ربما في السنوات الأخيرة، وفي وقت الأزمة المالية التي تعصف بالعالم عامة، وأوروبا خاصة، نرى ونشاهد انحدار الكثير من الأندية الأوروبية في مصاريفها والأموال التي تصرف على الاستثمارات في أنديتها وفي هذا الوقت بالتحديد اتجه الكثير من الأثرياء ورجال الأعمال العرب لدخول معترك الاستثمار الكروي الذي يجني الكثير من الأموال إذا كانت السياسة التي وضعت وسخرت الأموال من أجلها تدور بشكل صحيح.
دعوني أبدأ بما سوف أسرده بعنوان مقالي وهو الربيع العربي في الأندية الأوروبية ودعوني أتكلم عن بعض الأمثلة الناجحة والتي نقلت أندية من مرتبة الوسط أو الأخيرة إلى القمة وهنا أقصد بالسياسة التي انتهجها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والكم الكبير من الأموال الذي ضخ لأجل تحقيق النجاح في مانشستر ستي وفعلاً حصلوا على لقب الدوري الإنجليزي وسط عمالقة يملكون من الاسم والإدارة الشيء الكبير.
الجميل بأن هذه السياسة المستمرة جعلت الكل يحسب حساباً لهذا النادي العريق في الدوري الإنجليزي، ومثال آخر يتمثل في ملقا وهو الذي يقدم الشيء الرائع هذه الأيام وخصوصاً في دوري أبطال أوروبا رغم عدم وجود كتيبة كبيرة من النجوم لكن النادي يسير على خطى ثابتة ربما لم يستطع أن ينافس على لقب الدوري مع الأحقية له في هذا الشيء لكن الجميع يعلم بأن الدوري محصور بين برشلونة والريال، وهنا يجب أن تستمر الخطة لمدى بعيد ينهض بملقا ويجعله من كبار الأندية في أوروبا.
دعونا نتكلم عن ما يفعله الخليفي في نادي باريس سان جرمان وهو الذي يقبع في المركز الثاني بقيادة إدارية فنية من قبل اللاعب البرازيلي لينورنادو والذي يشكل ثنائياً رائعاً سابقاً كان في الميلان والآن في النادي الباريسي مع المدرب القدير والكبير انشيلوتي الذي يحتاج للوقت ليهيئ هذا النادي ليكون من ضمن الأندية الفرنسية التي تنافس الكبار كروياً في القارة العجوز. الربيع العربي يجب أن يستمر ويكمل المشوار في البلاد العربية وهنا تكمن الطامة الكبرى حيث تحتاج البلاد العربية العشرات من السنين لتدخل في عالم الاحتراف ثم في عالم الاستثمار الذي تشكل ميزانيته أكثر من ميزانيات حكومات في الدول العربية، لذلك يجب أن نركز على الأسلوب العلمي وأن نقوم بالسياسات الاحترافية في تطوير الرياضة العربية وهذا يحتاج الوقت الكثير لذلك يجب أن نتحلى بالصبر وأن لا نستعجل النتائج ويجب أن نستفيد من التجارب في الدول الأوروبية كونها المتفوقة فقارة آسيا تحتاج إلى ردم الفجوة لكي تنافس البقية.
أحمد بوحسن
ناشط في مجال الشباب