كتب - محمد أحمد المعلا:
حفظ المال هو من أحد الضروريات الخمس التي أوجبنا الشارع الحكيم بحفظها، وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال، ومن أبرز الأمور التي تحفظ المال كما وجب هو كسبه من طرق حلال، وإنفاقه في الحلال، وإخراج ما يفرض على المسلم منه من الزكاة.
فقد يسعى المرء إلى كسب رزقه لينفقه على نفسه وعياله ويتغافل عن تأدية الركن العظيم الذي جاء ذكره مقروناً بالصلاة وهو أداء الزكاة، ويكتفي بإخراج القليل من ماله صدقة لوجه الله.
كثيراً ما نسمع زيادة نسبة الفقراء في المجتمع، وظهور العجز في ميزانيات الدول، وعدم الشعور بالبركة في المال، الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية.
هذه المشكلات التي تعاني منها معظم المجتمعات الإسلامية لها حلول وجّهنا الشارع الحكيم لها منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
فالزكاة هي التعبد لله عز وجل بإعطاء ما أوجبه من أنواع الزكوات إلى مستحقيها على حسب ما بينه الشرع . والصدقة هي التعبد لله بالإنفاق من المال من غير إيجاب من الشرع.
فلو تصورنا أن جميع من وجبت عليه الزكاة أدّاها بالصورة المطلوبة، وخصص جزءاً من ماله للتصدق به لوجه الله تعالى، ماذا كان حالنا؟!
إن الزكاة والصدقة لها أثر بارز في تطهير نفس المزكي والمتصدق من الشح والبخل، وتنمية أمواله عن طريق حصول البركة فيها، كما إن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والزكاة تجعل المال يدور بين أفراد المجتمع ولا يقف أو يقتصر على فئة معينة.
فحريٌّ بنا نحن كمسلمين أن نؤدي زكاة أموالنا ولا نتغافل عنها وإخراج ما تجود به أنفسنا من الصدقات، فالزكاة والصدقة بركة في الدنيا ومنجاة في الآخرة، وها هي نفحات الخير تقترب فشهر رمضان تكثر فيه البركة ويقبل العباد على ربهم، يسارعون إلى الخيرات رجاء المثوبة من الله عز وجل.

باحث في العلوم الشرعية والمالية