بأنها تأخرت كثيراً في إخراج السيف من غمده والتلويح به بوجه كل من يحاول تهديد وجودها كدولة عربية لها تاريخ عريق في المنافحة عن تخوم الأمة بوجه موجات الجراد والقمل، فاستغل أولئك الجاهلون هذا التسامح وفسروه ضعفاً وذلك لأن هذا دينهم الحقيقي الذي يفسر الأشياء بناء على الهوى ومكر السيئ، فيرون في التسامح هواناً والعفو ضعفاً وهذا دين الجبناء.

تحية لملك البحرين وتهنئة له من القلب على حزمه ولتسير قافلة البحرين على طريق الحق ولا تلتفت إلى نعيق الناعقين وهم كثر، وستسمع كثيراً من نباح الكلاب الضالة».

وفي الختام باسمي وباسم كل مواطن بحريني شريف أشكر قلمك الحر الذي يعتبر بمثابة اللعنة على عديمي الضمير.. شكراً، شكراً، شكراً.