اعتبر الفنان التشكيلي المصري سمير فؤاد؛ أن سمات الفن التشكيلي في العالم العربي واحدة، مشيراً إلى أنه رغم الخصوصية المحلية، إلا أن السمات متفقة في العموم خصوصاً في ظل العولمة، وفي ظل وجود اتجاهات ثلاثة أساسية في الوطن العربي متمثلة في: محور داعم للتراث، محور داعم لمواكبة اللغة التشكيلية العالمية، وآخر يدعو للموازنة بين الإثنين. وجال فؤاد -في ندوته حول الفن التشكيلي في مصر والعالم العربي، أمس الأول بمعرض البحرين الدولي للكتاب- في تاريخ الفن المصري، منذ عصر الفراعنة وحتى عصرنا الحاضر، من خلال رسم الأيقونة كعامل ثابت، وكيفية تناولها وأهم سماتها من عصر لآخر كعامل متغير، وقدم شريطاً زمنياً مصوراً ابتداءً من الأيقونة الفرعونية المتمثلة في وجه الملكة نفرتيتي، الرمز السياسي الكامل، والرمز الأنثوي الجميل، حين كانت الأيقونة تكتسب أهميتها من البعد السياسي، وتصور الزعيم أو الملك، مروراً بوجوه الفيوم، وهي أيقونة في ذات بعد ديني، حين صارت الوجوه ترسم على شواهد القبور حتى تتعرف الأرواح إلى أجساد أصحابها، قفز بعدها إلى عصر رمبرانت، والتأثيرية حين لم يعد السياسي بذاته أيقونة بل أصبح الفنان نفسه الذي يرسم الأيقونة، هو الأيقونة.
ولفت فؤاد لتحول فكرة الأيقونة وفلسفتها تحولاً كبيراً، وذلك عند استعراض صورة الفنان تشارلي تشابلن الكوميديان، الذي صارت صورته أيقونة تنافس بل تتفوق على صورة الزعماء السياسيين أو أصحاب النفوذ، وذلك كنتيجة لقوة الصورة ونفوذ الميديا والإعلام على العقل الجمعي، وقد اعتبرت هذه مقدمة للتحول الذي طرأ على سمات الأيقونات في الفن التشكيلي المصري لاحقاً.
وقدم الفنان عرضاً مصوراً مؤرخاً زمنياً، من الفنان الانطباعي أحمد صبري ولوحة توفيق الحكيم، مرورا بسيف وانلي وصلاح طاهر والفنان الانطباعي صبري راغب، والرسام الصحافي جمال كامل، وصولا للفنان الكبير جورج بهجوري ولوحته لأم كلثوم رفقة القصبجي ولوحته التي تمثل بورتريه صلاح جاهين، واتجاهه الكاريكاتيري أو ما بعد التكعيبي في التعبير عن الأيقونة. واستعرض الفن الغرافيكي في أعمال الفنان حلمي التوني، وأعمال سمير فؤاد نفسه المشغولة بهاجسي الزمن والحركة، ثم الواقعية الفوتوغرافية والاعتناء بالكتل في أعمال إبراهيم الدسوقي، وصولاً لفنان الفوتوغراف المصور الفوتوغرافي يوسف نبيل.