كتب - علي محمد:
لربما انبهر الكثيرون بالطريقة الدراماتيكية التي عاد بها مانشستر يونايتد رغم تأخره أما نيوكاسل لثلاث مرات لينتزع النقاط كاملة قبل ثوان من انطلاق صافرة النهاية ولكني أجزم بأن الأمر أصبح روتيناً معتاداً لدى متابعي الفريق عن كثب!
ولربما ساهمت مجهودات البارع بيرسي كما هو حال لسعات العقرب “تشيتشاريتو” القاتلة بين الفينة والأخرة ولكن أن سألت عن “النجم الأوحد” الذي ينسب له الفضل دائماً في فريق لعب فيه الأساطير على مدى عقود على غرار كانتونا, بيكهام, والدون رونالدو فإن الجواب لن يكون سوى.. السير أليكس فيرجسون!
نعم أنه الإسكتلندي العجوز الذي ابتدع خطاً متوازياً يطوع فيه نجمه بما يخدم المجموعة والمنظومة بحيث لا يتعارضان, إنه الرجل الذي وثق بقدراته مرغماً الآخرين بالإيمان بها كرها ليصنع أسطورة أسمها “مانشستر فيرجسون”, نعم أنهما اسمان لا يتفارقان, ياله من رجل تقارع قامته قامه مؤسسة بأسرها, و أي مؤسسة كانت أنه مانشستر يونايتد العظيم!
أطلقت العنان لمخيلتي لتتساءل هل كان فيرجسون لينال لقب “سير” لو أنه وقع لصالح أحدى فرق الخليج عام 1986 بدلاً من اليونايتد؟ بل تمادت أفكاري لتتخيل مصير “فيرجي” لو كان مدرباً لإحدى المنتخبات الخليجية في يوما هذا, هل سيشفع له صيته وسمعته؟ أم ستكال له كافة الاتهامات مصحوبة بقرار الإقالة للتخلص من رأس البلاء وسبب الهزائم كما كان مصير غيره من المدربين العالميين الذين جربوا حظهم في هذه البقعة من الأرض؟!
هل كان سيجد المجال الفسيح ذاته الذي وجده بين أروقة أولد ترافورد؟ أم سيشكل بعض المتنفذين حجر عثرة في طريقه بفرضهم بعض اللاعبين عنوة و تدخلهم في صميم صلاحياته؟
هل كان ليجرأ على استبعاد بعض النجوم الآفلة التي لم يبقى لها دور سوى تهديد وحدة و استقرار الفريق كما استبعد ستام و بيكهام؟ أم ستطغى شعبية هؤلاء وتنفذهم لتغتال روح الفريق وتشتته إلى أحزاب متفرقة؟
علامات استفهام كثيرة قد تبدو بأنها تحمل في طياتها الإجابة عن سبب الهوة الشاسعة التي تفصلنا عنهم! نعم نحن وهم وهنا وهناك, فنحن نتحدث عن عالمين مختلفين تماماً!
هناك العمل يكون ضمن منظومة ثابتة تماما كالمكائن يعرف كل ترس الواجبات المناطة إليه فلا يتجاوزها لذلك من السهل لديهم معرفة مكمن الخلل عند اعتراض أي طارئ فيستبدل في الحال!
هذا المبدأ بالذات هو سر نجاح السير أو أي فريق كان ولعل أبرزها المنتخب الألماني الضلع الثابت في المنافسة على البطولات حيث لم يتول تدريبه سوى 10 مدربين طوال تاريخه العريق بينما أجزم بأن أيا من مدربي المنتخبات الخليجية لا يعرف عما إذا كان منصبه سيبقى قائما في اليوم التالي أم سيذهب أدراج الرياح فهو الملام على الدوام!
لذا مهما حاولنا النجاح بدونه فلن نصل لمبتغانا مهما جلبنا من أسماء وأنفقنا من أموال ولنا في بعض الفرق خير أسوة!