كتب – حذيفة إبراهيم:
تعاني منطقة الرفاع الشرقي وتحديداً الدائرة الأولى في المحافظة الجنوبية من الإهمال الشديد ونقص أو انعدام مختلف الخدمات، فضلاً عن البنية التحتية المتهالكة والتي تحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة.
وعبر تجولها في مختلف أزقة الدائرة والتي تمتاز بضيقها وتعرجها، للوقوف على حقيقة الإهمال الذي تعانيه تلك المنطقة، لاحظت «الوطن» عدم وجود حدائق أو منتزهات ترفيهية بالدائرة خصوصاً المناطق المكتظة بالسكان، رغم وجود بعض المساحات التي يمكن استغلالها لإقامة متنفس للأهالي والأطفال.
ومشهد الأطفال الذين يلعبون بساحات غير مؤهلة أو آمنة كان هو السائد خلال تلك الجولة، حيث لم تكن هناك أي ساحة خالية من الأطفال الذين يمارسون حقهم الطبيعي في اللعب والمرح.
ويعاني أهالي الرفاع الشرقي من سكن العمال الآسيويين العزاب، حيث هناك تكدس في المنطقة السكنية حتى البعيدة عن الأسواق، ورغم مناشدة الأهالي مراراً بوضع حد لتلك الظاهرة التي جاءت بسلبيات عديدة، منها تكدس الشاحنات داخل المناطق السكنية، وما قد تسببه من حوادث مرورية واختناقات في الأزقة الضيقة أساساً، فضلاً عن بعض الممارسات اللاأخلاقية التي يقوم بها هؤلاء العمال في تلك المناطق.
وفي قضية أخرى، فإن انعدام شبكات الصرف الصحي هو مشكلة الرفاع الشرقي الأزلية، فلا جدوى من تجدد الوعود التي لم تر النور في أغلب مجمعات الدائرة حتى الآن، حيث تتسبب بفيضانات في مياه الصرف الصحي، وما يصاحبها من روائح كريهة منبعثة، فضلاً عن تكوينها مستنقعات للمياه الراكدة، والتي بدورها تجمع مختلف الحشرات والقوارض والبعوض.
وكان من المفترض أن تنتهي أعمال إعادة تأهيل مجمعات 907 و911، و905 بحلول العام الماضي، إلا أن المناقصة لم تطرح حتى الآن لتلك الدائرة، مما يضطر الأهالي لانتظار سنوات أخرى قبل الحصول على شوارع آمنة، ولا تسبب لهم أضراراً في الصحة أو المركبات. أما مجمع 907، فأدرجت المناقصة الحالية له، وسيتم إرساؤها أغسطس المقبل، الأمر الذي يعني عامين آخرين من التأخير لقاطني المجمع، دون مبرر أو حجة.
وتتجمع الأمطار بشكل سنوي في شوارع الدائرة، مشكلة بحيرات لا يمكن لبعض السيارات المنخفضة المرور فيها دون دخول الماء إلى مقصورة القيادة، أو تعطل المركبة في منتصف تلك البرك. وكان من المفترض لمشروع المجاري بشكل عام في الدائرة أن ينتهي في 2010، إلا أنه تم تأجيله إلى أغسطس 2011، ومن ثم تأجل مرة أخرى للعام 2014، وربما سيؤجل مرة أخرى. ورغم ترسية 89 مناقصة بـ 81 مليون دينار، إلا أن الرفاع الشرقي لم يكن ضمن حسابات تلك المشاريع، حيث لم يشهد البدء إلا مع مطلع العام الحالي في مجمع واحد في المنطقة فقط. ويشتكي أهالي الرفاع الشرقي من ضعف إمدادات المياه على معظم المجمعات، مما يضطر بعضهم إلى استخدام التنكرات لتعبئة الخزانات العلوية، أو الاستعانة بمضخات المياه لرفع الماء إلى أعلى.
وحرمت منطقة الرفاع الشرقي خلال السنوات الماضية من المشاريع الإسكانية مما أدى إلى تراكم الطلبات الإسكانية في المنطقة، واضطرار العوائل لبناء غرف إضافية في منازلها أو اكتظاظ السكان في منزل واحد، وهو بدوره تسبب بازدحام خانق لكثافة السيارات وزيادة عددها.
ومما يبعث على الاستغراب هو عدم وجود أي مواقف للسيارات في المنطقة، مما جعل الأهالي يقفون بسياراتهم على جانب الطرقات الضيقة أو الساحات الترابية الخالية وذلك إلى جانب الـ»سكسويلات» والشاحنات.
وعبّر أحد المواطنين عن استغرابه من سرعة تشييد المجمعات التجارية أو مشاريع استثمارية، مقابل تأخير في المشاريع الإسكانية والخدماتية لسنوات.
وتشير إحصاءات رسمية إلى أن ما يزيد عن 1500 طلب إسكاني لأبناء المنطقة يقطنون حالياً مع أهاليهم في مساكن ضيقة ويزيد عدد القاطنين فيها عن أربع أسر، حيث اضطر آخرون للسكن في شقق زادت من الأعباء المالية المترتبة عليهم.
ويعود أحدث مشروع إسكاني شهدته المنطقة إلى العام 2005، حيث تم تشييد 85 وحدة سكنية فقط، بينما ينتظر بعض الأهالي طلباتهم منذ العام 1993 ليقطنوا في منزل العمر، وفقدوا الأمل بعد مرور أكثر من 20 عاماً على بدء تقديم الطلب.
وفي سلسلة المعاناة التي تمر بها المنقطة، فإن عدد المنازل الآيلة للسقوط أو المهجورة في ازدياد مضطرد، حيث لا يكاد يود شارع خالٍ من منزلين على الأقل آيلين للسقوط أو مهجورين تماماً والتي قد يساء استغلالها أخلاقياً، فضلاً عن تشكيلها خطر على قاطنيها والمارة على حد سواء.
ومن ضمن المشاكل التي تعانيها الدائرة هو قدم تخطيط الشوارع بما لا يتناسب مع ازدياد الكثافة العددية للمركبات في المنطقة، والتي جاءت كزيادة طبيعية بالتزامن مع ارتفاع عدد السكان، حيث لا يمكن لشارع لا يزيد عرضه عن الـ 6 أمتار أن يستوعب سيارتين متعاكستين بالاتجاه وأخرى واقفة، وهو ما يتسبب بشكل يومي بمشاكل واختناقات مرورية لا يستطيع الشخص معها الوصول إلى الشارع الرئيس من منزله خلال أقل من 7 دقائق.
وشكل قرار مجلس الوزراء يوم الأحد الماضي ببناء سوق مركزي جديد في الرفاع الشرقي بصيص أمل للأهالي بإعادة المشاريع في الدائرة إلى الحياة مرة أخرى بعد طول انقطاع