نشدد على أن قضية شهيد الواجب لا يجب أن تمر مرور الكرام، فمن نفذها لا يزال يهدد ويتوعد بالمزيد ويبين أنه بالأمس هشام رحمه الله، وفي الغد القريب غيره، لذا فالضرب بيد من حديد وتطبيق أحكام الإعدام هي من ستضع النقاط على الحروف، وتجعلهم يفيقون من سكرة تأسيس دولة إرهابية بداخل دولتنا. أحكام الإعدام هي العدالة المنتظرة من شعب البحرين تجاه من يريدون بهم إرهاباً وجرماً.

سؤال، أين أولئك المتباكون الذين حاولوا دغدغة مشاعر العالم من حولنا بدعوى أن أحد الإرهابيين الذين تم إعدامهم صغير السن ولم يتجاوز الـ25 سنة، أين أصواتهم ولماذا لم نسمعها في قضية هشام - رحمه الله - الذي لم يتجاوز عمره الـ26 سنة؟ سؤال آخر لأولئك الذين أخذوا يستوطنون الأراضي الخالية من الدولة، ويقيمون عليها مآتم غير مرخصة، وعندما يتم هدمها بدعوى استرداد الأراضي وإرجاعها لأصحابها الذين يتملكونها من باب تطبيق القانون، يقومون بالتباكي أمام العالم قائلين إن لمساجد الله حرمة وإنهم مستهدفون طائفياً، أين هم عن استهداف شهيد الواجب الحافظ للقرآن وقارئه والمعروف أنه إمام مسجد كليته العسكرية والذي له حرمته أيضاً كميت، لا يجوز على الأقل الشماتة بموته، فما بالكم بمن يحتفل ويضع صوره على الكعك؟ ما بالكم بمن يفرح باغتيال رجل مسلم قارئ لكتاب الله عز وجل وحافظ له؟ أين أولئك الذين أخذوا يعالجون قضية مقتل السيدة البحرينية التي كان معها طفلها الصغير بطائفية مقيتة ويتباكون بدعوى أنه طفل صغير يتيم؟ أين هم عن أبناء هشام - رحمه الله - اليتامى الذين أكبرهم لم يتجاوز الثلاث سنوات وأصغرهم عمره ثلاث أشهر فقط؟ هؤلاء أليس لهم حق في المطالبة بثأرهم ودم أبيهم من قتلته؟

من ارتكب هذه الجريمة الغادرة الجبانة ونقول جبانة لأنهم لم يواجهوه بشجاعة بل هاجموه كخفافيش الليل، من ارتكبها واليوم بكل فخر يعلن مسؤوليته ويصدر بيانات المباركة بل ويهدد ويتوعد بالمزيد وأن القادم أعظم وأكبر ومن معه من المباركين المهنئين الذين يتداولون تبريكاتهم ويمجدون من قام بالعملية تحت هاشتاج «#سلمت_يمناكم و#القادم_أعظم» علماً بأن هذا الهاشتاج يستخدمه ميليشيات الحوثيين في اليمن، هل هذه صدفة مثلاً؟ ليتذكروا صنيعهم هذا ولا ينكروه ولا يغيروا حقيقته عندما يقبض في القريب العاجل على مرتكبي هذه الجريمة ويسوقون للعدالة وتنفذ فيهم أحكام الإعدام العادلة، فلا يفعلوا مثلما فعلوا عندما نفذت الدولة حكم الإعدام تجاه قتلة شهداء الواجب، فأخذوا يتباكون ويدعون المظلومية وأن الدولة تستهدفهم وأن من أعدمتهم أبرياء واحفظوا كلماتهم وكتاباتهم، فسنحتاجها في الغد القريب عندما تنفذ أحكام الإعدام ليعودوا إلى سيناريو ادعاء البراءة والمظلومية.

هشام - رحمه الله - لم يكن على الواجب حتى يدعوا أنه استشهد جراء مداهمة لأوكارهم وغيرها من سيناريوهات وقصص الأفلام التي حفظناها، هشام استدرج لاغتياله وتفاصيل قصته تصنف على أنها جريمة غادرة ولا مسمى آخر لها.

أمام مرحلة الانتقال من إرهاب القنابل إلى إرهاب الاغتيالات الغادرة، فنحن نشدد على أن هناك حاجة ماسة لمضاعفة الجهود الاستخباراتية بالدولة، كما إن حراسة الأفراد وكافة العاملين في الأجهزة الأمنية ليس بدعة أمنية إنما واجب يتحتم على القائمين على المؤسسات الأمنية بالبلد متابعة تنفيذه، الاحترازات الأمنية يجب أن تكون فوق الممتازة، الأمن الوقائي يجب أن يرتفع وتيرة أعماله، تمشيط أوكار الإرهاب ومداهمة مواقع الخلايا الإرهابية من الضروريات، إيجاد مكافآت للإبلاغ عن المساجين الهاربين والخلايا الإرهابية وتقديم المعلومات عن أوكار الإرهاب والأسلحة.

* إحساس عابر:

الدم البحريني كما الدم الإماراتي والخليجي غالي جداً، ولا يمكن التهاون مع من هدره، لذا فمن قام بهذه الجريمة البشعة لابد أن تطبق عليه عقوبة الإعدام دون تردد، فهشام الحمادي - رحمه الله - ليس رجل أمن فحسب بل رجل البحرين ومن خيرة شبابها وحق دمه ليس لعائلته فقط، بل حقنا كلنا.