الكويت – سماح علام:
كسر العادات والتقاليد المقيدة لاندماج المرأة في الإعلام، ومحاولة تعزيز دورها وفق معايير مهنية احترافية هو خلاصة ما تحدثت عنه 23 صحفية شاركن في ملتقى الصحفيات الخليجيات الذي عقد في الكويت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين. تلخصت أبرز المقترحات بتنظيم دورات تدريبية نوعية تخصصية لرفع مستوى كفاءة الصحفيات العاملات في الميدان، والدعوة إلى تبني مقترحٍ يقضي بعقد لقاء سنوي للصحفيات الخليجيات، لمواصلة مناقشة المشكلات والعقبات التي تواجه العاملات منهن في الميدان، وطرح الحلول والبدائل لتجاوز تلك المشكلات، وتوفير تأمينٍ ضد مخاطر المهنة، والدفع باتجاه إيجاد تشريعٍ مناسب في هذا الشأن، والاهتمام بتكريم الصحفيات الميدانيات المتميزات في مجالهن. وشددت المشاركات على أهمية التواصل بين صحفيات دول المجلس، وتبادل الخبرات، وإنشاء قاعدة معلومات مشتركة، وتوسيع رقعة العمل الميداني، وتشجيع الفتيات على الدخول في مجال الصحافة الميدانية.
الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان، أشاد بنجاح الملتقى الأول، موضحاً أنه لن يكون الأخير، في إشارة إلى عزم الاتحاد على عقد الملتقى بصورة دورية.
وبين العثمان أن تحديد الشكل الدوري سيتم في المؤتمر العام الرابع للاتحاد. وقال إن الاتحاد سيدرس مقترحات المشاركات وتوصياتهن، وسيتم رفع تقرير إلى المؤتمر العام لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
وقال رئيس الاتحاد تركي بن عبدالله السديري إن هذا الملتقى الذي تبنته الكويت يدخل في قائمة المشروعات العاجلة التي أقرها المؤتمر العام الثالث للاتحاد الذي عقد في عاصمة البحرين المنامة في مايو الماضي بغية معرفة المشكلات التي تواجه الصحافية الخليجية العاملة في الميدان من خلال استعراض المشاركات لتجاربهن. وأكد السديري الحرص على أن تقتصر المشاركة على الصحافيات الميدانيات فقط (لذا تم استثناء الكاتبات والإداريات من دون التقليل من أهمية العمل الذي يقمن به).
وأضاف أن اتحاد الصحافة الخليجية سيقوم لاحقاً بدراسة التوصيات التي خرجت بها المشاركات في الملتقى وسيبذل جهوده لحل تلك المشكلات وتذليل الصعاب أمام الصحافيات الخليجيات بما يسهم في الارتقاء بالعمل الصحافي الخليجي وبما يؤدي إلى تشجيع المرأة على الدخول في هذا المعترك.
وقال أمين عام الاتحاد ناصر محمد العثمان: إن لدول الخليج العربي واليمن خصوصية «نحترمها ولها عادات وتقاليد تؤثر بشكل أو بآخر في عمل الصحافية الميدانية التي تضطر إلى التعامل مع مختلف شرائح المجتمع.
وبين أنه «لا يمكن تجاوز المجتمع وإلغاء تلك العادات والتقاليد ولكن يمكن السعي لتذليل بعض الصعاب أمام بناتنا اللاتي اخترن الخدمة في بلاط صاحبة الجلالة»، مشيراً إلى أن هناك عقبات وصعوبات كثيرة «واجهت الاتحاد وجمعية الصحافيين الكويتية ووزارة الإعلام الكويتية في الإعداد لهذا الملتقى فرضتها طبيعة المجتمعات الخليجية المحافظة.
واعتبر رئيس جمعية الصحافيين الكويتية أحمد بهبهاني الملتقى بمنزلة جرس تنبيه لذوي العلاقة كافة بمن فيهم الصحافيات المشاركات في الملتقى اللاتي ناقشن مشكلاتهن بأنفسهن، مشيراً إلى أن الجمعية قررت تبني هذا الملتقى الأول إيماناً بأهميته.
