أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إطاراً جديداً لاستخدام الطائرات المسلحة من دون طيار، إضافة إلى تدابير جديدة في محاولة للتوصل إلى إغلاق معتقل غوانتنامو العسكري، وذلك في خطاب طويل خصص لاستراتيجية مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، بينما كشفت الإدارة الأمريكية قبل الخطاب الرئاسي، للمرة الأولى رسمياً أنها قامت بقتل الإمام المتشدد أنور العولقي و3 مواطنين أمريكيين آخرين في ضربات في الخارج منذ 2009.
وأوضح أوباما الذي تحدث أمام جامعة الدفاع الوطني في واشنطن أنه وقع مذكرة جديدة تحدد الظروف التي يمكن فيها لبلاده أن تستخدم الطائرات من دون طيار لشن ضربات في الخارج. وتنص هذه المذكرة على أن الأشخاص المستهدفين بهذه الضربات ينبغي أن يشكلوا خطراً «وشيكاً» على الأمريكيين، موضحة أن هذه الضربات لا يمكن أن تحصل إلا إذا كان من الصعوبة بمكان اعتقال المشتبه به. وقال الرئيس إن «اللجوء إلى الطائرات من دون طيار بات له إطار مشدد، لن تلجأ الولايات المتحدة إلى ضربات حين نستطيع القبض على إرهابيين، إن أولويتنا دائماً هي القبض عليهم واستجوابهم وملاحقتهم أمام القضاء».وحرص على توسيع مجال المناقشة محذراً من «إننا لا نستطيع اللجوء إلى القوة في أي مكان تتجذر فيه أيديولوجية متطرفة. وفي ظل عدم وجود استراتيجية تقلص التطرف من مصدره، فإن حرباً دائمة عبر طائرات من دون طيار ومجموعات كوماندوز أو انتشار عسكري ستكون خاسرة سلفاً». وعاد أوباما في خطابه الذي استمر ساعة إلى قضية أنور العولقي وذلك غداة إقرار إدارته بأنها مسؤولة عن مقتل الإمام المتطرف الأمريكي اليمني في قصف لطائرة من دون طيار في اليمن في سبتمبر 2011.
وأثار الاغتيال المحدد الهدف قلق مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان، وخصوصاً أن الدستور الأمريكي يكفل لمواطنيه الإفادة من آلية قضائية. وقال أوباما في هذا الصدد «حين يتوجه أمريكي إلى الخارج لشن حرب على الولايات المتحدة وحين تعجز الولايات المتحدة وشركاؤها عن اعتقاله قبل أن ينجز مؤامرته، فإن جنسيته لن تحميه، وكذلك فإن شخصاً معزولاً يطلق النار على حشد يجب ألا تحميه قوات من الشرطة».
وفي رسالة إلى الكونغرس عشية خطاب أوباما أقر وزير العدل اريك هولدر بأن واشنطن استهدفت الإمام العولقي في اليمن في سبتمبر 2011.وقال هولدر إنه «منذ 2009، قامت الولايات المتحدة في إطار عملياتها لمكافحة الإرهاب ضد القاعدة والقوة الشريكة لها خارج مناطق القتال، باستهداف وقتل مواطن أمريكي واحد هو أنور العولقي».
وأضاف أن «الولايات المتحدة أبلغت بمقتل 3 أمريكيين آخرين في عمليات مماثلة لمكافحة الإرهاب في الفترة نفسها هم سمير خان وعبدالرحمن أنور العولقي وجود كنعان محمد»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة لم تستهدف هؤلاء بالتحديد».وأنور العولقي المولود في الولايات المتحدة لعائلة يمنية، قتل في قصف نفذته طائرة دون طيار في اليمن إضافة إلى أمريكيين اثنين آخرين هما نجله عبدالرحمن العولقي وسمير خان الذي يقوم بالدعاية بالإنجليزية للقاعدة.
وتتهم واشنطن العولقي بأنه المنظر السياسي لفرع القاعدة في اليمن وبالتورط في سلسلة من محاولات الاعتداء بينها محاولة الاعتداء على طائرة لشركة طيران أمريكية في عيد الميلاد 2009 نفذها شاب نيجيري خبأ المتفجرات في ملابسه الداخلية.أما المواطن الأمريكي الرابع الذي قتل في الخارج بيد واشنطن فقدمه هولدر باسم جود كنعان محمد الذي ولد، نهاية 1988 في فلوريدا وكان في باكستان.
كذلك، أعلن أوباما في خطابه أنه سيرفع القيود عن نقل معتقلين في سجن غوانتنامو في كوبا إلى اليمن، منبهاً إلى أن ملف كل من هؤلاء المعتقلين سيتم درسه على حدة. وفيما لايزال 103 معتقلين في غوانتنامو من أصل 166 مضربين عن الطعام، كرر أوباما عزمه على إغلاق السجن نهائياً، وهو وعد قديم يعود إلى حملته الانتخابية لم يتمكن من الوفاء به بسبب اعتراض الكونغرس.
ولفت أوباما إلى أنه سيعين موفداً خاصاً للإشراف على نقل السجناء وداعياً وزارة الدفاع إلى تحديد موقع داخل الأراضي الأمريكية سيتم فيه إجراء المحاكمات العسكرية الاستثنائية للمعتقلين الذين صدرت اتهامات بحقهم.وأقر النواب في ديسمبر 2010 قانوناً يحظر نقل أي من معتقلي غوانتنامو إلى الأراضي الأمريكية.
ونبه أوباما إلى أن «التاريخ سيكون قاسياً على هذا الجانب في مكافحتنا للإرهاب، وعلى أولئك الذين لن ينجحوا في وضع حد له».
«فرانس برس»