أراد الكاتــــب الســــوري فـــارس الذهبي في مونودراما «صهيل الحصان العالـي» تتبــع شخصيــة الجلاد السوري ومسيرته منذ كان مواطناً عادياً، ويتساءل في حديث مع وكالة فرانس برس «من أين جاء هؤلاء القتلة؟ وكيف كانوا يعيشون بيننا»، وهو يتحدث عن روايته المسرحية التي تنتهي بانتحار منتقد السلطة «برصاصتين» في رأسه.
مسرحية «صهيل الحصان العالي» تقوم على رجل واحد، يروي للناس، الجمهور، فساد السلطة ودمويتها، في اللحظات الأخيرة قبل أن يلقى القبض عليه، ويجري «انتحاره» برصاصتين!.
يجد الكاتب نفسه مهموماً بمجموعة أسئلة مستجدة بعد اندلاع الاحتجاجات في بلاده، وبعد مواجهتها بهذا الكم من العنف الدموي، وعلى رأسها، كما يقول لوكالة فرانس برس، سؤال «من أين جاء هؤلاء القتلة؟ وكيف كانوا يعيشون بيننا؟»، محاولاً «البحث في الآلية النفسية لبناء الجلاد، وتتبع مسيرته منذ كان مواطناً عادياً، إلى أن أصبح جلاداً في سجن».
يقول الكاتب «أردت أن أعطي المساحة كلها للبطل في هذه المونودراما لنرى كيف تحول من مواطن إلى جلاد»، ومن أجل أن يكون العمل دراماً لا بياناً سياسياً «بذلت جهدي لكي أبحث له عن مبررات، إسنادات يسوغ بها أفعاله».
ولدى سؤاله إن كان هذا الجلاد نوعاً من ماكبث، الشخصية الشهيرة في مسرحية شكسبير، يقول الكاتب «ربما هو ماكبث محلي، ومن قاع المجتمع تماماً».
هذه المونودراما صدرت أخيراً في كتاب حمل عنوان «زفرة السوري الأخيرة» وجرى حفل توقيعه الجمعة في مسرح دوار شمس في بيروت في إطار تظاهرة «منمنمات.. شهر لسوريا».
أما «زفرة السوري الأخيرة» فهو نص مسرحي لخمس شخصيات، يروي حكاية لا علاقة لها مباشرة بالأحداث السورية الراهنة، تبدأ عام 2003 بعد سقوط النظام العراقي حيث «يلجأ ضابط عراقي هارب من بغداد إلى دمشق، عند صديق سوري تدرب وإياه منذ ثلاثين عاماً، يفاجأ بموت صديقه القديم، لكنه يحل ضيفاً على عائلته، وحين يلمس لديها شيئاً من الانفتاح يبدي اعتراضه، ويحاول خنقه متخيلاً أن الأب لو كان موجوداً لتصرف على هذا النحو».
والكاتب فارس الذهبي من مواليد دمشـــق 1977، خريــج الدراسات المسرحية، ونشر من قبل نصوص مسرحية مثل «مولانا» (2007)، و«ليلـــــى والذئــــــب» (2007)، و«ريح» (2008)، كمـــا شـارك بكتابـــة سيناريـــو الفيلم السينمائـــي «صديقـــي الأخيـر» للمخرج جود سعيد.