دعا النشطاء السوريين أهالي العاصمة السورية دمشق إلى الاستعداد لمعركة تحريرها، متوقعين أن يلجأ النظام إلى استخدام قوة تدميرية كبيرة سعيا للحفاظ على بقائه، وذلك بعد أسابيع من القتال الشرس في ريف دمشق وبعض أحياء العاصمة.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان سمته "نداء دمشق"، وحصلت "الوطن" على نسخة منه، إن العاصمة "تعيش هذه الأيام ترقبا غير مسبوق، مع اشتداد المعارك في أحياءها وعلى أطرافها، وقربها من الوصول إلى قلب العاصمة، بما سيقطع الشريان الوحيد المتبقي والذي يتنفس من خلاله النظام المتهالك".
وأضافت اللجان في بيانها أن "المعركة لن تكون سهلة، وأن النظام سيسعى للدفاع عن ماتبقى من وجوده بأعتى الوسائل وأكثرها وحشية كما عودنا. ولن يدخر وسيلة في تدمير ما سيتمكن من تدميره قبل رحيله على غرار ما فعل في جميع المدن السورية الأخرى".
وتستخدم قوات النظام السوري منذ أشهر راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة المتمركزة على جبل قاسيون ومحيطه لدك مدن الريف والأحياء الدمشقية الثائرة، ويتوقع المراقبون أن قوات الأسد لن توفر سبيلا على أمل إبقاء حكمه.
ودعت لجان التنسيق المعارضة الجيش الحر الذي يقاتل النظام في دمشق إلى "محاولة تحييد الرموز الدينية كالمقامات والكنائس والمساجد عن المعركة، خاصة في المناطق المختلطة طائفيا، والابتعاد حيث أمكن عن المناطق الأثرية في العاصمة ومحاولة تجنيبها ردات فعل النظام الانتقامية، التي لا تميز بين بشر وحجر، ولا تكترث لتراث عمره آلاف السنين تحتضنه دمشق بين جنباتها، والحفاظ على ما يتم العثور عليه من وثائق ومستندات في المراكز الأمنية ومقار الدولة، لاستخدامها في محاكمة رموز النظام وتعويض ضحاياه وتأريخ مرحلة من مراحل البلاد تمتد على عقود".
كما دعت الجيش الحر إلى التعاون مع النشطاء وأهالي المناطق لتشكيل لجان لحماية الأملاك العامة والخاصة في المناطق التي يجري تحريرها من قبضة النظام.
ودعت أهالي مدينة دمشق إلى "التحضير المتأني للقادم من حيث الاسعافات الأولية وتجهيز الملاجئ ومولدات الكهرباء والمؤن الأساسية".
وناشدت الأهالي في المناطق المختلطة طائفيا بأن "لا يتركوا للنظام فرصة للزج بمناطقهم وأهاليها في مواجهة الثورة والثوار". مؤكدة أن "معركة دمشق لاستكمال تحرير سوريا، وسوريا لأهلها جميعا".
وقالت اللجان إن "سوريا والسوريين باتوا أقرب إلى لحظات النصر من أي وقت مضى، وبالصبر والتكاتف نجتاز سوية محنتنا التي طال أمدها نحو سوريا جديدة حرة وديمقراطية".
وأدى القتال في سوريا إلى سقوط أكثر من 30 ألف قتيل على مدة سنة وتسعة أشهر من الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. انتقلت فيها المعارضة من المظاهرات السلمية التي ووجهت بالعنف الشديد إلى المقاومة المسلحة، ومنذ ذلك الحين وسعت المعارضة سيطرتها على الأرض بشكل شبه يومي.