وأعرب بهبهاني عن أمله في ألا يأتي موعد الملتقى التالي إلا وقد تم تذليل الكثير من العقبات أمام عمل الصحافيات الخليجيات الممارسات للعمل الصحافي في الميدان وبما يشجع الأخريات الراغبات في دخول هذا المجال على اتخاذ قرارهن.
وسط عدم تقبل المجتمعات المحافظة لها
الإعلامية الخليجية تقول «لي كلمة وصوت»
أكدت الإعلاميات الخليجيات المشاركات في الملتقى أهمية الخروج من دائرة التقوقع داخل العادات والتقاليد التي تحجم من دور المرأة التنموي، فالمرأة اليوم أصبحت شريكاً قوياً للرجل في جميع المجالات بما فيها المجال الإعلامي، فجميع المشاركات أكدن أهمية رفع الصوت ونشر كلمة القلم النسائي الحر والمسؤول.
أما الإعلاميات البحرينيات المشاركات في الملتقى فأوضحن أن التحديات التي تواجهها المرأة البحرينية تتجاوز الصعوبات المتعلقة بالجنس، فالإعلامية كونها أنثى لا تعاني من مشاكل في خوض المهنة إجمالًا، فالبحرينية استطاعت دخول جميع المجالات بكفاءة واقتدار، إلا أن المشاكل التي أشرن إليها تكمن في الصعوبات المهنية الاعتيادية، والرغبة في تحقيق المزيد من الضمانات للإعلاميين بشكل عام من أجل سهولة الحصول على المعلومة ومزاولة المهنة في أجواء صحية، وفق وعي تام بظروف المرحلة وتحديات الدول الداخلية والخارجية.
وفي مداخلة هامة جداً، قالت منال المكيمي من الكويت أنه مطلوب اليوم إعادة النظر في شروط العضوية لجمعيات ونقابات الصحفيين في دول الخليج مع الاهتمام بتبادل الخبرات الصحفية بين دول مجلس التعاون بشكل دوري في الصحف المطبوعة.
أما الإعلامية السعد المنهالي من دولة الإمارات فأوضحت إن اللقاء قدم فائدة كبيرة جداً للمشاركات، مطالبة زميلاتها بالاهتمام بسماع التجارب المختلفة والتركيز على الاستفادة منها، مشيدة بما تم التطرق له خلال جلسات الملتقى.
إلا أن الإعلامية نوال الراشد اقترحت أن يتبنى الاتحاد الخليجي بناء فريق من الصحفيات وتكليفه بتغطية بعض المناسبات إضافة لتكريم الصحفيات الميدانيات، بهدف دعم هذا النوع من العمل وتشجيع الصحفيات على الاهتمام بالنزول للميدان باعتباره المحك الحقيقي الذي يصقل موهبة الصحفية.
وتساءلت الراشد عن السبب الذي منع من وجود سيدات ضمن الهيكل الإداري للاتحاد الخليجي رغم انطلاقته منذ 2005م، فيما علق عضو الأمانة عدنان الراشد على ذلك بأن الظروف ربما لم تساعد في الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك لن يمنع الفترة القادمة من انضمام إعلاميات لأمانة الاتحاد خصوصاً وأن أغلب هيئات الصحافة في دول مجلس التعاون تضم في أماناتها عضوات صحفيات.
ومن جانبها قالت نسيبة بن شيبة من دولة الكويت إن تمكين المرأة في أماكن اتخاذ القرار داخل المؤسسات الإعلامية المختلفة أمر مطلوب، موضحة ضرورة تمكين المرأة في الوظائف الإشرافية في المؤسسة الإعلامية مع العمل على تطوير وتدريب الصحفيات الخليجيات عن طريق مؤسساتهن الإعلامية وابتعاثهن للدراسة والتدريب في الخارج.