كتبت ـ شيخة العسم:
كأي مناسبة احتفال «مستوردة» و«دخلية» على المجتمعات العربية والإسلامية، يلقى عيد الحب «الفالانتاين» قبولاً بأوساط شباب بحريني، ورفضاً من فريق آخر يتقدمهم رجال الدين.
الشباب يبررون احتفالهم بالعيد، بأنها مناسبة للتعبير عن الحب، الزوج لزوجته، والشاب لخطيبته وبالعكس، ولا يجدون ضيراً في تبادل التهاني والهدايا بهذه المناسبة، بل يجدونها فرصة لتجديد عهد الحب والتأكيد على ديمومته واستمراره.
فريق رجال الدين له رأي آخر مخالف تماماً، إذ يجدون العادة دخيلة ومستوردة ولا تمت للعالم العربي الإسلامي بصلة، ويذهبون إلى حد القول إن الاحتفال بها غير جائز.
بين القبول والرفض
علي حمد زوج «رومانسي جداً»، هكذا يصف نفسه ويقول «لم أكن أتوقع أن هناك زوجة على وجه الأرض يمكن أن ترفض هدية من زوجها، ففي السنة الأولى لزواجنا فاجأت زوجتي في عيد الحب بهدية عبارة عن شنطة، إلا أنها لم تتقبل الهدية أبداً، ولم تفرح بها».
أخبر علي أخواته وأمه أن زوجته لا تؤمن بيوم الحب، «شال على خاطره»، ولم يكلمها فترة من الزمن عل وعسى تقتنع بهذا اليوم «كانت مصرة على موقفها، حتى اقتنعت أنا برأيها ولم تعد المناسبة تهمني أو تعني لي شيئاً». ونشب خلاف بين زين وإبراهيم على اختيار يوم الزفاف، تقول زين «أحببت أن يكون يوم زواجي مميزاً ولا ينسى، فاخترت يوم الحب، إلا أن زوجي وأهله رفضوا الفكرة، وبسبب إصراري كاد زواجنا (يتفركش) رغم حبنا وتعلقنا ببعضنا البعض».
ظل الخطيبان أسبوعاً لا يكلم أحدهما الآخر والأوضاع متوترة بينهما «حتى اتصل بي والد زوجي ليقنعني أن ابنه إبراهيم يحبني، ولا يريد أن يبدأ حياته معي بمعصية الله، ويقصد تعيين يوم الزفاف في عيد الحب، فاقتنعت برأيه واخترنا يوم 22 فبراير لزفافنا».
لم تكن نوف عبدالله تعلم أن احتفالها بيوم الحب سينقلب إلى هم وغم، وأنها ستبكي سحابة يومها «في أول سنة لزواجنا، أحببت أن أحتفل مع زوجي بيوم الحب، فجهزت الغرفة ورتبتها وزينتها أثناء وجوده في الدوام، واشتريت له قارورة عطر هدية، وكعكة مغطاة باللون الأحمر على شكل قلب حب، وأخذت كامل زينتي ولبست الأحمر».
أخذ ترتيب الغرفة وتزيينها من نوف ما يقارب ساعة ونصف «زينتها بالورود والشموع، وجعلت منها غرفة كلاسيكية من الطراز الأول، مع شراء مفرش جديد للسرير أحمر اللون، وذهبت للصالون لتزيين شعري».
وتضيف «عندما دخل زوجي كنت بانتظاره على أحر من الجمر، تغيرت ملامح وجهه، ظل يفكر قليلاً، بعدها سألني ما المناسبة، فأجبته عيد الفلانتاين، خرج عندها من الغرفة مسرعاً وقال لي أزيلي كل ما في الغرفة وإلا لن أدخلها».
لم تتمالك نوف نفسها فأجهشت في البكاء «لم يعرني اهتماماً حتى أواخر الليل، فقال لي لا أريد أن تعتقدي بأمور النصارى فنحن مسلمون»، وتضيف «لم أكن مقتنعة فنحن زوجان متحابان، والآن مر علينا 5 سنوات، لم نحتفل قط بعيد الحب».
عادة دخيلة
ويقول أستاذ الدراسات الإسلامية الشيخ باسم عامر عن حكم الاحتفاء بيوم الحب «لا يجوز أبداً الاحتفال بهذا اليوم لتعارضه مع معتقداتنا، وللزوج أن يحب زوجته ويهديها في أي يوم كان على مدار السنة، لا في يوم مخصوص». ويعلق على اختلاف الأزواج بخصوص الاحتفال بالمناسبة «على الزوجة أو الزوج المعارضين للاحتفال أن يصروا على موقفهم، وهنا يخالف الزوج زوجته أو تخالف الزوجة زوجها وهما مرتاحان لأنهما لم يعصيا الخالق عز وجل».
ويضيف «من الناحية الاجتماعية الأسرية، فعلى الطرف المقتنع بتحريم هذا الاحتفال، أن يحاول إقناع الطرف الآخر بالطيب واللين، وبكل تودد، كأن يرسل رسالة توضيحية بحرمته، حتى يفكر الطرف الثاني ويعرف أن الطرف المقابل غير مقتنع ولا يريد الاحتفال بهذا اليوم».